اندلعت اشتباكات عنيفة في الفلوجة أمس بين جنود اميركيين وعراقيين مسلحين بمدافع هاون وقاذفات صواريخ وبنادق هجومية أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص بحسب شهود بينهم مصور في شبكة "ايه بي سي" الأميركية. وتوفي مصور مجلة "تايم" الاميركية متأثراً بحروح أصيب بها الاربعاء. تصاعدت حدة الموقف في الفلوجة أمس وسط مخاوف من أن تؤدي سياسة القوة التي تطبقها قوات "المارينز" الاميركية بحق المدينة إلى ردود فعل عنيفة لدى السكان تنسف جهود المصالحة التي قامت بها قوات الجيش الأميركي على امتداد الشهور الماضية. واندلعت أمس اشتباكات عنيفة بين القوات الاميركية وعراقيين مسلحين بمدافع هاون وقاذفات صواريخ وبنادق هجومية. وتضاربت الأنباء عن عدد الخسائر. فبينما ذكر مدير مستشفى الفلوجة حاتم سمير ان "أربعة أشخاص قتلوا وأصيب سبعة بجروح في الاشتباكات" التي جرت عند مدخل المدينة التي اغلق الجيش الاميركي منافذها، ذكر شهود ان تسعة أشخاص قتلوا بينهم مصور عراقي يعمل في "ايه بي سي" الأميركية يدعى برهان اللهيبي، هو الصحافي الثالث الذي يقتل في غضون عشرة أيام في العراق. وكان اللهيبي 32 عاماً يقوم بتصوير المعارك في الحي العسكري في الفلوجة حينما تعرض لطلقات نارية أصابته إحداها في رأسه. وقام فريق "الحياة إل بي سي" في المدينة بنقل جثته الى المستشفى. وذكر بعض الصحافيين الذين كانوا في موقع الحادث ان اللهيبي كان يقف مع مجموعة من الصحافيين يقومون بتغطية الاشتباكات عندما اطلقت القوات الاميركية النار باتجاههم مما ادى الى اصابته في الرأس. وقال مراسل وكالة "فرانس برس": "قلنا له بأن يبقى بعيداً الا انه اصر على التقدم لالتقاط المزيد من الصور. وفي تلك اللحظة اطلق عليه الجنود الاميركيون النار واصابوه". ولم يؤكد مكتب "ايه بي سي" في بغداد الحادث، كما لم يؤكد ما اذا كان اللهيبي يعمل لحساب الشبكة. وذكر شهود ان القوات الأميركية تعرضت لهجوم حين دخلت ضاحية حي العسكري في الفلوجة. وأضافوا ان الضحايا سقطوا بعدما أطلق الجنود الاميركيون النار عليهم. وأغلق الجنود المنطقة وشنوا عمليات تفتيش من منزل الى منزل. ونفذوا عملية تفتيش مماثلة في حي الشهداء. وفي سامراء قامت القوات الأميركية بنسف منزل عبدالواحد عبدالرزاق. وقال شهود إن القوات الأميركية اكتشفت كمية من المتفجرات قرب المنزل الذي اعتقلت أحد ساكنيه. وقامت القوات الأميركية صباح أمس بحملة مداهمات واعتقالات في منطقة السكك في سامراء. كما داهمت ايضاً الحي الصناعي في سامراء، وهو حي تنطلق منه عادة هجمات مناهضة للأميركيين. كذلك تعرض مقر القوات الأميركية ومقر قوات الدفاع في سامراء الى هجوم بقذائف الهاون ليل أول من أمس من دون أن يبلغ عن إصابات. في كركوك أ ف ب أعلن الفريق شيركو شاكر حكيم، قائد الشرطة في المحافظة، ان مجهولين أطلقوا صاروخي كاتيوشا مساء أول من أمس على مقر العمليات المدنية والعسكرية للقوات الأميركية ومقر الدفاع المدني في كركوك من دون وقوع اصابات. وفي الموصل، قال ناطق باسم الشرطة العراقية اللواء عبد الازل حازم حفوري ان "شرطياً عراقياً اصيب بجروح أمس خلال هجوم استهدف مركزاً للشرطة في المدينة". في غضون ذلك توفي المترجم العراقي عمر هاشم كمال، الذي كان يعمل لحساب مجلة "تايم" الأميركية في بغداد، متأثراً بجروح أصيب بها بعد اطلاق النار عليه الاربعاء الماضي. وذكر تي تريبيت الناطق باسم المجلة الاميركية ان كمال كان في حال حرجة في مستشفى عسكري أميركي في العاصمة العراقية. وكمال متزوج وله طفل عمره أربع سنوات. الى ذلك، قال شهود ان مجهولين اشعلوا النار أمس في خط أنابيب ثانوي للنفط يغذي محطات تصدير في جنوبالعراق. وذكر حراس عراقيون في الشعيبة القريبة من البصرة ان "مخربين اشعلوا النار في النفط المتسرب من الخط". في غضون ذلك، تمكن رجال الأطفاء امس من اخماد الحريق الذي اندلع في بئر "الخفار" الغازي جنوب غربي كركوك. وتعد هذه البئر من أهم الآبار الغازية في العراق. على صعيد آخر، اعتقلت القوات الاميركية أمس مسؤولاً كبيراً سابقاً في الاستخبارات العراقية هو العقيد كامل لازم حميد. وقال شقيقه عدنان: "اعتقل شقيقي فجر الجمعة في منزله في حي السيدية" جنوب غربي بغداد. وأضاف: "طوقت قوة من أربعين جندياً على متن عربات مدرعة من نوع هامفي المنزل وفجروا اقفال الباب حيث كنت أنام، وفتشوا المنزل وصادروا كمية من الوثائق واقتادوا شقيقي". وأشار الى أن القوات الأميركية اعتقلت العقيد السابق نفسه أربع مرات، وكانت تطلق سراحه في كل مرة بعد التحقيق معه.