أحدث الاقبال على اقتناء الساتيلايت في منطقة الاهوار في العراق تغيرات في حياة سكانها، ربما يكون ابرزها التغيير الذي حصل في مواقيت العمل اليومي. الجديد في حياة السكان يتمثل في عودة الرجال مبكرين من عملهم لينالوا حصتهم في مشاهدة الفضائيات مع افراد عائلاتهم، فيما تقوم المرأة ايضاً باستكمال اعمالها المنزلية مبكراً لتتفرغ في الظهيرة وما بعدها لمشاهدة الفضائيات. دفع الساتلايت معظم نساء الجبايش الى تغيير طراز ملابسهن وزينتهن وذلك بشراء الملابس الحضرية كما يطلقون عليها ومستحضرات التجميل بدل الكحل والديرم قشور الجوز التي تصبغ الشفاه باللون الاحمر ليمارس معظمهن لعبة تلوين الوجه لتكون النتيجة مضحكة في البداية للزوج ولكنه سرعان ما يغير رأيه، لأنه في النهاية يريد امرأة مثل التي تظهر له عبر الفضائيات. وتفخر بعض النساء في ان ازواجهن يجلبون لهن ادوات الزينة والملابس الحضرية من اسواق البصرة والناصرية اثناء زياراتهم لتلك المدن. الامنيات والاحلام الكثيرة صارت تعج بها احاديث نساء الجبايش نتيجة مشاهداتهن للفضائيات وانتظارهن الدؤوب لنتائج مشروع تطوير الاهوار، ومعظم هذه الأمنيات تتركز في تطوير الاوضاع المعيشية والاقتصادية لهذه المنطقة التي تعاني الفقر والحرمان ولكن يغلب عليهم الكبرياء والترفع والكرم. وامام احلام النساء يقف رجال الجبايش بين مصدق لمشروع تطوير الاهوار وبين مكذب لها ويقول بعضهم: "لقد اتخمنا النظام السابق بالوعود واليوم أىضاً لا نصدق الوعود إلا بعد المباشرة الحقيقية بتنفيذ هذا المشروع"، فيما يصمت بعضهم الآخر وتنتاب مجموعة ثالثة مخاوف من ان يسلبها المشروع أراضيها ومساكنها.