يبدأ اليوم تنفيذ قرار الجزائر الذي أكدته امس دول منظمة "اوبك" بخفض انتاجها بمعدل مليون برميل في اليوم، وذلك خلال اجتماعها الوزاري في فيينا، وبات مستوى الانتاج الرسمي 23.5 مليون برميل في اليوم. وردّت المنظمة في بيانها الختامي على الانتقادات الاميركية والضغوط، فقالت ان السوق النفطية مزوّدة جيداً وان "لا علاقة للمنظمة بالمضاربين"، وأعربت عن أملها في أن تجد الدول التي تواجه مشاكل في المصافي حلاً لمشكلتها، في اشارة الى ان اسعار البنزين في الولاياتالمتحدة، مرتفعة بسبب قلة المصافي الاميركية التي لم يبنَ المزيد منها منذ 25 عاماً. لكن قرار "اوبك" لم يلغ تساؤلات لدى بعض الدول الاعضاء ومنها الامارات والكويت. اذ قال الوزير الكويتي الشيخ احمد الفهد الصباح ان "القرار صحيح من وجهة نظر السوق لكنه خاطئ من زاوية الواقع السياسي وواقع الاسعار". اما وزير الامارات عبيد الناصري الذي كان أيّد قبل الاجتماع تأجيل خفض الانتاج، فقال انه مع اجماع "اوبك" على قرارها، خصوصاً ان وضع السوق سيناقش مجدداً خلال منتدى المصدّرين والمستهلكين الذي يعقد في امستردام في ايار مايو المقبل، ثم في مؤتمر بيروت في 3 حزيران يونيو المقبل. وأعلن البيت الابيض امس انه يجري محادثات مع اعضاء منظمة "اوبك" بهدف "تحرير" اسعار النفط التي وصلت الى اعلى مستوى لها في اميركا منذ 13 عاماً. وقال الناطق بإسم البيت الابيض سكوت مكليلان، الذي يرافق الرئيس جورج بوش في زيارة الى ولاية ويسكونسن، ان المسؤولين الاميركيين "يواصلون مناقشات مع كبار المنتجين في العالم حول اهمية ترك الاسواق تحدد بنفسها اسعار النفط". واضاف ان "معظم الاميركيين يشاركون الرئيس قلقه ازاء ارتفاع اسعار النفط، ولهذا، فإننا سنواصل التحرك" بهدف خفضها. وتردد في الاوساط الاعلامية في فيينا ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اتصل بنظرائه في عدد من دول المنظمة طالباً منهم مراعاة الوضع الاقتصادي العالمي والاميركي. وبعثت مجموعة من 25 عضواً في مجلس الشيوخ من الحزب الديموقراطي رسالة الى الرئيس بوش تطالبه بالضغط على "اوبك" لزيادة الانتاج. وبلغ سعر غالون البنزين في الاسواق الاميركية معدل 1.758 دولار وهو اعلى سعر له منذ العام 1991. وتوقعت وزارة الطاقة الاميركية ان يواصل سعر النفط ارتفاعه خلال الموسم المقبل ليصل الى مستوى 1.83 دولار اعتباراً من الشهر المقبل. واعترف مسؤولون اميركيون بأن النقص في عدد مصافي النفط، وحاجة كثير منها الى الصيانة ساهم في رفع الاسعار، فضلاً عن زيادة الاستهلاك مقارنة مع العام الماضي. واستغل المرشح الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية جون كيري ارتفاع الاسعار ليتهم بوش بأنه اخلّ بوعد قطعه قبل اربع سنوات امام الناخبين بأن يضغط على "اوبك" للإبقاء على مستويات الانتاج اللازمة لمنع ارتفاع الاسعار. وقال ان بوش "استسلم" ازاء رفض "اوبك" التعاون مع الولاياتالمتحدة. كما اتهمه بتجاهل ضرورة تطوير بدائل للطاقة، ما ترك اميركا "عرضة للإعتماد على النفط من جهات خارجية".