استشهد اربعة من رجال دوريات أمن الطرق السعوديين، فجر امس، برصاص مسلحين ارهابيين على طريق الرياض - القصيم السريع في مكانين مختلفين قرب مركز ام سدرة 240 كم شمال الرياض. وضبطت قوات الامن في المنطقة نفسها سيارتين مفخختين بالمتفجرات كانتا معدتين لتنفيذ عملية ارهابية. وذكر رجال أمن في مركز ام سدرة ان مسلحين في سيارة نقل صغيرة تويوتا - هايلكس باغتوا سيارة لدوريات أمن الطرق، في الأولى والنصف فجر أمس بالتوقيت المحلي، واطلقوا النار من اسلحة رشاشة على عنصريها هما النقيب طلال المانع والرقيب جارالله الجارلله فاردوهما. وكانت الدورية متوقفة عند استراحة تضم محطة وقود ومسجداً قرب المركز. وعلى بعد نحو 20 كيلومتراً تعطلت سيارة الارهابيين ومرت بهم دورية ثانية عرض افرادها تقديم المساعدة لهم فبادروها باطلاق النار فسقط وكيل رقيب تركي العتيبي وزميله سالم الموسى، وفر الجناة بسيارة الدورية الى منطقة "وادي بقر" وسط الصحراء. وشنت قوات أمنية حملة تمشيط للمنطقة بمشاركة طائرات مروحية، وعثرت على سيارتين من نوع "جي ام سي" محملتين بالمتفجرات وجاهزتين للتفجير. واعرب احد رجال الامن في المنطقة عن اعتقاده بأن السيارتين كانتا معدتين لعملية تفجيرية في الرياض. واكد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية ضبط السيارتين المفخختين، مشيرا الى التحفظ على بعض الاشخاص لعلاقتهم بما حدث، واشار الى ان قتل رجال الامن الاربعة امس على طريق القصيم "يأتي امتداداً لحادث حي الفيحاء في الرياض مساء اول من امس". وهو حادث المطاردة الذي اسفر عن سقوط احد افراد قوات الامن واصابة اربعة آخرين ومقتل احد الارهابيين، في اشارة الى ان المسلحين الذين هاجموا الدوريتين على طريق الرياض - القصيم هم بقية العناصر التي تمكنت من الفرار من حي الفيحاء. وعلمت "الحياة" ان الارهابي الذي قتل في الفيحاء مطلوب من خارج قائمة ال26 . وأدلى مصدر مسؤول في وزارة الداخلية بالآتي: "عند الواحدة والثلث من صبيحة يوم الثلثاء، وعند قيام إحدى دوريات أمن الطرق العاملة على طريق الرياضالقصيم باستكشاف منطقة بالقرب من إحدى محطات التزود بالوقود تعرضت لإطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة نتج منه استشهاد طاقمها المكون من رجلي أمن. كما تم على الطريق نفسه استيقاف دورية أخرى من قبل من يبدون أنهم مسافرون مترجلون يطلبون المساعدة، وحال توقف الدورية أمطرت بوابل من الرصاص من أسلحة رشاشة مما نتج منه استشهاد طاقمها المكون أيضاً من رجلي أمن. وقد تولت الجهات الأمنية متابعة ذلك في حينه، واتضح أن المنتمين إلى الفئة الضالة يقفون خلف هذه الحوادث الإجرامية، وذلك في محاولة يائسة منهم للحفاظ على أدوات القتل والتدمير، حيث أسفر تمشيط المنطقة عن القبض على شاحنتين مشركتين ومحملتين بالمتفجرات جاهزتين للاستخدام، إضافة إلى سيارة أخرى تحمل أسلحة مختلفة. ويأتي ذلك امتداداً لحادث حي الفيحاء بمدينة الرياض الذي سبق التنويه عنه مساء يوم الاثنين، حيث أدت المتابعة الأمنية بفضل الله إلى كشف العديد من أوكارهم وإخراجهم من جحورهم ومصادرة أسلحتهم وفضح مخططاتهم. وسيصدر بيان إلحاقي يوضح تفاصيل ذلك والأطراف التي تم التحفظ عليها بهذا الخصوص".