طوقت سكك الحديد في أوروبا بأحزمة أمنية في محاولة لتفادي هجوم إرهابي مماثل لما حصل في مدريد الأسبوع الماضي، في انتظار اجتماع امني لدول الاتحاد الأوروبي الجمعة المقبل، لتحديد أساليب التصدي لأي اعتداء يستهدف أمن القارة. وعززت اجراءات الامن في قطاع النقل بالقطارات في فرنسا وألمانيا واليونان وبريطانياوإيطاليا وبولندا والنمسا منذ مطلع الاسبوع، فيما كانت روسيا السباقة في ذلك منذ شباط فبراير الماضي بعد العملية الانتحارية التي نفذها مقاتل شيشاني في مترو أنفاق موسكو وأدت إلى مقتل 40 روسياً. فرنسا أما فرنسا التي كانت قطاراتها هدفاً لتهديد ارهابي قبل اعتداءات مدريد ببضعة أيام، فأقامت خمسة آلاف نقطة تفتيش في محطات القطارات ومترو أنفاق باريس واعتقلت 30 شخصاً يوم الاثنين الماضي وحده لقضايا لا علاقة لها بالإرهاب، بعدما رفعت حال التأهب. ويأتي القلق الفرنسي من استهداف هذا المرفق الحيوي، نظراً الى مساعي باريس في مكافحة الأصولية في الجزائر والمغرب وتونس. وتلتقي باريس وبرلين مع واشنطن في الحرب على الإرهاب وإن اختلفتا حول التدخل العسكري في العراق. وكانت السلطات الفرنسية علقت العمل باتفاقية "الحدود المفتوحة" الأوروبية شنغن بعد اعتداء مدريد. غير أن خبراء اعتبروا ان "إغلاق الحدود وتنصيب شرطي عند كل ثلاث خطوات أو أي إجراء آخر، لا يمكن أن يكون فاعلاً مئة في المئة. لكن الهدف هو التقليل من المخاطر واستباق الاعتداءات لرفع الحذر العام من دون التسبب في ذعر. المانيا وفي المانيا، طالب خبراء باتباع أساليب التفتيش في المطارات في محطات السكة الحديد، غير أن مصادر رسمية استخفت بذلك، متحدثة عن كفاية الإجراءات المتبعة. واستجابت النمسا للاقتراح هذا، إذ أعلنت فيينا وضع نظم مراقبة مزودة كاميرات فيديو في محطات القطارات والميادين المزدحمة ومناطق التسوق على غرار تلك المتوافرة في لندن، للكشف عن أي نشاط إرهابي عند رصد "المنحدرين من جذور عربية وأفريقية". كما ستصور تلك الكاميرات الحقائب التي تترك في الشوارع. ويمكن الاستفادة منها في مراقبة تجار المخدرات في المحطات والمطارات. بريطانيا وفي وقت تحدث مسؤولو الشرطة الاوروبيون عن صعوبة مهمتهم في حماية ملايين المسافرين، نشرت بريطانيا رجال "اسكتلنديارد" في مترو الأنفاق، بصورة علنية او مندسين بين الركاب. وترافق ذلك مع ملصقات إعلانية لتوعية المسافرين، في وقت تتخوف بريطانيا من ضربة ل"القاعدة" على أراضيها باعتبارها أول حليف للأميركيين في الحرب على الإرهاب. أما الكاميرات، فموجودة أصلاً منذ الاعتداءات على المترو التي كان ينفذها الجيش الجمهوري الايرلندي في لندن. كذلك قام الحليفان الإيطالي والبولندي لأميركا بحض المسافرين على البقاء في حال تنبه. وقال ناطق باسم السكك الحديد في إيطاليا: "لدينا حضور قوي للشرطة وهي في حال تأهب". وحذر من ان خطر الارهاب "حقيقي وجدي ونحن ننظر 360 درجة حولنا وضاعفنا عمليات التفتيش". بدورها جددت اليونان خططها الأمنية لحماية شبكات القطار والمترو خلال فصل الصيف، موعد استضافة أثينا للألعاب الأولمبية، ورفعت درجة التأهب، خصوصاً بعدما عثر في أثينا على حقيبة متفجرة تنبئ بخطر إرهابي مقبل. وفي البرتغال، جرى الحديث عن تهديد إرهابي تلقته صحيفة "كوريو دا مانها" في اتصالين هاتفيين من مجهولين، قالا إن البلاد ستكون هدف "القاعدة" المقبل في فصل الصيف خلال استضافة لشبونة لكأس أوروبا لكرة القدم.