قبل أقل من عام كان الشباب السوري يفتقر الى السماع الى اذاعة محلية تبث برامج ترفيهية ومنوعة، كإذاعة "صوت الشباب" الآن. والسبب في ذلك ان القوانين الناظمة للصحافة لم تكن تسمح بوجود مثل تلك الاذاعات، بل ظل الجمهور السوري أسيراً لإذاعات رسمية محلية إذاعة دمشق - صوت الشعب الى جانب بعض الاذاعات الوافدة من الخارج وبخاصة أوروبا كإذاعة "الشرق" و"مونتي كارلو" من باريس و"إذاعة لندن" من بريطانيا. وفي ما بعد ظهرت موجة جديدة للاذاعات سميت بأسماء عدة مثل اذاعات الحرة او الاقليمية او غير المصرح بها... الخ، ومعظمها يبث على موجة "الأف أم"، وهي غنائية تجارية تنحصر برامجها بالأغاني والمنوعات وفقرات من التسلية والترفيه، اضافة الى الاعلانات، ولا تتضمن برامج سياسية واخبارية. وقد بدأت هذه الاذاعات في السنوات الماضية بالانتشار في لبنان ومنها ما يصل ارساله الى دمشق وبعض المناطق المجاورة، كإذاعة "الغد" و"سترايك" و"صوت الموسيقى" و"دلتا"، وتقتصر برامجها على الأغاني والمسابقات. كما ان هناك اذاعتين دينيتين: "صوت المحبة" و"البشائر"، وهناك اذاعات متنوعة أخرى تبث الأغاني الغربية الحديثة والصاخبة مثل "آر إم ال" و"راديو ون" وأخرى تختص بالأغاني الفرنسية الهادئة ك"نوستالجي". أما "القدس إف إم" الفلسطينية، فتنطلق من دمشق وتبث برامج خفيفة ومنوعة في الفترة المسائية. ونظراً لقوة بث هذه الاذاعات وسهولة وصولها الى المتلقي استطاعت ان تخترق عادات وتقاليد الاستماع لديه وأن تصل الى كل الشرائح. وزاد من شعبيتها غياب برامج محلية تثير اهتمام المتلقي. ويؤكد سمير وهو صاحب محل اكسسوارات ان الأغاني والمنوعات التي تبثها اذاعات "أف ام" جديرة بالاستماع ويقول: "عملي في المحل طوال الوقت جعلني ارتبط في شكل غير مباشر بهذه الاذاعات الى درجة ان الراديو شغال دائماً". ولا يجد جاره أبو محمد مشكلة في تخصيص أوقات محددة للاستماع لأن بعض برامجها احياناً يبتعد عن واقعنا وتقاليدنا". في حين يعتبر نبيل، طالب جامعي، ان وقت الاستماع المفضل لديه هو فترة الصباح عندما تبث هذه الاذاعات اغاني فيروز. ويقول: "الاستماع في الصباح أصبح عادة بالنسبة إليّ ولا يمكنني ان اخرج من البيت من دون ان استمع الى أغنية او أتعرف على برجي". وتشير لينا سنة ثالثة أدب انكليزي الى ان "حال الفراغ التي نعيشها تدفعنا الى سماع هذه الاذاعات إذ اننا نحتاج الى برامج موسيقية وشبابية قريبة من مشكلاتنا". بينما يقول رامي جامعي ان "اذاعات "أف ام" حققت حضوراً قوياً بين الشباب السوري في السنوات الأخيرة لأنها تبث برامج خفيفة ومسلية ولا تحمل اي صفة رسمية ونمطية كالأخبار السياسية التي يعرضها التلفزيون".