لا يختلف اثنان على أن الشباب هو الأكثر تميزاً بين الأندية السعودية لكرة القدم في تخريج دفعات من الوجوه الجديدة وتقديمهم إلى الأضواء، لذا يعتبر الرافد الأول للمنتخبات في فئاتها كافة. ويأتي هذا الاهتمام العريض من رئيس مجلس إدارة النادي الأمير خالد بن سعد الذي يعير أهمية قصوى لأجيال القاعدة كونها الأساس في البناء السليم، لكن ضريبة هذا الإعداد كانت الابتعاد عن منصات التتويج فترة غير قصيرة. ويصبر الشبابيون على هذه الظاهرة لأنهم يرون في الجيل الصاعد صورة "كربونية" عن نظيره الذهبي في مطلع العقد الماضي، والذي ضم أنور والعويران والمهلل والداوود والرزقان والرومي والسمار... وبسبب الضائقة المالية التي تجتاح الشباب بين الحين والآخر نظراً لقلة الدعم كما في الأندية الأخرى، اتجه أصحاب القرار إلى بيع عقود بعض اللاعبين المتقدمين في السن وإعارة آخرين، ليواكب "الليث الأبيض" المسيرة وتلبية للمتطلبات اليومية الأخرى. وعارض بعض من محبي "شيخ الأندية" سياسة البيع مطالبين بضرورة المحافظة على اللاعبين، بينما يرى آخرون أن هذه العناصر خدمت النادي أعواماً طويلة، ولم تعد قادرة على العطاء كما في الماضي، و"البركة" في الصغار المقبلين على معانقة الذهب. وتكشف "الحياة" بالمناسبة استعداد الشباب للموسم الجديد والذي سيكتفي خلاله بالمشاركة في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وكأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل بن فهد. ووجد القائمون على مقدرات الفريق أن المدرسة البرازيلية هي الأنسب للفريق في ظل وجود عدد كبير من اللاعبين الشباب، لذا تعاقدوا مع المدرب زوماريو المطلع جيداً على أحوال الكرة السعودية والمعروف بقوة شخصيته وصرامته، وكُلف فؤاد أنور بالإشراف على تدريب فئة الشباب، ويتولى عبداللطيف الحسيني الإشراف على الإعداد البدني. وتعاقد الشباب مع هداف سدوس السنغالي منغا ووجد فيه حلاً لثغرة اللاعب القناص. في المقابل، تعثرت مفاوضات تجديد عقد لاعب الوسط البرازيلي لاندومار ما دفع الإدارة للبحث عن بديل مناسب فوقع الاختيار على الغاني أترام. ويبقى البحث جارياً عن أجنبي ثالث تردد أنه سبق ولعب محلياً ويتمتع بإمكانات كبيرة. ومن ضمن الخطوات التحضيرية، أخضع الجهاز الفني اللاعبين جميعهم للمعاينة الطبية للاطلاع على مدى قدرتهم على تحمّل التدريبات الشاقة وتفادياً للإصابات المبكرة. وميدانياً، لم يكتف الشباب بمعسكر خاص بتمارين اللياقة والتكتيك أقامه في الباحة لمدة 15 يوماً، بل أتبعه بآخر في المنطقة الشرقية تخلله عدد من المباريات الودية كان آخرها أمام الاتفاق. وكانت الإدارة الشبابية واجهت معضلة في الأيام الماضية تمثلت في انتهاء عقود عدد من المخضرمين وهم عبدالله الواكد وراشد المقرن ومحمد الحمدان وفيصل العبيلي وعبدالرحمن العصفور وعبدالله الشيحان، وتمكنت من التجديد لكل من الحمدان والمقرن والعصفور والعبيلي، وانتقل الواكد إلى الاتحاد وأعير له تكر، ما أسهم في انفراج الأزمة المالية... واعتزل سالم سرور الذي يعتبر من جيل العمالقة بعد سنوات غنية بالعطاء والإنجازات، لكنه بقي في أروقة الشباب وتسلم مسؤولية إدارة اللعبة خلفاً لسلطان خميس.