اطلقت رئيسة الهيئة الاستشارية للمتحف الوطني السعودي الاميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز أخيراً مشروع "ثقافة الطفل" الذي يهدف الى تنمية تفكير الطفل السعودي وتوجيهه نحو الابداع، والى اكتشاف قدراته في مواجهة المستقبل ومتطلبات الحياة. وأشارت في حوار مع "الحياة" الى مشاريع عدة خاصة بالطفل قدمتها مؤسسات ومدارس محلية منها "المستكشف الصغير" و"عالم الطفل الثقافي" وبرنامج "الحرف والورش"، مؤكدة حق الطفل في الإفادة من التطور التقني والاتصال الالكتروني. وهنا نص الحوار. مشروع "ثقافة الطفل" فكرة جديدة في السعودية، ما هي ملامح المشروع ومتى وأين سيبدأ تطبيقه ؟ - أكدت الهيئة الاستشارية بعد التأسيس على أهمية تفعيل دور المتحف التربوي والتعليمي كما نصت الخطة التشغيلية التي اعتبرته أحد أهم أهدافها، وكانت زيارات لبعض المتاحف في بريطانيا والولايات المتحدة للإطلاع على التجارب التي سبقتنا في هذا الميدان وأجريت الدراسات ، وأهمها التي تمت مع مجلس الأعمال السعودي الأميركي في واشنطن، وقدمت للهيئة الاستشارية مشاريع من مدراس ومؤسسات محلية مثل مشروع "المستكشف الصغير" بإشراف مديرة روضة دار العلوم منى الحسين، وكذلك مشروع "عالم الطفل الثقافي" بإشراف غادة المؤسس صاحبة مدارس واحة العلم ، ويلي هذه المرحلة، الى جمع المعلومات وإعداد الدراسات، تنفيذ بعض البرامج الثقافية الموجهة للطفل وأهمها برنامج "الحرف والورش" بإشراف الدكتورة ليلى البسام في مجال الحلي والزخرفة والنسيج. وأُصدرت مطبوعات "دليل الأسرة" وخُطط لبرامج يمكن تنفيذها مع المؤسسات العامة مثل التعاون مع مكتبة الملك عبدالعزيز لتنفيذ برامج تدريب ومعارض للأطفال أهمها: دورة التصوير الفوتوغرافي التي سيتم تنفيذها قريباً. الى ماذا يهدف المشروع وما هي طبيعة اسسه الثقافية؟ - أهدافنا نابعة من رؤى لدى الهيئة بأهمية دور أطفالنا في صنع المستقبل، وعلينا أن نفتح أبواب المعرفة لعقول مبدعة تشارك في صنع الحضارة الإنسانية، والمشروع يستهدف شريحة مهمة من المجتمع وهم أطفالنا، وعليهم دور أساس من خلال اعتماد البرنامج الذي يستثير التفكير الإبداعي للطفل ويشجعه على التحليل والبحث واستخلاص المعلومات. خدمات ثقافية هل ثمة خدمات محددة سينهض بها هذا المشروع الموجه للطفل؟ - خدماتنا الثقافية موجهة لأطفالنا وعلينا أن نلبي حاجاتهم وأن نهيئ البيئة الثقافية التي تشبع متطلبات الطفل الطبيعية في حب المعرفة والحصول على المعلومة والإجابة على فضوله وأن نكون حلقة الوصل بين المدرسة والطالب والعالم من خلال عروض تترجم علوم الدنيا وخبرات وتاريخ الشعوب. إن أطفالنا متساوون في القدرات مع أطفال العالم وحقهم علينا أن نتيح لهم فرصة التمتع بالإنجازات الحضارية وأن يساهموا فيها، وتجاربنا وتجارب العالم تؤكد أن الرعاية تؤتي ثمارها وعلينا أن نفتح آفاقاً للفكر والخيال والقدرات والتمتع بنعمة العلم والمعرفة. مشروع متكامل هل ثمة جهات اخرى تشارك في مشروع "ثقافة الطفل"؟ - المشروع جاء نتيجة تراكم من التجارب والجهود التي نظمت لتخرج بمشروع متكامل وسيكون لنا تعاون مع المدارس الخاصة ووزارة التربية والتعليم. وهل ستستثمر التقنيات الحديثة في المشروع؟ - إن التطوير التقني والاتصال الإلكتروني وسيلة فعالة ومفيدة جداً في مجال نشر المعرفة والثقافة وسيشجع الأطفال على استخدامها. كيف يمكن الاستفادة من تجارب "مسرح الطفل" الذي يعرض بين الحين والآخر في المناطق السعودية؟ - قامت تجارب ناجحة ومفيدة في مجال مسرح الطفل من خلال المؤسسات التربوية ومكتبة الملك عبدالعزيز ومناسبات الجنادرية، وعلى رغم أن الكثير من العلوم والمفاهيم يمكن نقلها للطفل من خلال العمل المسرحي، غير انه في الوقت الحالي، نركز على توسيع مدارك الطفل بشكل عام وبعد تقويم التجربة ستحدد الأنشطة المفيدة التي تستهوي الطفل وسنعمل مع متخصصين في كل مجال لدارسة إمكان التطبيق.