"تطرح موسيقى العالم" مفهوماً مختلفاً للانفتاح على تأثيرات البلدان الاخرى أملاً في اقامة جسر أو جسور بين الثقافات المختلفة، وذلك من خلال ما تطرحه من حوار موسيقي، ربما تعذرت اقامته بالسبل التقليدية الاخرى من حديث ونقاش وجدال. احد تلك الجسور ستجرى محاولات تشييده بين 18 آذار مارس الجاري و22 منه بين مدينتي القاهرة والاسكندرية من خلال مهرجان "موسيقى من العالم الفرنكوفوني" تحت عنوان "موسيقى بلا حدود". ويقول الفنان الاوبرالي حسن كامي ان يوم 20 آذار من كل عام هو اليوم العالمي للفرنكوفونية، وفيه تنظم الدول التي تمثل اللغة الفرنسية قاسماً مشتركاً بينها حدثاً ثقافياً. وكان الاحتفال الاول مصرياً - فرنسياً - كندياً وافريقياً، وحقق وقتها نجاحاً باهراً، وحضره نحو ستة آلاف متفرج، ومثل مصر فيه الفنان محمد منير. وفي 2003 اقيمت فاعليات "السيرك الفرنكوفوني الكبير". ويشير كامي الى ان احتفالية "موسيقى العالم" هذا العام فرصة طيبة لتعريف الشباب المصري بهذا النوع من الموسيقى وملامحها الخاصة التي امتزجت بأنواع اخرى كثيرة مثل "الريغي" و"الريغا" و"الجاز" وايضاً بلغات ولهجات كثيرة نتيجة الهجرات من افريقيا وآسيا. ويمثل فرنسا في المهرجان توما سيديبي المولود في ساحل العاج وكان يحب القرع على كل شيء، لكنه كان يفضل "الريغي" و"الراي". تعلم اللغتين "الهندية" و"البمبارة" وهي اللغة الرئيسية في مالي التي اصبحت وطنه بالتبني، وهناك تعلم العزف على آلة "رجمبي" وهي آلة ايقاع تشبه الطبلة، واخذ اسم شهرته من استاذه سيغا سيديبي. الملحن الثقافي الفرنسي في القاهرة برنار هيوغونوه يقول ان الموسيقى المعاصرة تتوجه الى الشباب، وهي أكثر الفئات اهتماماً بالحوار بين الثقافات. وهذا تحديداً ما تقدمه فرقة "سينكوب Syncop الشابة الآتية من كندا وتجمع موسيقيين جزائريين ومغاربة وكيبيكيين، والفرقة استمدت اسمها من مصطلح موسيقى La suncope أي "توحيد مقامين مختلفين"، وهو ما تقوم به من خلال النبرات المغاربية الراي والشعبي والميول الجديدة مثل hip-hop وLafro Beat والجاز. هذا التناغم هو ايضاً سمة نفالي كوياتي سليل اشهر عائلات "الماندنغ" وهي منطقة غرب افريقيا وتشمل غينياومالي وغامبيا والسنغال وبوركينا فاسو. وعلى رغم أنه تكون في ظل الانضباط الصارم الخاص بالفنانين التقليديين الافارقة، الا انه انفتح مبكراً على أكثرية التيارات الموسيقية العالمية، وكانت النتيجة لقاء بين الآلات الافريقية التقليدية مثل الغمبي والكورة والبالافون والكمان في تركيبة تجمع بين تناغم "الجاز" والايقاعات الافريقية. ومن افريقيا ايضاً وتحديداً من ساحل العاج، يشارك المؤلف والملحن والموزع كاجيم الذي حاز جائزة احسن فنان ريغي عام 1998 وجائزة "اكتشاف الهيب هوب" عام 1999. وكذلك تمزج الفنانة المغربية الاصل المصرية الاقامة سميرة سعيد انواعاً مختلفة من الموسيقى من راي وشرقي وحديث، وتليها فرقة توما سيديبي وانفالي كوياتي ثم فرقة سينكوب وكاجيم.