أكثر من مئة إمرأة عراقية اجتمعن في احدى قاعات وزارة الثقافة العراقية للإحتفال بيوم المرأة العالمي أمس الذي اصبحت له نكهة خاصة في العراق كما ذكرت المشاركات في الاحتفال. وقالت الفنانة التشكيلية، بان عبد اللطيف: "هذا أول احتفال بعيد المرأة في العراق يخلو من الخطب الرنانة الفارغة التي تمجد حياة "القائد" واستذكار "افضاله" على المرأة العراقية". وتقارن الفنانة بين احتفالية العام الماضي واحتفالية هذا العام بقولها: "العام الماضي أثار في داخلي جرح الانسان المضطهد. وهذا العام أثار فيّ جرح الوطن المحتل". وعبّرت بعض النساء عن تفاؤلهن بإعطاء نسبة 25 في المئة للنساء للمشاركة في القرار السياسي وهو مكسب كبير وتاريخي للمرأة في المجتمع العراقي. وتوقعت هناء ادور، سكرتيرة "جمعية الامل العراقية"، غير الحكومية، أن يشهد العراق تحولاً كبيراً على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي لأن قدرات المرأة العراقية أمر لا يمكن تجاهله بأي حال". وقالت السيدة راهبية محمد لطيف، الناشطة في حقوق المرأة منذ 14 تموز يوليو 1958: "نسبة 25 في المئة لا تحقق مستوى طموح المرأة العراقية التي طالبت بنسبة 40 في المئة أو أكثر، ولا بد من ان تتحقق هذه الزيادة مستقبلاً في ظل الديموقراطية المنشودة في العراق". ويبدو ان عنصر التآخي والتآلف بين العراقيات طغى على أجواء المناسبة. وقالت ميسون الدملوجي، وكيلة وزارة الثقافة العراقية، ان "النساء بشكل عام يرفضن التسميات الطائفية والقومية والعرقية". ولاحظت مشاركات أخريات أن الحركة النسوية في كردستان متقدمة على بقية محافظاتالعراق بسبب طبيعة الأوضاع السياسية التي عاشتها تلك المنطقة منذ سنوات، إلا ان تلك النساء يأملن في استتباب الامن كما حدث في كردستان لتتمكن المرأة من خوض غمار العمل السياسي في شكل فاعل. وتتطلع بعض النساء إلى أخذ أماكن سياسية مهمة في مواقع صنع القرار. وذكرت الدكتورة لينا عبود كريم أن السبب الكامن وراء انسحابها من الترشيح لعضوية مجلس الحكم هو صعوبة الاوضاع الأمنية. وتسعى لينا الى أن يأخذ العنصر الشبابي النسوي دوره القيادي في صنع القرار السياسي. أما الشاعرة ريم قيس فبدت غير متفائلة ودعت الى ضرورة التحفظ عن مطالبة المرأة العراقية بمزيد من العمل السياسي بسبب ظروفها الاجتماعية والأسرية الصعبة. وأشارت الى "ان على أصحاب هذه المطالب أن يسألوا الرجل العراقي أولاً: ماذا قدم للوطن؟ قبل سؤال المراة العراقية التي عاشت ظروفاً صعبة لإثبات وجودها وهويتها في هذا المجتمع". ويرى بعض النساء أن مرحلة نضال المرأة العراقية مرتبطة الى حد كبير بنضال المرأة في العالم، ففي أكثر الدول المتقدمة ما زالت المرأة تسعى الى إنجاز مزيد من حقوقها وضمانها، فكيف بالمرأة العراقية التي كانت ترزح تحت ظلم نظام حكم عشائري؟ وتقول الفنانة آزاد صموئيل: "إن النظرة الدونية للمرأة موجودة في الكثير من مجتمعات العالم، وجيلنا دفع ثمن طريق النضال وان كان لا يزال في بدايته، ولكنني أتوقع للمرأة مستقبلاً أفضل بكثير مما نعتقد". وتدعو باسكال وردة، رئيسة "اتحاد النساء الاشوري"، المرأة العراقية الى "التلاحم والتآزر سواء أكانت آشورية أم مسلمة كردية أم عربية وأن تتبوأ مناصب قيادية في مجال القضاء والوزارات وكل مرافق الدولة الادارية لأن لا يصح القول إن المرأة مربية فقط".