حين يختار الشاعر "عزلته"، أو يفرضها عليه الواقع، أو وهن الجسم والمرض... فإنه يدفعك، أنت الآخر الذي عرفته، وزاملته، وترافقتما عملاً، وجمعتكما المودة الخالصة... إلى الاستعادة والتأمل... لا في "عزلته" وآلامها وهمومها، بل في حضوره شاعراً طالما رفع صوته جاهراً بعذاباته من اجل الحياة. واليوم، ومن أجل الحياة - والحياة، حياتنا - محاصرة بالمحتلين: دباباتهم تتنزه في شوارع مدننا وأحيائنا، وأيديهم على الزناد، بينما فوهات بنادقهم مصوبة في جميع الاتجاهات: إلى الرأس والقلب... دافعة بالكثيرين إلى "اختيار العزلة" مكرهين على الذهاب في اتجاه "موت محكوم بالمصادفة"! ومن داخل هذه "العزلة" ينبثق تاريخ يتحدث، وشعر، وكلمات... هي بالنسبة الى شاعر مثل يوسف الصائغ جوهر بقاء. فهو يوم كتب "المعلم" على السبورة كلمة "وطني"، ودعاه إلى قراءتها، وجد - كما قال المعلم - "إنها كلمة... ليس يخطئها القلب". 1 - يوم أراد الشاعر يوسف الصائغ التعبير عن اختياره الفني، كان أن وجد نفسه في غمرة تعددية إبداعية لم تتحقق لكثيرين في عصره وزمنه... فإذا هو شاعر، وروائي، وكاتب مسرحية، ورسام... كما وجد نفسه يمارس "نقد الشعر" من خلال أُطروحته الجامعية عن "الشعر الحر في العراق". وإلى جانب هذا كله كان "سياسياًً فاشلاً"، لأن الفن لا يلتقي مع السياسة، ولا يتوافقان... وقد كان الفنان فيه اكبر من أي شيء آخر. وعلى رغم أن اسم الشهرة يعيده إلى عائلة تتعامل بالذهب ومع الذهب، فإنه عاش حياته كلها "عند حدود الفقر" كما يقال. إلاَّ أنه، على تعدديته الإبداعية هذه، كان ما يهمه هو "الشعر" فيقدم نفسه، إذ يقدمها، شاعراً، ويحب أن يتكلم الناس عليه في إطار الشعر، بينما يجد أن "الفنون الأخرى" يمكن أن تغني الشعر وتثريه. وفي الشعر، ينتمي يوسف الصائغ إلى جيل من الشعراء حاذى "جيل الرواد" في الشعر العراقي الجديد، إلا أنه لم يحسب عليهم... وسبق "جيل الستينات" في حركة هذا الشعر، ولكنه لم يكن منهم ولا قريباً من أطروحاتهم. فهو من "جيل" ضم شعراء مثل: سعدي يوسف ورشدي العامل ومحمود البريكان وآخرين... متزامناً في الظهور العلني في الحياة الشعرية مع أقرانه من الشعراء العرب: صلاح عبدالصبور، وأحمد عبدالمعطي حجازي في مصر، وخليل الخوري، وعلي الجندي في سورية، وفؤاد رفقة، وأُنسي الحاج في لبنان. جيل، حين بدأ البعض يصنف الشعراء "أجيالاً" بحسب ظهورها التاريخي، أطلقوا عليه اسم "الجيل الضائع". وعلى رغم أن التسمية ذات بعد مضموني - يرتبط بالفلسفة الوجودية التي غزت الحياة الثقافية العربية في الخمسينيات - إلاَّ أنها لم تكن على علاقة بهذا "التيار الفلسفي" وإنما لحقت صفة "الضياع" بهم من وجودهم بين جيلين: فالرواد، الذين كانت بداياتهم الأولى أواخر الأربعينات، أخذوا تسميتهم من الخمسينات - ربما لأن حضورهم الأهم والأقوى والأكبر كان فيها. أما الجيل الآخر فأخذ "الستينات"، ولم يبق لجيل "الصائغ" غير "منطقة وسطى" بين الجيلين اللذين طرحا نفسيهما، كل في مرحلته، بقوة وثقة. 2 - هناك ثلاث علامات مهمة في حياة يوسف الصائغ الشعرية تمثلها مجموعات شعرية ثلاث، هي: "اعترافات مالك بن الريّب" 1971، و"سيدة التفاحات الأربع" 1976، و"المعلّم" 1987. فكل من هذه المجموعات الثلاث تمثل بالنسبة اليه، شعرياً، موقفاً في الواقع، ومن الواقع: أ - لا أدري متى اكتشف الصائغ ذلك الرمز الإنساني الأثير "مالك بن الريب" ليصبح صنوه الوجودي، لا في الشعر وحده، بل وفي رؤية الحياة وما تمثله هذه الرؤية من موقف، وما يقود إليه هذا الموقف من مصير. فإذا كان "مالك بن الريب" كتب، في ساعة احتضاره، أهم قصيدة يمكن أن تنطلق بها ذات شاعرة في رثاء النفس والأيام، مسجلاً فيها ما تقترب به من الإحساس بالندم على ما تنكب من طريق لم يحتسب لعواقبه، فمات غريب الدار - بعدما كان قبل اليوم صعباً قياده، كما قال، فإن يوسف الصائغ كتب في "الاعتراف..." ما يشكل شهادة على الذات والواقع، ولكن من أجل تطهير هذه الذات، وإقامة الواقع المهدّد بالانهيار... وقد رسم فيها خريطة أيامه كما عاشها وأدركها في "لحظة الاعتراف" هذه. ب - وتأتي "سيدة التفاحات الأربع" مجسدة مأسوية الغياب. ففيها لا يكون الحضور اكثر من ذكرى، أو ذكريات يترصدها الموت، أو يواجهها، في أي اتجاه سارت... لنجد الشاعر يطل فيها إطلالات سريعة، كاشفاً عن لهب الشوق، وضرام الحنين... لتكون الإطلالة مجرد ومضة، من دون أن يمضي، شعرياً، في ذلك "الاسترسال الملحمي" الذي اعتدناه في قصيدته، ربما لأنه أدرك أن اتخاذ سبيل التعبير هذا سيجعل "وجه الموت" اكبر حضوراً أمامه، وهو الذي أصبح الإحساس بمأسوية الموت يلازمه، بعدما داهم هذا الموت "سيدة التفاحات الأربع"، فلم يترك لحياته سوى "فراغ" تدوّم فيه أصوات الكلمات وأطياف الذكرى: - "وتبسم لي .../ هكذا.. لمحةً / وتغيب،/ وتترك فوق ضباب الزجاجة،/ هذا الحنين الغريب/ حنينٌ حزينٌ". لقد أصبح كل شيء يتساقط من الذاكرة. ج - أما "المعلم" التي أعدها نهاية المطاف الشاعر في إعلان موقفه من خلالها، فإنه كان فيها كمن يستكمل "الاعترافات..." وما حفّ بها، كاشفاً عن "الأساس" الذي بنى موقفه عليه، والمنطق الذي اتخذ في ما اتخذ من مسار، في "عودة تذكير" بذلك "الدرس" الذي تلقاه عن "المعلم"، وحدّد له جميع اختياراته، وفي صلبها الاختيار الأخير: 3 - في قصيدة: "اعترافات مالك بن الريب" يقول يوسف الصائغ: "يا صاحبيْ فرسي.../ إنّ يأس الفوارس جدّ مريب/ ويأساً كيأسي/ يطيق النبوءة والقتل والكذب/ فلتحذراني.../ خذاني إلى حاكم/ وليكن منكما شاهدان على "مالك" / إن مالك يشترط الكبرياء/ اشترطت بلا ندم أنطفي.../ فكأني، إذا عدت، أسلك نفس الطريق". وعلى امتداد ما يقرب من ربع قرن من الزمان، ظل هذا "الاعتراف" متواصلاً في "حياة الكتابة" من جانب الشاعر، حتى أنه حين كتب "سيرته الذاتية" كان أن وضعها تحت عنوان: "الاعتراف الأخير"، وهو ما يتواصل فيه مع مرجعين: المرجع الديني حيث "الاعتراف" هو البحث عن براءة الذات وتطهير النفس، والمرجع الأدبي - التاريخي الذي يعيدنا ثانية إلى "مالك بن الريب". وفي الحالين كان أن دعا الآخرين، في ختام القصيدة، وهو يحثهم: - "اعترفوا/ اعترفوا/ اعترفوا/ أيها الحاملون عذاباتكم.../ إنني وطن المتعبين الذين/ يحسون وحشة هذا الزمان!". 4 - ولم يكن "مالك بن الريب" إلاّ "قناعاً"... والصوت الآتي من وراء هذا القناع هو صوت الشاعر يوسف الصائغ، يتكلم بما هو اكثر واقعية، وأكثف رمزية من "سلفه". ومع كل ما كان هناك من تداخل بين "الوجه" و"القناع"، والتواشج وضعاً، فإن الشاعر، في قصيدته، كان هو المتكلم بصوت تجربته الذاتية، كما تكلم "مالك بن الريب" قبله بأكثر من ألف عام، بصوت تجربته، معاناته، مأساته. فالتجربة، عند الصائغ، ليست متخيلة، أو مستوحاة من "بطلها التاريخي"، وإنما هي تجربته: منه تبتدئ وإليه تنتهي. أما الجذور فتسكن ذاكرته وفيها تمتدّ. - ونسأل: ترى، لماذا عاد إلى "مالك" ؟ هل لأن "حطب" نار الحروب واحد؟ أم لأن الإنسان يمر إذ يمشي إلى اختياراته وكأنه يمرّ من تحت أقواس، ثم لا تلبث هذه الأقواس أن تتحول إلى نعوش، لا يدري المرء بعدها في أية أرض وزع أحلامه، وإلى أية أرض ستمضي من بعده؟ - وإذا كانت مواجهة الموت حقيقة وفعلاً، هي التي قادت "مالكاً" إلى "الاعتراف"... فهل نستطيع القول إن تكشّف مسالك الطريق، ومعرفة أية أرض قطع، وإلى أية أرض تذهب به إرادته او قدماه هو الذي قاد يوسف الصائغ إلى "الاعتراف"؟ كل ما يمكن قوله هو ان كلاً منهما، مالك ويوسف، نظر في "مرآته"، واضعاً نصب عينيه أن "يؤرخ" نفسه، ذاتاً وموقفاً ورؤية للعالم، بالكلمات، ومن خلال الكلمات، محاولاً تكريس وجوده في "الذاكرة"، معطياً لنفسه مكانتها - التي كانت لها في ما فات من أيام. وهما، الاثنان، كل كان رأى حياته في هذه "المرآة - الكلمات"، وإن يكن رآها انعكاسات كامدة لوجود حزين... فأتاح لها أن تسكن، حيث أراد للقول أن يكون. 5 - وهو، كما يتجلى للقراءة في قصائد ديوانه الأول: "اعترافات مالك بن الريب"، شاعر ذو نفس ملحمي، كان لتجربته الشخصية، وللأحداث التي عاشها بزهو وقلق ورعب أن جعلت لقصيدته أبعادها الجديدة وهي تجمع بين واقعية الواقع والرموز المنحدرة من هذا الواقع، والتي تجعل من "نموذج الاحتجاج" مبشراً بتصاعد رؤيا زمانية - مكانية تجعل من تجربته واحدة من اكثر تجارب جيل ما بعد الشعراء الرواد درامية وعنفاً. فهو شاعر لا يرفع قدميه عن أرض الواقع حتى يعود بهما إليها، على رغم أن أرض هذا الواقع قد عذّبه المشي، أو الوقوف عليها، كثيراً. في "القصيدة - العنوان" معمارية تتألف من ثلاث طبقات: - تمثل الطبقة الأولى منها تجربة الشاعر، بكل مكابداتها، وهزائمها. وهي تجربة مع الواقع. - وتؤلف الطبقة الثانية الشخصية - الرمز: مالك بن الريب في واقعة موته، ذلك الموت الذي سيمرّ انتظاره وهو يحسّه يسري في جسمه فتعطل لحظاته أجزاءه واحداً بعد الآخر، فلا يجد، والحال هذه، سوى التفجع، ورثاء الذات، لعلها من أصدق ما حمل شعر من تعبير عن تشبث القائل بالبقاء. بينما تتألف الطبقة الثالثة من تجربة الفدائي الفلسطيني الذي تدعوه "قضيته" إلى الموت في سبيلها... فيمضي تاركاً من بعده فكرة حية، هي فكرة الموت في سبيل القضية. هذه الطبقات الثلاث تنبثق عن/ وتقوم على/ وتؤكد مواقف محورية تقود كل موقف منها "شخصية" تدخل المشهد لتعبرّ عن هذا الموقف: فهناك الشاعر نفسه بهمومه وتطلعاته وانكساراته... بانتصاراته وهزائمه. وهناك "الشاعر - الرمز" مالك بن الريب بمأساته التي يستعيدها الشاعر في قصيدته، بتواشج مع رؤيته/ رؤياه.. وهناك الفدائي، الفكرة والفعل، وهو ينتشل رؤيا الزمن المقبل من حالات الانكسار. وهي، ثلاثتها، شخصيات تحقق الوجود المكتمل للمعنى. وبها، ومن خلالها، يكتمل هذا المعنى. وهم ثلاثتهم، يمثلون اعتراضاً على واقع، ومحاولة انتشال هذا الواقع من وهدة التردي، من خلال محاولة تغييره من طريق تحدّيه. أما القاسم المشترك الأكبر بينهم فهو الموت من أجل قضية. ومن خلال هذه "الثيمة والمصير" ينوع الشاعر على تعددية النغم وتواصل طبقات التجربة لتقوم القصيدة على المونولوغ الحوار الداخلي من جانب، والديالوغ الحوار مع الخارج من جانب آخر. فهو في حوار داخلي مع الذات والنفس، عميق ومستمر... كما هو في حوار تقابل أو تضاد مع الواقع. 6 - قد يكون يوسف الصائغ، ومعه إلى حد كبير، رشدي العامل، اكثر شعراء جيله حرصاً ومحافظة على ما يمكن أن ندعوه تقاليد التواصل مع قصيدة "جيل الرواد"، ومع القصيدة السيابية في وجه خاص. بل إن قصيدته التي سبقت "الاعترافات" وهجست بها: "انتظريني عند تخوم البحر" 1970، قصيدة تتخذ من السياب الشاعر رمزاً محورياً لها، لنجده يعمل، من جانبه، تنويعاً على دلالات هذا الرمز والتواصل في حركة مدومة في جميع الاتجاهات، مع عالم السياب الإنساني - الشعري، وهي ما نجد فيها نموذجاً حياً لتقاليد التواصل بين الأجيال. ملاحظة أخرى تخص شعر الصائغ في هذا المنحى من تقاليد التواصل، هي ان قصيدته غالباً ما تتأسس على "الماضي". لذلك نجد "معنى الزمن" من المعاني الحركية فيها، حيث يصبح معنى الماضي - دلالة، وحركية الذات - الذاكرة من أجلى مظاهر القصيدة. كما أن "حرية الموقف"، النابعة من هذا "الزمن"، والمرتدة إليه، مرجعيةً، واضحة، هي الأخرى، في قصيدته، وكبيرة التأثير في ما يريد تأكيده من حقائق جديدة، أو يستدعيه من مثل قديمة. وفي هذا يتجاوز الصائغ ما يمكن أن نسميه "العالم اليومي" الذي نجده يشغل شاعراً مثل سعدي يوسف، ينتمي إلى الجيل نفسه. جانب ثالث من "تقاليد التواصل" هذه - ومع القصيدة السيابية أساساً - هو ما يتمثل في "الينابيع" التي شكلت مصدر هذا الروح الجديد لقصيدته، والتي يمكن تعيينها في ثلاثة، ليست ثلاثة انفصال أو استقلال عن بعضها بعضاً... إنما هي ثلاثة تواصل/ تواشج وتفاعل إلى الحد الذي تشكل عنصر تكوين مكتملاً للقصيدة، وهي: - الشعور بالحاجة إلى ابتداع "أشكال أخرى" للقصيدة الجديدة: جوهراً، وأسلوباً، تأكيداً لكون الإبداع يمثل قيمة مطلقة. - ثم محاولة بين شعرية العبارة، وشفافية اللغة، وضروب الكشف، واعياً وغير واع، وإدماجها، جميعها، بالرمز الذي جعل منه "رمزاً خلاقاً"، هو الآخر. - ومن خلال هذا وذاك جاءت قصيدته ممثلة "عالماً" بقدر ما يقوم على "التخيل" فإنه يقوم، أيضاً، على إعادة رؤية الواقع من موقف محاورته، والمناورة معه، بقصد التغلب عليه، وتمثيل "الرؤيا الجديدة" فيه بدرامية عالية. فهو بقدر ما كان يحافظ على "تقاليد التواصل" هذه... كان "يبتدع". 7 - تساءلت يوماً: ما الذي أعاد يوسف الصائغ إلى نفسه على هذا النحو؟ فوجدت من يرسم حدود الجواب أمامي بالقول: - إن الإنسان لكي يتمكن من الاستمرار عليه أن يعود إلى الوراء، ليكتب، إذا ما أراد الكتابة، عن شيء حقيقي. وتساءلت عن الواقع الحاضر، أين يكون، موقعاً ووجوداً في هذا؟ فكان الجواب: - إن في تلك "العودة" مواجهة للدافع والحاضر معاً... فهي "مواجهة" تتم بالحقائق التي يجدها، من يواجه، ملك يديه. - ولكن... لمَ لا يجد الشاعر في ذلك الماضي، بالصور التي رسمها له، سوى واقع مقهور، وتاريخ مهزوم؟ هنا أحالني الشاعر إلى القصيدة... 8 - ووجدت "لورنس داريل" يخبرنا بأن "بالثازار" كان أن كتب إليه يقول: "ليس هناك من يجرؤ على أن يؤدي اعترافه النهائي على الورق". - نعم، ولذلك كتب يوسف الصائغ كتابين من بعد هذه القصيدة، سمّاهما: "الاعتراف الأخير". وحين طلبت إليه، قبل سنوات، أن يكتب بعض ذكرياته مع صديق عمره، إنساناً وشاعراً... وجدته يقول، وهو يسلمني الأوراق التي كتبها: كم اكتشفت، وأنا اكتب، أشياء مهمة، جديرة بأن تدوَّن، متمنياً على نفسه أن يكتبها. 9 - في زمان آخر، من ذلك الماضي، يوم وجد يوسف الصائغ نفسه محاصراً بهواجسه والواقع، مرة واحدة... قال بصوت كالهتاف في تظاهرة: "... فمن أين تأتي القصيدة،/ والمخبرون،/ يسدون كل الشوارع؟" لعله اليوم يقرأ هذا المقطع من "المعلم" مرتين: مرة كما كان كتبه قبل سنوات، ومرة مستبدلاً فيه كلمة المخبرون بأخرى - لعلها ستكون المحتلون أو الغزاة، أو برابرة العصر - من دون أن يخشى خطأ في الوزن، بعد أن وجد "أخطاء الحياة" تكسر كل وزن. فالإنسان اليوم موجوع الكرامة...!