أصيب خمسة عراقيين وجنديان بريطانيان بجروح في مواجهات عنيفة وقعت أمس في البصرة 550 كلم جنوببغداد بعدما حاول جنود بريطانيون اخراج عراقيين من مبنى صادروه في وسط المدينة. وقال مسؤول في ميليشيا "ثأر الله"، احدى الميليشيات الاسلامية المنتشرة في هذه المدينة: "حضر جنود بريطانيون لاخراجنا من المبنى مستخدمين الهراوات، فوقعت مواجهات اصيب خلالها خمسة من عناصرنا بجروح". واضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان المبنى يضم المكتب الصحافي للمنظمة. وأوضح "تلقينا قبل 10 أيام امراً من محافظة البصرة باخلاء المبنى. وامام رفضنا تدخلت القوات البريطانية لاخراجنا". وأضاف ان "خمسة من عناصرنا جرحوا واصيب عدد من الجنود البريطانيين الذين غادروا المبنى بعد ان ضبطوا اسلحة خفيفة كانت في حوزتنا". وأعلن ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية في لندن ان "الاشتباكات استمرت نحو نصف ساعة قبل السيطرة على الموقف". وأضاف أن القوات البريطانية تبقي على تواجدها في المنطقة لمراقبة الوضع. وأوضح ان الحادث وقع عندما كانت "القوات البريطانية تخرج مستأجرين غير قانونيين من مبنى حكومي وسط البصرة". وأضاف ان "الجنود اتخذوا الاجراءات الملائمة لاحتواء الاضطرابات التي استمرت 25 دقيقة. ويجري التحقيق في الحادث". وأضاف ان جنديين بريطانيين أصيبا بجروح طفيفة. وجرت تظاهرة صغيرة خارج المبنى حيث اندلعت مواجهات القى خلالها المتظاهرون الحجارة على الجنود البريطانيين ولوحوا بقضبان حديد وأضرموا النار في اطارات. وحاول أحد المتظاهرين انتزاع بندقية جندي بريطاني فضربه جنود آخرون وطرحوه أرضاً. وكانت القوات البريطانية اشتبكت مع متظاهرين في البصرة الاسبوع الماضي، وهوجمت ناقلة جنود مدرعة بقنابل وأصيب 13 جندياً بجروح طفيفة في الاشتباكات التي استمرت بضع ساعات. واذا كانت البصرة، وهي ثاني أكبر مدن العراق وبقية الجنوب الذي تسيطر عليه القوات البريطانية، تتسم بالهدوء بشكل عام مقارنة ببقية أرجاء البلاد، تشهد مدينة الموصل شمال العراق تصعيداً في الهجمات العسكرية على الجنود الاميركيين والاجانب والعراقيين المتعاونين مع قوات الاحتلال. فقد أعلن ناطق عسكري اميركي ان القوات الاميركية في الموصل قتلت أول من أمس اربعة أشخاص بعدما تعرضت احدى دورياتها في وقت سابق لاطلاق نار. وقال الجيش الاميركي في بيان ان دورية للشرطة العسكرية الاميركية شاهدت مساء الاحد سيارة تشبه تلك التي أطلق منها مسلحون النار على جنود اميركيين في وقت سابق من النهار. وجاء في البيان "حينما اقتربت الدورية من السيارة أطلق ركابها النار، فرد عناصر الشرطة الاميركية وقتلوا ركاب السيارة الأربعة". واصيب جنديان أميركيان بجروح طفيفة. وأضاف البيان "قد تكون للقتلى الاربعة صلة باطلاق النار على دورية للشرطة العسكرية الاميركية في الموصل صباح الاحد ما ادى الى اصابة اثنين من أفرادها". وعثر الجنود داخل السيارة على اسلحة بينها قاذفة "آر.بي.جي" وقذائف صاروخية. بالاضافة الى ذلك، جرت حوادث مختلفة في المدينة أول من أمس. اذ تعرضت وزيرة الاشغال العامة في الحكومة العراقية نسرين برواري الى هجوم ادى الى مقتل ثلاثة من حراسها واصابة أربعة آخرين. ولم تصب الوزيرة في الهجوم. كما قتل مدنيان بريطاني وكندي في هجوم في المدينة. وتعرض قائد شرطة محافظة نينوى الجنرال محمد خيري البرهاوي لمحاولة اغتيال وأصيب اربعة من عناصر الشرطة. وقتل مسلح برصاص الشرطة بعدما ألقى قنبلة يدوية امام مبنى المحافظة فأصاب شرطياً ومدنياً بجروح. وأصيب الخبير اللبناني في الاتصالات فادي احمد عبد الله 45 عاماً بجروح بعدما أطلق مجهولون النار عليه من سيارة في شرق المدينة. وسقطت اربع قذائف هاون، كانت تستهدف على ما يبدو مفوضية الشرطة في ضاحية الرشيدية شمال الموصل اخطأت هدفها، على منزل حيث اصيب خمسة اشخاص بجروح. كما أصابت قذيفتان صاروخيتان مركبة عسكرية أميركية ما أدى الى اشتعال النار فيها، فيما اخطأ صاروخ هدفه كان موجهاً فيما يبدو على بلدية الموصل وسقط على مدرسة قريبة لكنه لم ينفجر. وفي كركوك، اعتقلت القوات الاميركية أمس ثلاثة عراقيين يشتبه بأنهم شنوا هجوماً بالصواريخ على القاعدة الرئيسية للقوات الاميركية في مطاركركوك أول من أمس.