يعلق اليونانيون آمالاً كبيرة على زعيمهم الجديد كوستاس كارامنليس الذي ألحق هزيمة نكراء بمنافسه الاشتراكي جورج باباندريو، وذلك لتخليص البلاد من مشاكلها الاقتصادية والفساد، وتسريع الاستعدادات لدورة الألعاب الأولمبية لتعود عليهم بالفائدة المادية المرجوة منها. وضعت نتائج الانتخابات اليونانية حداً لحكم الحزب الاشتراكي باسوك الذي استمر 11 عاماً، وذلك لرغبة الناخبين في معاقبته على أخطاء ارتكبت، أهمها، سماحه بتفشي الفساد وعجزه عن مكافحة البيروقراطية. وبتحقيق حزب الديموقراطية الجديدة المحافظ فوزاً ساحقاً في الانتخابات، أصبح زعيمه كوستاس كارامنليس 48 عاماً أصغر رئيس للوزراء في البلاد. ولعل شبابه سيمكنه من تسريع التحضيرات لدورة الألعاب الأولمبية المقررة في 13 آب أغسطس المقبل، وذلك بعدما شهدت تلك التحضيرات بطئاً وتعثراً. ولوحظ أن القائد الجديد للبلاد وهو محامٍ تلقى تعليمه في الولاياتالمتحدة وابن شقيق رئيس الوزراء الراحل قسطنطين كارامنليس لم يهدر الوقت منذ إعلان فوزه، بل بدأ العمل على الفور. والتقى جيانا أنجيلوبولوس المسؤولة عن تنظيم الألعاب الأولمبية والتي كانت من نواب البرلمان المحافظين، وذلك لوضع استراتيجية لتسريع الاستعدادات المتعثرة للاولمبياد. وقال كارامنليس لمؤيديه: "لا بد من أن نبذل قصارى جهدنا حتى تصبح الدورة الأولمبية أفضل وأكثر الدورات أماناً على الإطلاق". يذكر أن الدورة التي تقام في أثينا وتتطلب استعدادات أمنية ولوجستية ضخمة. لكن تلك الاستعدادات تسير بمعدل أبطأ من الجدول الزمني المحدد لها. تحديات خارجية كذلك يواجه كارامنليس الذي وعد بتشكيل حكومة تتسم بالليونة وتضم نواة من الكوادر الشابة، تحدياً كبيراً في مجال السياسة الخارجية يتمثل في التوصل إلى اتفاق مع تركيا لمساعدة القبارصة اليونانيين والأتراك على اتفاق لتوحيد الجزيرة قبل موعد انضمام شطرها اليوناني إلى الاتحاد الأوروبي في أيار مايو المقبل. وهو وعد ب"خوض المعركة للتوصل إلى تسوية عادلة وقابلة للتطبيق وأوروبية" في قبرص. كما يتعين على الحكومة الجديدة التي يتوقع أن تؤدي القسم غداً الأربعاء، العمل على إنعاش الاقتصاد الوطني ورفع مستوى المعيشة الذي تدهور منذ اعتماد اليورو قبل عامين، إضافة إلى مكافحة الفساد والبيروقراطية المتفشيين في الإدارات العامة. عقاب للاشتراكيين وألحق كارامنليس هزيمة منكرة بزعيم "الحركة الاشتراكية الهيلينية" باسوك جورج باباندريو الذي يتولى حالياً منصب وزير الخارجية. وحصل حزب الديموقراطية الجديدة على 45.5 في المئة من الأصوات في مقابل 40.5 في المئة للاشتراكيين. وترسخ هذه النتيجة اتجاه أوروبا إلى اليمين، بعد نجاح المحافظين أخيراً في الوصول إلى الحكم في النمسا والدنمارك وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا. واعتبرت صحيفة "تا نيا" في تعليق في صدر صفحتها الأولى أمس، أن "التصويت للمحافظين كان عقاباً للاشتراكيين على أخطائهم في السنوات الأربع الماضية: الضعف الذي اتسمت به السياسة التعليمية والصحية والمحاولات الخاطئة لإصلاح رواتب التقاعد".