حقّقت برامج تلفزيون الواقع نجاحات متتالية في الدول الاوروبية وصولاً الى الدول العربية، وكان وراء تنفيذ هذه الاعمال اشخاص يتمتّعون بقدرات مميّزة وبجرأة الخوض في حقل من البرامج لم يسبق عرضها في العالم العربي. وكما تابع المشاهدون التفاصيل اليومية وخصوصية المشتركين في البرنامج، كذلك كانت الحال بالنسبة الى مخرجي هذه الفئة من البرامج الذين عاشوا تجربة جديدة وفريدة عايشوا خلالها تصرّّفات المشتركين الذين كانوا محور العمل فخطّوا بأنفسهم سيناريو البرنامج من خلال الاحداث المتتالية. وكان لهذا السيناريو نكهة خاصة وتجربة جديدة للمخرجين الذين لم يعتادوا هذا النمط من الاعمال. يقول المخرج نبيل أسمر الذي كانت له تجربة في برنامج واقعي "عالهوا سوا": "بعد هذه التجربة لا يخطر في بالي الا العمل في برامج الواقع، فالعمل كان مميّزاً من ناحية السيناريو والقصّة تكتب نفسها بنفسها كما أنّنا عملنا على انتاج دراما حقيقية غاب عنها السيناريو المركّب". وتعتبر فيفيان زكّور مخرجة برنامج "ستار أكاديمي" أنّ التميّّز في عمل الواقع يكمن في ان الحدث هو الذي يتحكّّم بالمخرج وليس العكس. تقول: "أضطر أحياناً الى أخذ لقطات تخرج عن المألوف لاظهار الحدث اللذي يعطينا اياه المشتركون بطريقة عفوية وسريعة". كما أنّّ برامج تلفزيون الواقع تختلف عن بقية البرامج من الناحية التقنية التي أضافت خبرة جديدة الى خبرات المخرجين. تقول زكّور: "انّ روح العمل الجماعي من اجمل ما اكتسبت وكيفية التعاطي مع فريق تقني مؤلف من 70 شخصاً جعلتنا نعمل تماماً كنظام تحرك عقارب الساعة". والعمل على برامج الواقع لا يتطلب خبرة مسبقة في هذا الميدان، ويعتبر اسمر ان من يعمل في البث المباشر يسهل عليه عمل "الواقع". من جهتها تعتبر زكّور أنّ التدريب لمدّة قصيرة على العمل في الغرب كاف. ويتّفق المخرجان أسمر وزكّور على أنّ سيئة العمل في تلفزيون الواقع هي الدوام الطويل. كما أنّ زكّور ترى أنّ شدّة الواقعية في برامج الواقع هي من السلبيات التي تبعد المخرج عن وضع "شيء من ذاته" كأيّ عمل فنيّ آخر. وتظلّ متعة العمل الدافع الاوّل المشجّع على اعادة التجربة، فأسمر يعمل حالياً على برنامج واقعي جديد سيطلق قريباً في البلدان العربية تمّ شراؤه من شبكة برامج أوروبية كما أنّه سيعمل على "الهوا سوا" في جزئه الثاني. أمّا فيفيان زكّور فستستعيد التجربة قريباً في انتخاب ملكة جمال لبنان لهذا العام.