كل الذي نرجوه منك، سيد بريمر، ان تتوقف وتستريح من القتال. نقول لك: لقد استبحتم العراق، وأسقطتم طاغية وصنماً صنعتموه. وفرحنا جميعاً بمشاهدة المعاول والفؤوس تدق رأس الطاغية. واستبشرنا خيراً. وقلنا: سنصنع مستقبلاً مشرقاً بمساعدة أصدقائنا الأميركيين المحررين الديموقراطيين. ولملم العراقيون جراحهم. وباشرتم عملكم، وأنشأتم وزارات، وسلمتم مفاتيحها، واعتبرتموها انجازاً ومكسباً عظيماً قدمتموه للعراقيين. سيد بريمر! علينا أن نذكرك بأن العراق دولة مستقلة، أسست على أساس متين منذ العام 1921. وهي الدولة الوحيدة التي صيغ دستورها قبل تأسيسها. وكان لها رؤساء وزارات، عرباً وأكراداً، لا يعنيهم شيء غير خدمة الوطن، والدفاع عن حقوقه، والسمعة الحسنة. وكان لهذه الدولة العراق وزير للمالية، يهودي الديانة، عراقي الانتماء، رفض ربط قيمة عملته الوطنية بالاسترليني، وربط قيمتها بالذهب، خوفاً على اقتصاد العراق. وأنشأت وزارة لحقوق الانسان، واعتبرناها اللبنة الأولى على طريق الديموقراطية، ومعرفة الحق لتدافع عنه. ولكن الذي أسقط القناع عن نياتك الدعائية عدم تدقيقك في خلفية أو وطنية عائلة من استوزرته على رأس وزارة حقوق الانسان، على غرار "لكل حصان كبوة". فقدم استقالته، ورفض وزارتك عند أول اختبار ليكشف زيف ادعاء حقوق الانسان التي تنادي بها. وها أنت، بعد مرور عام على تخبط سياستك وسياسة وزرائك، تطلب النجدة من الأممالمتحدة، وموفدها الأخضر الابراهيمي. وفي زياراته وتجواله واستماعه لم يجد من العراقيين إلا مطلباً واحداً: نريد وطنيين أصحاب سمعة حسنة. ولا تفسير لمعنى السمعة الحسنة غير "الأمانة وعدم سرقة البلد". سيد بريمر! أنتم أصدقاؤنا، ونحن نعترف بما قدمته أميركا من أفضال عظام على البشرية. كل الذي نطلبه أن تطبقوا علينا بعضاً مما هو مطبق عندكم من معايير وثوابت، وأن تعيروا وزناً لآرائنا. فنحن لسنا قصّراً عجزاً. وارحمونا من جوقة الطبالين والزمارين، فإن العراق لا يتحمل أكثر مما حل به. الخُبَر - سكينة الدلي صحافية عراقية