اعلنت وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا وقف توزيع المساعدات الغذائية الطارئة لاكثر من 600 ألف لاجئ فلسطيني في قطاع غزة، اثر العراقيل التي تضعها اسرائيل امام المساعدات الانسانية التي تصل الى القطاع عبر معبر المنطار. وقالت "اونروا" في بيان لها حصلت "الحياة" على نسخة منه ان "شحنات المواد التموينية الضرورية، مثل الدقيق والسكر والزيت، وعدد من المواد التموينية الاخرى، التي كانت توزع على الفئات الفقيرة ستتوقف منذ اليوم أمس، والتي اعتادت "أونروا" توزيعها منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية". وقال المفوض العام ل "أونروا" بيتر هانسن ان "هذا الاجراء سيعمل على زيادة الضغط على المجتمع الفلسطيني، الذي يعاني اصلا من الاوضاع الصعبة وسوء التغذية"، مشيرا الى ان "استمرار الاجراءات والقيود الاسرائيلية على وصول المساعدات الانسانية بهذه الصورة سيدفع المجتمع الفلسطيني الى حافة الجوع لاول مرة منذ جيلين". وأكد ان "اعتبارات اسرائيل الامنية يجب الا تشكل عائقاً امام عمل المنظمات الانسانية التابعة للامم المتحدة"، مطالبا "الحكومة الاسرائيلية برفع القيود المفروضة على عمل منظمات الاغاثة لتمكينها من مواصلة توزيع المواد الغذائية". وأشار البيان الى فشل محاولات "أونروا" لاقناع سلطات الاحتلال الاسرائيلي ب"اعادة الحاويات الفارغة التي نقلت المواد الغذائية من ميناء اسدود الى غزة، ما يعني عمليا زيادة تكاليف الشحن وفرض رسوم على "اونروا" لا تستطيع تحملها"، لافتا الى ان "اونروا" "قررت وقف نقل 11000 طن من المواد الغذائية الى داخل قطاع غزة". وأوضح ان "اونروا" "اعتادت منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية في أيلول سبتمبر 2002 على تزويد قطاع غزة باكثر من 250 طناً من المواد الغذائية يوميا"، مضيفا ان القطاع "يعاني منذ ذلك التاريخ من ازمات اقتصادية واجتماعية عميقة نتيجة عمليات الاغلاق المستمرة، التي تفرضها اسرائيل على حدود قطاع غزة، وهدم آلاف المنازل، وتدمير الزراعة والممتلكات الصناعية". واكد البيان ان "اكثر من ثلثي معيلي الأسر في القطاع يعيشون تحت خط الفقر واكثر من نصف القوى العاملة فيه تعاني من البطالة الشديدة". وأشار البيان الى ان "اونروا ليست الوحيدة التي تعاني من العراقيل و الاجراءات الاسرائيلية المفروضة على نقل المواد والمساعدات الانسانية الى قطاع غزة، بل تعاني منها معظم منظمات الاغاثة الانسانية التابعة للامم المتحدة في القطاع، والتي ناشدت الحكومة الاسرائيلية في اجتماعها يوم 26 آذار مارس الماضي رفع القيود المفروضة على عمل تلك المنظمات من دون جدوى". وكان من المقرر ان يلقي هانسن كلمة أمام القمة العربية المؤجلة في تونس، يطلب فيها من الزعماء العرب دعم "أونروا"، التي تعاني عجزاً مادياً كبيراً، لمساعدتها على الاستمرار في برنامجها للطوارئ، ومواصلتها تقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين، الذين يعانون من أوضاع في غاية الصعوبة.