بدا واضحاً من خلال دقيقتين "علنيتين" في الجلسة الثانية للمحكمة الجنائية الكبرى مدنية في قطر، والتي تنظر في قضية روسيين اتهما باغتيال الرئيس الشيشاني السابق سليم خان يندرباييف، أن طلب هيئة الدفاع من رئيس المحكمة تحويل الجلسة الى سرية قبل بدء إدلاء شهود الاتهام بشهاداتهم، يعكس رغبة روسية في ان تبقى المداولات بعيدة عن الصحافيين والمصورين والمراقبين، لئلا تبث تفاصيل المحاكمة ووقائعها عالمياً وتكشف "فضائح سياسية" وفقاً لتوقعات المراقبين. وكانت الجلسة الأولى علنية، خلالها قدم الادعاء لائحة اتهامات تصل عقوبتها الى الإعدام، كما شملت معلومات وأسراراً مثيرة. ووقف محامي الدفاع محسن السويدي أمس، قبل بدء الاستماع الى الشهود، ليطلب من رئيس المحكمة إبراهيم النصف أن تكون الجلسات سرية، والأكيد أن طلب المحامي القطري جاء بعد التشاور مع محامين روس يحضرون جلسات المحكمة، وبناء على طلب روسي. وفيما شكل طلب الدفاع أول مفاجأة في القضية، رفع القاضي الجلسة بعد نحو دقيقتين من بدايتها للتشاور مع قاضيين آخرين يشكلان معه هيئة المحكمة، ثم عاد ليعلن الموافقة على طلب الدفاع الذي برره بدواع أمنية تخص المتهمين أناتولي وفاسيلي اللذين ظهرا للمرة الثانية مرتديين ملابس رياضية. وقال رئيس المحكمة انه استجاب طلب جعل الجلسات سرية بسبب "دواع أمنية وظروف الدعوى". وكان سأل هيئة الاتهام رأيها في طلب المحامي فلم يعترض وكيل النيابة سعد الدوسري، وفوض الى المحكمة ان تتخذ ما تراه مناسباً. وقال محامون قطريون ل"الحياة": "يجوز لرئيس المحكمة أن يقرر سرية الجلسات إذا رأى أن المصلحة العامة تقتضي ذلك". وكان لافتاً أن زوجة يندرباييف مليكا واخا حضرت الجلسة وجلست الى جوارها ابنتها خديجة، وقالت مليكا ل"الحياة" انها جاءت لترى "وجهي القاتلين المجرمين". وفيما عبرت عن أملها بأن "تنتصر العدالة"، أعربت عن ثقتها بالقضاة "لأنهم مسلمون وليسوا قضاة في محكمة روسية". وتمنت أن يتاح للمصورين التقاط صور للمتهمين، علماً ان الدفاع كان طلب في الجلسة الأولى تصويرهما فاستجاب القاضي. وذكرت مليكا ان ابنها داود الذي يرقد في مستشفى، أصيب اصابات خطرة في رأسه وفقد السمع في إحدى اذنيه، كما تعرضت احدى عينيه لاصابة شديدة بسبب الانفجار الذي اودى بحياة والده عندما كان الابن يقود سيارة الأخير في طريق عودتهما الى منزلهما، بعد اداء صلاة الجمعة في 23 شباط فبراير الماضي. وأكدت زوجة يندرباييف أنها ستبقى مقيمة في الدوحة، لافتة الى أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني زار أسرة الرئيس الشيشاني السابق، بعد اغتيال الأخير وأكد "رعايته لها ولابنائها". ودعت دول العالم الى "حماية نفسها من إرهاب الروس". كان بيان قطري روسي صدر خلال زيارة سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي ايغور ايفانوف للدوحة، وشدد على أن "يبت القضاء القطري قضية الروسيين".