منذ زمن يزيد على الخمسين عاماً، تأسس نادي الشباب في العاصمة السعودية ليكون بعد انفصال الهلال عنه إلى جانب النصر والرياض أحد أقطاب الحركة الرياضية في العاصمة الرياض وأحد أقطاب كرة القدم تحديداً بعد أن قدم للساحة أسماء لا تنسى، أمثال الصاروخ إبراهيم تحسين وعبدالله السويلم وخالد المعجل ومحمد المطلق. في سنوات مضت، عاد النادي من جديد وقدم جيلاً ذهبياً أكل الأخضر واليابس في سنوات التسعينات بقيادة فؤاد أنور وسعيد العويران وصالح الداود وفهد المهلل الذين لم يكتبوا اسم الشباب بالذهب فحسب لكنهم أيضاً أسهموا في كتابة تاريخ اسم الكرة السعودية. وعندما توقف هذا الجيل وتراجع الليث أو شيخ الأندية من طريق منصة التتويج توقع البعض أنها ظاهرة لن تتكرر خصوصاً أن نهاية العقد التسعيني شهد موجة انتقالات نفذها النادي العاصمي بحق عناصر وأرقام جماهيرية بداية بمرزوق العتيبي الذي ذهب للاتحاد في صفقة بلغت 9 ملايين ريال، وتواصلت الحلقة برحيل فؤاد أنور إلى الصين ثم العودة إلى النصر. وسار فهد المهلل وصالح الداود على درب قائدهم السابق قبل أن يعود إلى الأهلي ويلتهم الواكد الذي استقر مع منافسه التقليدي الاتحاد الذي استقطب بدوره أيضاً المدافع الشاب مسفر القحطاني ومن ثم الدولي المميز رضا تكر. وانتقل عبدالعزيز الخثران وعبد الله الشيحان إلى الهلال، ناهيك عن توقف العويران وسالم سرور والحمدان فاعتقد المتابعون أن الشباب بات مصنع تفريخ للأندية ولم يعد يستطيع السطوع. ووسط سنوات بلغت خمساً عاش فيها الشبابيون صراع إثبات أنهم ما زالوا أحياء كروياً ففاجأوا الكل قبل عامين بتقديم جيل الألفية الثالثة المكون من ناجي المجرشي وأبناء عطيف: عبده وأحمد والسعران والغنام إلى جانب عناصر أجنبية مميزة على رأسهم الغيني أترام غودين الذي يعد المحترف الأول إلى جانب البرازيلي تشيكو الذي يلعب للاتحاد في بطولات السعودية الكروية حالياً. ولعل بلوغ الشباب نصف النهائي لكأس الأمير فيصل وكأس ولي العهد ووجوده ضمن دائرة المربع الذهبي للدوري يؤكد من دون مجال للشك بأن الليث في الطريق لعمل شيء فالأسماء تكتسب الخبرة والتمرس من خلال المنافسة المحلية ومن خلال الحضور القوي على مستوى المنتخب السعودي للناشئين والشباب والأولمبي والأول في مؤشر تصاعدي لحقبة الألفية فيها كل علامات الحضور الذي كان في تسعينات القرن الماضي. المراقبون وأمام سيل العطاء والتفريخ الشبابي يوقنون بأن وراء ما يحدث عملاً نموذجياً يترجم التخطيط السليم الذي وضعته الإدارة الشبابية بقيادة الأمير خالد بن سعد نحو رفع مستوى العناية بالقاعدة أولاً وتطبيق الاحتراف مفهوماً وعملاً من خلال تحريك العجلة السهمية للاعب المحترف فهي تسبح في السوق وحيدة، عطاءً وأخذًا.