واصلت الصحافة البريطانية امس انتقاداتها لرئيس الوزراء توني بلير آخذة عليه خصوصا تبعيته للرئيس الاميركي جورج بوش، لكنها خصته ببعض المديح لتمكنه من التأثير قليلاً على موقف واشنطن حول دور الاممالمتحدة في العراق. وأبدت صحيفة "فايننشال تايمز" عدم اقتناعها كثيرا بما اظهره الزعيمان في واشنطن من ود، وقالت انهما لم يبديا سوى "وحدة ظاهرية" تستند الى اعتقاد مشترك في ضرورة اضطلاع الاممالمتحدة بدور اكبر في العراق. واضافت "ان رئيس الوزراء اعلن انه تحدث بصراحة وفي جلسة خاصة عن خلافاته السياسية مع بوش. لكن طالما يرفض التحدث علنا عن خلاف متزايد بينهما فسيكون سهلا على منتقديه بان يأخذوا عليه تبعيته للرئيس" بوش. أما "دايلي ميرور" التي كانت من اشد المعارضين للحرب على العراق فذهبت أبعد من ذلك في تهجماتها. وكتبت قبل اقل من مئتي يوم على الانتخابات الاميركية ان "توني بلير قام كعادته بالتصفيق لجورج بوش الذي يسعى لإعادة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة". ورأت ان رئيس الوزراء البريطاني "قام بذلك بحذقه المألوف. كان لذلك وقع حسن، كان عملاً محترفاً"، مضيفة "لكنه ليس الدور الملائم لرئيس وزراء بلادي بأن يكون محصوراً في الاعمال السياسية الدنيئة لرئيس اميركي". وكتبت صحيفة "تايمز" ان "بوش يدعم بلير بشأن الاممالمتحدة" ورأت "دايلي تلغراف" ان "بلير حصل على تنازلات من اجل تشجيع الديموقراطية". واعتبرت "الغارديان" انه "مهما كان المضمون فان لقاء بلير مع الرئيس خلال 90 دقيقة تمكن من الخروج ببعض الفائدة لتعزيز دور الاممالمتحدة". وكرر بلير في حديث لمحطة "بي بي سي" امس ان التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة "سينجز" مهمته في العراق. وقال "في الجانب الاخر هناك الشعب العراقي والغالبية العظمى وهؤلاء السادة المحترمون الذين ترونهم في مجلس الحكم، وهناك الاممالمتحدة والبلاد كلها التي تريد الاستقرار في العراق". وبرر بلير مجددا شن الحرب على العراق نظراً إلى التهديد "الذي لا يمكن دحضه" والذي كان يمثله الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقال "نعلم انه كان يمتلك اسلحة دمار شامل ونعلم اننا لم نجد مخزونات من هذه الاسلحة في العراق لكننا نعلم ايضا ان فرق التفتيش في العراق ما زالت تواصل عملها وامامها الكثير لتنجزه وليس هناك من شك في انها عثرت على ادلة على انتهاكات متعددة لقرارات الاممالمتحدة". واحتشد نحو 200 متظاهر يعارضون الحرب أمام مقر بلير في لندن امس مرددين هتافات تطالب بانهاء احتلال العراق. وتجمع المتظاهرون تحت لافتة كتب عليها "العراق للعراقيين". وقال المتظاهر اندرو بورجين من "تحالف أوقفوا الحرب" الذي ساعد في تنظيم التظاهرة "ندعو الى انسحاب فوري للقوات الاجنبية من العراق".