السينما السائدة في مصر الآن هي سينما الشباب، والمنتجون، الذين باتوا يتحكمون بسوق الافلام وصالات عرضها، يعتمدون على نجوم هذه الافلام لتحقيق الارباح. في البداية كانت افلام الكوميديا وخصوصاً لمحمد هنيدي والمرحوم علاء ولي الدين وأشرف عبدالباقي، ثم كانت الافلام التي تخلط بين الغناء والكوميديا والاكشن الخفيف كما في افلام مصطفى قمر ومحمد فؤاد وحنان الترك ومنى زكي وحلا شيحا. اما الآن فيبدو ان الدور قد جاء الى الافلام الرومانسية. وقد لا تكون الرومانسية موضوعها الوحيد، إذ قد يُخلط مع الغناء وهو الوجه المقابل للأفلام العاطفية ومع الكوميديا والتسلية والخفة والاكشن. هذه الصفات باتت جواز مرور للفيلم الناجح تجارياً وليس فنياً بالطبع. الرومانسية، على الارجح، في طريقها لكي تصبح نوعاً من الظاهرة في السينما المصرية الجديدة او الشابة. ويبدو ان هناك اتجاهاً قوياً لاستغلال عالم عبدالحليم حافظ وأغانيه وصورته كبطل معذّب وكمثال للشباب والعاطفة والرومانسية. لقد كان، فعلاً ابن العصر الذهبي للرومانسية السينمائية. كتاب السيناريو والمنتجون والمخرجون يتفقون الآن على ان استخدام عناوين اغانيه سيجلب جمهوراً كبيراً وواسعاً الى صالات العرض، والتجربة ستكون ناجحة بحسب المؤشرات الاولية. هناك الآن فيلم "حبيبتي من تكون" وفيلم "اول مرة تحب يا قلبي" وفيلم "توبة"، وهناك افلام اخرى يجري الاستعداد لتصويرها والانتهاء منها قبل موسم الصيف حيث تشتد المنافسة بين صالات العرض. هناك فيلم "صدفة قابلتك" من بطولة دلال عبدالعزيز وماجد المصري وداليا ابراهيم "وصافيني مرة" من بطولة غادة عادل وأشرف عبدالباقي، و"كفاية نورك عليّا" بطولة فتحي عبدالوهاب ونور، و"قارئة الفنجان" بطولة خالد سليم ومي عز الدين. انها اسماء اغانٍ شاعت وعاشت خالدة للعندليب الاسمر الذي كان رمز الرومانسية، والرهان هو ان الناس ستشاهد هذه الافلام لأن اغاني عبدالحليم حافظ ترتبط لديهم بذكريات حميمة. كما ان الجيل الجديد ما زال يستمع الى هذه الاغاني التي من الصعب، على ما يبدو ان يخبو بريقها وتأثيرها. الفكرة هي ان نجاح الاغاني سيؤمن نجاح الافلام التي تحمل عناوين هذه الاغاني. انها ظاهرة جديدة في السينما المصرية الراهنة التي تكثر فيها الظواهر بحسب النجاح التجاري للأفلام.