في عملية فدائية تعكس وحدة ميدانية بين الفصائل المسلحة، تبنت ثلاثة فصائل فلسطينية عملية عسكرية مشتركة في مستوطنة "نتساريم" جنوب مدينة غزة اسفرت عن مقتل مهاجمين ونجاة ثالث. وتشير العملية بوضوح الى التقارب الحاصل بين الفصائل الفلسطينية التي تسعى الى تكريس وحدة سياسية بعد ان رسخت وحدة ميدانية وعسكرية في الاشهر الاخيرة. استشهد مقاتلان من "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الاسلامي" في عملية مشتركة نفذها ثلاثة مقاتلين في احد المواقع العسكرية الاسرائيلية في مستوطنة "نتساريم" جنوب مدينة غزة فجر أمس. وسقط في العملية الشهيدان اياد الطهراوي 22 عاماً من حي الدرج في مدينة غزة كتائب القسام واحمد حسان 19 عاماً من حي الزيتون في المدينة سرايا القدس، فيما عاد بسلام مقاتل ثالث كان برفقتهما وينتمي الى "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح". وأفاد بيان مشترك للفصائل الثلاثة ان هذه "العملية استمرار للعمل المشترك مع فصائل المقاومة حتى يندحر هذا العدو السرطاني من ارضنا". وتفيد مصادر فلسطينية ان المهاجمين الثلاثة اشتبكوا بالاسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية مع قوات الاحتلال المكلفة حراسة المستوطنة بعد ان زرعوا عبوات ناسفة في المنطقة، مضيفة ان اثنين استشهدا برصاص اسرائيلي، فيما عاد الثالث بسلام. وادعت مصادر عسكرية اسرائيلية انها "قتلت ثلاثة فلسطينيين في محيط مستوطنة "نتساريم"، على رغم الحراسة المشددة والتحصينات الكبيرة المتخذة حول المستوطنة المعزولة جنوب مدينة غزة، والتي ينوي رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اخلاءها ضمن 21 مستوطنة في القطاع بموجب خطته للفصل مع الفلسطينيين التي سيبحثها مع الرئيس جورج بوش في واشنطن غداً. وجاءت العملية في وقت قالت فيه الاجهزة الامنية الاسرائيلية انها تلقت 60 انذاراً ساخناً بقرب وقوع عمليات فدائية داخل المدن الاسرائيلية، وعلى رغم حال التأهب القصوى المعلنة في اسرائيل منذ اغتيال الشيخ احمد ياسين في 22 الشهر الماضي. في غضون ذلك، دارت مواجهات عنيفة صباح امس بين اهالي مخيم قلنديا جنوب مدينة رام الله وقوات الاحتلال الاسرائيلي التي وصلت الى مشارف المخيم معززة بسيارات جيب من نوع "هامر" بغية اقتحامه. عملية توغل مزدوجة في الضفة وشن الجيش عملية توغل مزدوجة ليل الاحد - الاثنين في جنين وطولكرم شمال الضفة. وكانت قوات الاحتلال اقتحمت مدينة طولكرم حيث دهمت مقراً للشرطة الفلسطينية يقع في الحي الجنوبي، وفتشته وعبثت بمحتوياته واحتجزت عدداً من الضباط ورجال الشرطة الى ان انتهت من التفتيش. كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بلعا الى الشرق من طولكرم ودهمت عدداً من منازلها. وانسحبت قوات الاحتلال من مدينة جنين فجر امس بعد ان اقتحمتها عند منتصف الليل بعد اشتباكات عنيفة مع رجال المقاومة فيها. واقتحمت قوات الاحتلال ايضا مخيم بلاطة قرب نابلس للمرة الثانية خلال 24ساعة، وتوغلت في بلدة الخضر قرب بيت لحم جنوب الضفة، ونشرت قواتها في شوارع بيت لحم نفسها. الى ذلك، طالبت نقابة الصحافيين الفلسطينيين امس بتشكيل لجنة محايدة برئاسة قاض من محكمة العدل العليا للتحقيق في مقتل الصحافي خليل الزبن بعد "عجز الأجهزة الأمنية" عن تحقيق أي تقدم.