فيما "تطنطن" الهواتف الجوالة كل يوم ثلثاء وجمعة بفعل رسائل الSMS التي يتسابق من خلالها متتبعو برنامج "ستار أكاديمي" على محطة "ال بي سي" لإعلام أصدقائهم الذين لم تتسن لهم مشاهدة الحلقة عن الNominees أو نتائج التصويت النهائية، تتصاعد من جهة مقابلة مواقف سلبية تجاه موجة برامج تلفزيون الواقع العربية التي انهالت عليها التهم من كل حدب وصوب، ووصلت إلى حد اعتبار هذه البرامج جزءاً من "خطة تهدف إلى التغلغل داخل المجتمعات العربية وتحطيم القيم والإخلاق فيها"، وذلك عبر "نشر الاباحية والانحلال الخلقي وتشويه عقول الشباب" وغيرها من الآراء التي تشبه إلى حد كبير الآراء التي هاجمت الصحون اللاقطة والفيديو كليب من قبل. واللافت أن تلفزيون الواقع سرق الأضواء من مواضيع مهمة أخرى على الساحة السعودية مثل قرار اطلاق أول إذاعة سعودية خاصة وقرار السماح للصحافيين بالحضور ومناقشة جلسات مجلس الشورى التي بات التلفزيون المحلي ينقلها "ممنتجة". فلم تلاق هذه المواضيع أي رهجة على رغم أهميتها، فيما جادت الزوايا والمقالات والتحقيقات في التحدث عن الفضائيات "الشريرة" وعن سقوط "الأخ الأكبر"، في اشارة إلى قرار محطة MBC وقف النسخة العربية من برنامج Big Brother بسبب الضغوط التي مارسها معارضوه في البحرين، حيث كان يصور، الأمر الذي اعتبره البعض "انتصاراً". وما لبثت الدعوة أن عممت لتشمل وقف جميع البرامج من "ستار أكاديمي" إلى "على الهوا سوا" وحتى "سوبر ستار" الذي لا يعتمد اسلوب تلفزيون الواقع. ويعتبر الشاب السعودي عادل ابراهيم أن "الأخ الأكبر" كان "كبش فداء لانه تم الحكم عليه بعجلة"، مضيفاً أنه "لم يشاهد أي شيء مخل بالآداب". أما إذا كانت الحجة أن مثل هذه البرامج لا تراعي تقاليدنا، فالأفضل أن نتوقف عن مشاهدة التلفزيون كلياً... لأن الأمر ينطبق كذلك على الفيديو كليب وحتى مباريات كرة القدم والمصارعة". ويعتبر عادل أن الحل الأمثل هو أن "يختار الشخص ما يناسبه من برامج ويناسب أبنائه في حال كان متزوجاً، وذلك ممكن بمجرد الضغط على أزرار الريموت كونترول أو برمجة الReceiver". ويعتبر آخرون أن الحل الأمثل هو تشفير القنوات المفتوحة التي تنقل مجريات الحياة على امتداد اليوم وفتحها أمام من يطلب مشاهدتها فقط في مقابل بدل معين أو حتى من دونه. ويرغب كثيرون في مشاهدة القناة المفتوحة رغبة في التعرف إلى أسلوب حياة جديد كما قال خالد سعيد الذي "يود أن يعرف كيف يعيش من هم في عمره في بلدان أخرى". وفي المقابل يقول نايف زهير إن كل هذه البرامج "يجب أن توقف لأنها مضيعة للوقت. فحتى الفنانين الذين يتخرجون من هذه البرامج ليسوا بالمستوى المطلوب... لذلك فلا فائدة منها على الاطلاق". ويكمل الشاب هجومه ويقول إن الأسوأ من ذلك هو أن "بعض المحطات تصنع نجوماً من أشخاص لا موهبة لهم أو مؤهلات، بل لمجرد أنها تصورهم على مدار اليوم"، ملمحاً إلى "على الهوا سوا" و"الأخ الأكبر". ثم يسأل: "كيف يمكن لفتاة أن تقبل أن تصوّر حتى وهي نائمة وأن يشاهدها الغرباء... يا له من عار!". ويتفق الكثير من الشباب مع رأي نايف، فيما يرى أحد النقاد أن "ستار أكاديمي يصلح للبنان حيث نسبة المشاهدة تفوق 80 في المئة ولا يصلح للمجتمع السعودي المحافظ". وعلى رغم ذلك فإن "ستار أكاديمي" هو من أكثر البرامج حضوراً هنا بحسب احصاءات شركات الميديا، وهو في صلب معظم أحاديث الجلسات والمخابرات الهاتفية. أما على الصعيد الأنثوي، فيأخذ الموضوع منحى آخر، إذ أن اهتمام غالبية الفتيات منصب على ملابس ومكياج نجمات تلفزيون الواقع ويسألن عن التحول الذي يلحق بكل من تشترك في مثل هذه البرامج، خصوصاً أن اختيارهن لا يتم تبعاً لمقاييس جمالية. تتعجب الشابة السعودية غادة، 17 عاماً، من أن "في بدء البرنامج تكون الفتاة عادية وما أن يشارف على نهايته حتى تتحول إلى ملكة جمال من حيث قصة الشعر وألوان المكياج والأزياء". وتتابع معظم الشابات هذه البرامج حباً في الاثارة، وتبتسم احداهن لتقول: "لقد مللنا المسلسلات المكسيكة". وتتابع الفتيات هذه البرامج من منازلهن فيما يفضل الرجال متابعتها في المقاهي الشبابية التي تحوي الشاشات التلفزيونية الكبيرة أو التجمع في منزل صديق لتناول الطعام معاً ومشاهدة الحلقة.