تظاهر مئات الآلاف الجمعة في عدد من الدول العربية والإسلامية مندّدين باعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومعبرين عن تضامنهم مع الفلسطينيين. وعمت التظاهرت بعد صلاة الجمعة أمس عواصم ومدن الأردن، تونس، العراق، واليمن، وإيران وتركيا وإندونيسيا وماليزيا وباكستان وأفغانستان. في الأردن، تظاهر عشرات الآلاف في عمان ومدن أخرى تنديداً بالقرار الأميركي عاصمة لإسرائيل، مؤكدين ان «القدس عاصمة فلسطين». وشارك أكثر من 20 ألف شخص في تظاهرة انطلقت عقب صلاة الجمعة من أمام المسجد الحسيني الكبير (وسط عمان) وسط شعارات منددة بقرار ترامب. وحمل مشاركون لافتات تحوي صورة العلم الأميركي والعلم الإسرائيلي وكتب عليها «الى الجحيم»، وأخرى كتب عليها «اميركا رأس الإرهاب» و «القدس عاصمة فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى». وعلت هتافات جاء فيها «فليعلُ صوت الشباب أميركا رأس الإرهاب» و «لا سفارة اميركية على الأرض الأردنية»، إضافة الى «فلسطين عربية من المية للمية»، فيما أحرق علم إسرائيل والعلم الأميركي غير مرة. وقال رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة الذي شارك في التظاهرة الى جانب عدد من النواب «هذا قرار جائر وظالم من ترامب ويخالف الشرعية الدولية والقانون الدولي». وأضاف «القدس ليست سلعة اميركية حتى يهديها الى المتطرف بنيامين نتانياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي)». وقال إن «الإردن سيعيد النظر في معاهدة السلام (الموقعة مع اسرائيل عام 1994) وكل المعاهدات لأننا اصحاب حق، القدس هي جوهرة السلام وقلب فلسطين». في الزرقاء (شرق عمان)، تظاهر آلاف الأشخاص حاملين اعلاماً أردنية وفلسطينية ولافتات كتب عليها «قادمون يا أقصى» و «القدس لنا». وخرجت تظاهرات مماثلة عقب صلاة الجمعة شارك فيها الآلاف في مخيم الوحدات (في عمانالشرقية) وجرش (شمال عمان) ومخيم البقعة (شمال) وإربد (شمال) والكرك (جنوب) ومادبا (جنوب) ومعان (جنوب). كما نفذ العشرات وقفة احتجاجية منددة بقرار ترامب عصر الجمعة قرب السفارة الأميركية في منطقة عبدون في عمان الغربية وسط اجراءات أمنية مشددة. وكانت الحكومة الأردنية باركت أول من أمس الدعوات إلى الاحتجاجات الشعبية والنقابية والعمالية والحزبية للتظاهر رفضاً للقرار الأميركي، من خلال تصريحات تبناها نائب رئيس الحكومة الأردنية ممدوح العبادي، دعا فيها الأردنيين إلى «النزول إلى الشارع» في دعوة هي الأولى من نوعها، قائلاً «الذي لا نختلف عليه هو أن القدس بوصلتنا دائماً، وهذه دعوة للجميع إلى الخروج إلى الشارع». وشاركت في التظاهرات الاحتجاجية مختلف القوى الحزبية والسياسية، الإسلامية واليسارية والقومية والمستقلة. كما شاركت جماعة «الإخوان المسلمين»، التي اعتبرتها الحكومة غير مرخصة منذ نحو عامين، للمرة الأولى في الاحتجاجات، في حضور قياداتها البارزة ومراقبها العام الجديد عبد الحميد الذنيبات. كما دعت الجماعة الحكومة الأردنية إلى قطع العلاقات الديبلوماسية مع اسرائيل وإلغاء اتفاقية وادي عربة وكل أشكال التطبيع بين الأردن وإسرائيل والالتفاف حول المقاومة الفلسطينية، مثمنة الخطاب الأردني الرسمي حيال القرار، فيما دعا متظاهرون من القوى اليسارية والقومية إلى إغلاق السفارة الأميركية في الأردن. وفي تونس تظاهر الآلاف بعد صلاة الجمعة في العاصمة ومدن أخرى. وفي العراق تصاعدت ردود الأفعال الغاضبة ضد قرار الولاياتالمتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وخرج آلاف المحتجين في غالبية المدن العراقية، خصوصاً بغداد والبصرة، في مسيرات بعد صلاة الجمعة أمس، تنديداً بالقرار الأميركي، رددوا خلالها هتافات معادية للولايات المتحدة. في ايران تظاهر الآلاف في مدن مختلفة في البلاد، خصوصاً في طهران، وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها «القدس للمسلمين». وهتف المتظاهرون «الموت لأميركا» و «الموت لإسرائيل» وأحرقوا دمى تمثل ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. ووحد موقف ترامب بين المحافظين والبراغماتيين في إيران حيث حض الرئيس حسن روحاني وقادة الحرس الثوري الإيرانيين على المشاركة في تظاهرات «يوم الغضب» في أنحاء البلاد. ودعا إمام طهران آية الله أحمد خاتمي المصلين، في خطبة الجمعة في جامعة طهران، المسلمين في أرجاء العالم الى الوقوف في وجه إسرائيل. وهتف المصلون في طهران «لن نترك الفلسطينيين وحدهم». وقال خاتمي ان ترامب قضى على سنوات من جهود السلام باعترافه بالقدس عاصمة اسرائيل. وأضاف ان ترامب «اثبت ان علاج القضية الفلسطينية هو فقط، وفقط بانتفاضة». وقال «فقط الانتفاضات يمكن ان تحول نهار النظام الصهيوني الى ليل مظلم». وفي تركيا تظاهر الآلاف أيضاً، خصوصاً في اسطنبول وأنقرة، بعد صلاة الجمعة للتنديد باعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لإسرائيل. وخرج الآلاف في مسيرة من مسجد الفاتح وسط اسطنبول حيث هتفوا «القدس لنا وستبقى كذلك!» و «فلتسقط أميركا، فلتسقط إسرائيل». وخرج آلاف المحتجين في إندونيسيا وماليزيا في مسيرات بعد صلاة الجمعة فيما شددت السلطات الأمن حول سفارتي الولاياتالمتحدة في البلدين. في ماليزيا، قاد المسيرة زعماء من حزب المنظمة الوطنية المتحدة للملايو الحاكم والحزب الإسلامي الماليزي، وكلاهما يمثل عرقية الملايو المسلمة التي تشكل الغالبية في البلاد. وانضم إليها ممثلون لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وتجمع آلاف من المحتجين أمام السفارة الأميركية في كوالالمبور، وهم يرددون هتافات معادية للولايات المتحدة وأحرقوا دمية على شكل ترامب. كما احتشد مئات المحتجين أمام السفارة الأميركية في جاكرتا وارتدى بعضهم الكوفية الفلسطينية ولوّحوا بالعلم الفلسطيني فيما نصحت السفارة الأميركية في جاكرتا رعاياها بتجنب مناطق الاحتجاجات وقالت إن قنصليتها في سورابايا، ثاني أكبر المدن الإندونيسية، علقت الخدمات للجمهور الجمعة. وحض رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو الولاياتالمتحدة على إعادة النظر في القرار وطلب من وزير الخارجية استدعاء السفير الأميركي لتوضيح الأسباب التي دفعت إليه. وفي باكستان أعلنت الجماعة الإسلامية، وهي الحزب الإسلامي الرئيسي في البلاد، انطلاق مسيرات في كل المدن الكبرى بعد صلاة الجمعة. كما جرت تظاهرات مماثلة في أفغانستان منددة بالقرار الأميركي.