رأى ممثل بريطانيا لدى العراق جيريمي غرينستوك ان تطبيع الاوضاع في هذا البلد سيتطلب سنوات، معترفاً بارتكاب التحالف اخطاء، ومشيراً الى ان مطالبة جنرالات اميركيين بارسال مئات الآلاف من الجنود لو استجيبت لسهلت اعادة الاستقرار. واعترف وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد بمواجهة "مرحلة صعبة" فيما الح اعضاء في مجلس الشيوخ لتكشف ادارة الرئيس جورج بوش خطتها لنقل السلطة الى العراقيين وسط تحذيرات من "مغامرة" تؤدي الى فقدان تأييد الرأي العام الاميركي. اعتبر اول ممثل لبريطانيا لدى العراق جيريمي غرينستوك ان اعادة السلام الى العراق كانت ستكون اسهل لو ارسلت قوات اضافية الى هذا البلد. واوضح غرينستوك المنتهية ولايته في مقابلة مع "هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي ان اعادة الوضع الى طبيعته ستستغرق سنوات، مشيراً الى "ارتكاب بعض الاخطاء". وزاد ان "تحليل ما كان سيحصل بعد النزاع لم يكن دقيقاً اما التحليلات الصحيحة فلم تستخدم"، وهي توقعت "اعمال عنف ضد التحالف وانه في حال انتهاء مرحلة النزاع في شكل سريع سيبقى بعض الامور في النظام ليسمم المراحل المقبلة وتجب معالجتها بسرعة". وذكر ان حدود العراق "بقيت مفتوحة، وكان هناك تدفق للاسلحة اليه من دون مراقبة، ومع البعد كان خطأ عدم التركيز على هذه الامور. تتذكرون الجنرالات الاميركيين الذين قالوا اننا نحتاج الى مئات الآلاف من الجنود. هذه القوات كانت مفيدة فعلاً لمعالجة النواقص". وينتشر الآن حوالي 135 الف عسكري اميركي في العراق. ورداً على سؤال عن المدة الضرورية لعودة الوضع الى طبيعته، في وقت ادت المعارك بين قوات التحالف ومقاتلين سنة وشيعة الى سقوط مئات القتلى منذ مطلع الشهر، قال غرينستوك: "سنوات". وختم: "اظن انها عملية طويلة فنحن نطلب من العراقيين ان يتجاوزوا مجموعة من المراحل من حكم استبدادي الى ديموقراطية يختارونها، في فترة اقصر بكثير مما احتاجته دولنا في الغرب". وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد اعتبر ليل الخميس ان العراق يمر بمرحلة غير واضحة. واضاف خلال مداخلة في واشنطن لمناسبة الاجتماع السنوي لجمعية الصحف الاميركية انها "مرحلة غير واضحة ولا استطيع القول كيف" ستنقل السلطة، لكن "عدداً من الاشخاص يعملون من اجل المرحلة الانتقالية خصوصاً موفد الاممالمتحدة الاخضر الابراهيمي والحاكم المدني الاميركي بول بريمر". وتابع: "سنتوصل الى وسيلة تؤدي الى قيام حكومة تضع مسؤولية البلاد في ايدي العراقيين". واوضح ان الابراهيمي وسلطة التحالف يعملان للتوصل الى نموذج قد يسمح بنقل السلطة قبل 30 حزيران يونيو مضيفاً ان "التغييرات تفضي دائماً الى مرحلة من عدم اليقين، ونحن الآن في خضم هذه المرحلة الصعبة". لكن الوزير بدا متفائلاً، مشيراً الى "التقدم" الذي تحقق في افغانستان خلال وقت قصير، معتبراً انه "بلد مثل العراق لديه خبرة ضئيلة في هذه الامور". وتزامن كلام رامسفيلد مع دعوة اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي ادارة الرئيس جورج بوش الى كشف خطتها لنقل السلطة. وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس السناتور الجمهوري ريتشارد لوغار: "مع الخسائر في الارواح وانفاق بلايين من الدولارات في العراق، يجب ان يتأكد الشعب الاميركي من اننا خططنا بدقة لسياسة في العراق ستتكلل بالنجاح". وفي اليوم الثالث والاخير من جلسات استماع خصصت لخطط الولاياتالمتحدة في ذلك البلد بعد الحرب، شدد لوغار على ان "خطة مفصلة ضرورية كي نثبت لحلفائنا والعراقيين ان لدينا استراتيجية نلتزم انجاحها". واستدرك محذراً: "اذا لم يكن لدينا مثل هذا الوضوح، سنغامر بخسارة تأييد الشعب الاميركي والمساهمات المحتملة من الحلفاء فضلاً عن ايهام العراقيين". وقدم مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية مارك غروسمان تفاصيل خلال جلسة الاستماع، قائلاً ان الاكلاف الديبلوماسية للعملية في العراق تتراوح بين 1.1 و1.5 بليون دولار، اضافة الى كلفة السفارة الجديدة، خلال السنتين الماليتين الحالية والمقبلة.