أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أنه لا يوجد أي تحفظ على موضوع الإصلاح في الوطن العربي، وأن ما ينقل عن أن أحد الوزراء أو أحد المندوبين تحدث بعكس ذلك لا يعني أن هناك تحفظات أو خلافات أو صدامات. وقال موسى في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيى، إن "ما يجري هو مناقشات جادة في إطار التمسك بالمواقف الموجودة، وفي النهاية يتم التوصل إلى حل واقعي وعملي يرضى جميع الأطراف". وحول ما تم التوصل إليه في شأن موضوع "الشرق الأوسط الكبير"، أشار موسى إلى أن مجموعة عمل عقدت اجتماعات أمس استمرت إلى المساء وأن هناك ورقة ستعرض في هذا الشأن على وزراء الخارجية العرب قبيل ختام اجتماعاتهم. وجدد موقفه من عملية السلام، وقال "إننا لا نرى شريكاً للسلام في إسرائيل"، مشيراً إلى أن "هذا الشريك مطعون في وثائقه ومواقفه المتعلقة بالسلام والتوصل إلى تسوية". وأوضح أن رأيه هذا لا يعني أن يغير العرب من موقفهم السياسي الاستراتيجي الذي تم التعبير عنه في قمة بيروت، مؤكداً أنه لا يوجد تناقض أبداً، وأنه من الخطأ أن نسحب المبادرة العربية التي تقول إننا على استعداد للسلام، إذا انسحبت إسرائيل. وقال إن "موقف العرب لا يحركه ولا يغيره موقف الطرف الآخر". وشدد على أن الطرف الآخر اليوم ليس مستعداً للسلام بينما "المبادرة العربية موقف ثابت لا اهتزاز فيه ولا تراجع عنه"، و"لكننا الآن لا نرى شريكاً مستعداً للسلام في إسرائيل". وأكد أن الدعم المالي للسلطة الفلسطينية مستمر كما هو مقرر كل ستة أشهر. وقال مجدداً إن "لا تراجع عن المبادرة العربية التي تم إقرارها في قمة بيروت". ونفى موسى وجود صفقة مع الولاياتالمتحدة يتعهد فيها العرب بالإصلاح في العالم العربي في مقابل تفعيل مبادرة بيروت. وقال "إن مثل هذا الكلام غير دقيق لأن ربط الاصلاح بأي شيء آخر أمر لا يمكن قبوله". وأكد "أن جميع العرب يتطلعون إلى الاصلاح والى الحركة نحو التطوير غير أن هذا كله يرتبط بحالة استقرار مطلوبة في المنطقة". ونقلت عنه وكالة "فرانس برس": "بالطبع لا يوجد ترحيب عربي بمبادرات الاصلاح خصوصاً تلك التي تتجاهل الوضع الاقليمي ومشكلة فلسطين وبينها مبادرة الشرق الاوسط" الاميركية. وتابع "ان المقاربة التي نعمل على اساسها هي صوغ طرح عربي من جانبنا عن نظرة الى الاصلاح لا ترتبط بشرق اوسط كبير او صغير". واوضح ان "هناك مبادرة مصرية ادمجت فيها مبادرة اردنية ثم قدمت مبادرات قطرية ويمنية وتونسية". ومن جهته قال بن يحيى ان وزراء الخارجية العرب انجزوا حتى الآن اقرار خمسين في المئة من مشاريع القرارات التي رفعت اليهم على ان ينهوا القسم المتبقي مساء. وقال إن "قمة عمان طلبت من الأمين العام للجامعة تحضير عدد من الفرضيات في ما يخص ترتيب البيت العربي إلى الجامعة العربية، وقدم الأمين العام العديد من الوثائق بلغت تسعة ملاحق، إضافة إلى مبادرات عربية بلغت 12 مبادرة قدمت للأمانة العامة للتعمق في هذه المسألة تطبيقاً لقرار قمة عمان"، مشيراً إلى أن محادثات ودراسات طويلة تمت في هذا الموضوع للخروج بأنسب وأفضل الطروحات وبالتالي فإن العديد من الوثائق سيقدم الى القمة وهي التي ستأخذ القرار النهائي في هذا الموضوع. وقال موسى إن هناك مبادرات للإصلاح في العالم العربي تقدمت بها مصر والأردن واليمن وتونس وقطر و"نظراً الى ان هذه المبادرات تتعامل مع موضوع خطير فإن وزراء الخارجية العرب قاموا بإعداد ورقة واحدة تضم جميع هذه المبادرات والأفكار المطروحة لمناقشتها". وأشار الأمين العام الى أنه لا يوجد أي تحفظ على الإصلاح في العالم العربي أو ترتيب البيت العربي. ونفى موسى اشاعات تتردد حول انسحاب ليبيا من القمة العربية، وقال إن "ليبيا موجودة وتشارك بنشاط في الاجتماعات". وحول ما تردد عن وجود خلافات بين سورية وليبيا خلال الاجتماع وعدم مشاركة وزير خارجية ليبيا في الاجتماعات، نفى موسى وجود خلافات بين البلدين، وقال إن "ليبيا كانت حاضرة وتشارك على نحو فعال".