على رغم غياب المحترفات والأكاديميات المسرحية المتخصصة في السعودية، وقلة المهرجانات التي تحتضن المسرح في هذا البلد، يمكن القول إن هناك كماً من العروض المسرحية ليس بالقليل، يتوزع على شتى مناطق السعودية المترامية الأطراف. وتعد "الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون" المسؤول الأول رسمياً عن دعم النشاطات المسرحية. غير ان وجودها لا يمنع مؤسسات حكومية أخرى من دعم الحركة المسرحية. ولعل الجامعات السعودية هي الأبرز في هذا الجانب، خاصةً تلك الجامعات التي تضم الأقسام الأدبية. فقلما يغيب النشاط المسرحي السنوي عن هذه الجامعات. لكن الأغرب أن تتبنى جامعة تقنية وعلمية بحتة مشروعاً مسرحياً دائماً، بل أن يكون هذا المشروع في سياق ممارسة مستوحاة من التنظيرات المسرحية المعرفية والمتخصصة. "جامعة الملك فهد للبترول والمعادن" في الظهران، أسست نادي المسرح بشكل رسمي في 1995. وشاركت في مهرجانات محلية وخارجية عدة. وحققت الكثير من الجوائز في هذه المهرجانات. وتعاونت مع مخرجين مسرحيين أكاديميين، من بينهم السوريان غسان الدبس ووليد الدبس، في محترفات ومسرحيات قدمها النادي المذكور. إضافة إلى أنها احتضنت مهرجان المسرح السعودي الثالث عام 1998، بعد أن حصلت على جائزة العرض الأول المتكامل في المهرجان الثاني. أول جائزة دولية وعرضت في الجامعة يومي الثلثاء والأربعاء الماضيين مسرحيتان، الاولى "طلاب في ورطة" - تعرض لأول مرة - من إخراج الفنان عبدالله الحسن. وهي أول نتاج لورشة كتابة النص المسرحي التي نظمها مشرف النادي جبران الجبران، وأشرف عليها الدكتور السوري في الجامعة عبدالله العساف. وهذا الأخير شارك في "مؤتمر بيروت للمسرح" الذي أقامه قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية بين 18 و20 كانون الاول ديسمبر 2003 تحت عنوان "واقع الحركة المسرحية في لبنان والعالم العربي على مدخل الألف الثالث". أما المسرحية الثانية، فكانت "ابن الصمت" التي عرضت في أكثر من مهرجان، وأعيد عرضها في الجامعة ضمن إطار تكريم طاقم عملها بعد حصوله على جوائز عدة، من أهمها جائزة أفضل نص في المهرجان الدولي للمسرح الجامعي في تونس الدورة الحادية عشرة - آب/ أغسطس 2003. وتعد هذه الجائزة أول جائزة دولية في المسرح لشاب سعودي تضاف لعدد خجول من الجوائز السعودية في مهرجانات المسرح العربية. وشارك في أداء أدوار العرضين كل من جلواح الجلواح، علي العمران، بسام البحرة، احمد محفوظ، عبدالعزيز الرويشد، اشرف المسلماني، عبدالله رمضان، وهاج كتبي وولاء برغلة. وساعدهم في الإدارة المسرحية كل من محمود المقيد وعلي الرشيد وحسن البوعلي. وقال عميد شؤون الطلاب سامي خياط في معرض حديثه عن اهتمام جامعة البترول بالمسرح: "على رغم أن هذه الجامعة تقنية علمية بحتة، إلا أننا لا نهتم في هذا الجانب فقط. فالجامعة تريد أن تخرج طلاباً ذوي وعي ثقافي في شتى المجالات. وستظل الجامعة تدعم هذه النشاطات والمشاركات وتخصص لها موازنات مالية للرقي بالوعي الثقافي في الوطن".