كرة القدم هي رياضة المفاجآت والغرائب على مرّ العصور. الزمالك صاحب التاريخ العريض محلياً وعربياً وإفريقياً، وأكثر أندية القارة فوزاً بكأس دوري الأبطال خرج من المسابقة أول من أمس ومن الدور الثاني - دور ال32 - للمرة الأولى في تاريخه، وهو الذي خرج من الدور الثالث - دور ال16 - في الموسم الماضي أمام سيمبا التنزاني المتواضع، وكان أول فريق مصري يخرج أمام نظيره التنزاني في تاريخ البطولات الإفريقية. الزمالك المكتظ بالنجوم الدوليين - لديه 8 في المنتخب الحالي الذي يقوده الإيطالي ماركو تارديللي - وبطل مصر الدائم في السنوات الأخيرة، سقط أمام الجيش الرواندي المغمور في كيغالي وخرج بطريقة مهينة، وأصبح أول ناد مصري في التاريخ يفشل في التأهل عبر نادٍ من رواندا، والأعجب أنه أخرج هذا النادي من الدور ذاته وفي البطولة ذاتها في الموسم الماضي بمجموع أهداف 6 - صفر. الفضيحة التي شعر بها أنصار الزمالك ومعهم كل جمهور الكرة المصرية كانت في الهزيمة الثقيلة 1 - 4، وهي الأثقل للزمالك في 17 عاماً، وكانت الهزيمة 1 - 5 أمام كوتوكو الغاني في كوماسي في دوري الأبطال. الجيش الرواندي كان قادراً على إنزال هزيمة ثقيلة وتاريخية بالزمالك لولا تدخُّل العارضة تارة، والحارس الكُفء عبد الواحد السيد الذي أنقذ مرماه من 4 أهداف محققة، وأخرج بشير التابعي الكرة أيضاً من على خط مرماه، وأهدر مهاجمو الجيش برعونة سلسلة من الفرص السهلة، ولو سجل الجيش من تلك الفرص لاهتزت شباك الزمالك بأكثر من 10 أهداف. الأعجب أن الزمالك الذي فاز ذهاباً في القاهرة قبل أسبوعين 3 - 2 فقط هو الذي بادر بالتسجيل في كيغالي، وأحرز له عبد الحليم علي في الدقيقة 11. الجيش الرواندي ردّ سريعاً وبكل قوة مستغلاً عدم قدرة لاعبي الزمالك على اللعب في الملاعب المبتلة بالإضافة إلى نقص اللياقة البدنية، وسجل مارك سيرنغو وأوليفي كارتيفي وجيمس كازيني وسيمي موريسا في الدقائق 26 و29 و43 و81، وأنهى الزمالك المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد سامح يوسف في الدقيقة 85، وكان لاعبو الفريقين اشتبكوا في معركة أمام الحكم الصومالي عثمان جانافيرا الذي وقف بلا حراك ولم يعاقب أحداً. وفي أول ردّ فعل داخل نادي الزمالك قرّر رئيس مجلس الإدارة الدكتور كمال درويش إيقاف كل مستحقات اللاعبين لحين تحسن النتائج، ورفض درويش الشائعات المتناثرة حول وجود مؤامرة من اللاعبين ضدّ المدرب البرتغالي فينغادا أو ضدّ مجلس الإدارة، وأعاد الهزيمة إلى فوضى الكرة المصرية. ويبحث مجلس الإدارة في اجتماعه المقبل حلاً للبرنامج المكتظ بالمباريات في المرحلة المقبلة. وفي تونس لقي الإسماعيلي هزيمته الأولى طوال تاريخه أمام أحد الأندية التونسية، وجاءت الهزيمة صفر - 2 في ملعب الشاذلي زوتين أمام الملعب التونسي مساء أول من أمس، مؤلمة جداً لأنها أخرجت الإسماعيلي من الدور الثاني لكأس الاتحاد الإفريقي بعد أن فاز ذهاباً 2 - 1 فقط في الإسكندرية. وزاد من المرارة أن الإسماعيلي تفوّق على أندية تونس الثلاثة الكبيرة الترجي والإفريقي والنجم الساحلي في كل مواجهاته السابقة، ووصل الفريق إلى المباراة النهائية في مشاركتيه الأخيرتين في دوري الأبطال وكأس الاتحاد. ومثّلت الهزيمة والخروج المبكر خسارة جديدة للمدرب الألماني ثيو بوكير مع الإسماعيلي بعد ضياع الدوري المحلي ودوري أبطال افريقيا. أحرز سعيد السايبي وبسام الدعايسي هدفي الملعب بعد 77 و83 دقيقة، وأفلت الإسماعيلي من هدفين ثالث ورابع في الدقائق الأخيرة من اللقاء.