أسقط القاضي الأرجنتيني خورخي أورسو الأعذار الصحية التي تقدم بها الرئيس السابق كارلوس منعم من أجل عدم تلبية طلبه في الإدلاء بشهادته في شأن قضية فساد. وتتعلق القضية بشروط منح عقد بناء سجنين في فترة توليه رئاسة البلاد بين عامي 1989 و1999، اتهم بتحقيق مكاسب بقيمة 60 مليون دولار من خلالها. وتجاهل القاضي اتهام منعم إياه بالتحيز، وأصدر مذكرة دولية باعتقال الرئيس السابق في مكان إقامته في تشيلي وإرغامه على المثول أمام المحكمة. وكان منعم البالغ من العمر 73 عاماً رفض تلبية ثلاث دعوات سابقة قبل أن يصرح لصحيفة تشيلية الأحد الماضي، بأنه لن يجيب على الاستدعاء، "إذ لا أريد أن اقضي بقية حياتي في السجن". وشدد منعم على أنه ضحية مؤامرة سياسية تقودها حكومة الرئيس نيستور كيشنر الذي كان هزمه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ويمكن أن يشكل اعتقال منعم والذي أعلنت السلطات التشيلية أنها ستتعاون في تنفيذه، الصفحة الأخيرة من حملة ضد الفساد وسوء إدارة البلاد والتي أطلقت ضده بعد نحو عقد من رحيله عن السلطة، في حين أنه وصف بالمنقذ الأول للاقتصاد المحلي في فترة توليه الرئاسة بعدما عالجت القرارات التي اتخذتها حكوماته مشاكل مالية عدة وأمنت فرص عمل كثيرة. وتضمنت الحملة كمّاً هائلاً من الاتهامات إلى منعم، شملت إضافة إلى اختلاس 60 مليون دولار من صفقتي تدشين السجنين موضع التحقيق الحالي، عدم التصريح عن عائدات مالية ضخمة وضعت في مصرف سويسري، وتهريب أسلحة إلى كرواتيا والإكوادور، الأمر الذي فرض اتخاذ القاضي أورسو قرار وضعه قيد الإقامة الجبرية لمدة 167 يوماً عام 2001. وتمثل رد الفعل الأول لمنعم، المتزوج من ملكة جمال الكون السابقة التشيلية سيسيليا بولوكو والذي أنجب طفلاً منها قبل خمسة أشهر، على مذكرة اعتقاله، بتقدم محاميه لويس باغليتي بدعوى قضائية طالب فيها بتنحي القاضي أورسو عن النظر في القضية، وشطب قضية اختلاس الأموال من مشروع تشييد السجنين.