أعلنت هيئة كبار العلماء في السعودية امس دعمها لمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لتطوير مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة تجنباً لتكرار كارثة التدافع التي أودت بحياة 251 حاجاً عند جسر الجمرات. وقال بيان للهيئة ان مجلسها "انعقد لاستكمال دراسة موضوع المشروع المقترح لتطوير جسر الجمرات الذي سبق ان درسه في دورات سابقة بناء على البرقية الواردة من خادم الحرمين الشريفين، المتضمنة عقد جلسة طارئة للمجلس لإنهاء دراسة هذا الموضوع واتخاذ قرار حاسم بشأنه يتماشى مع مقاصد الشريعة الاسلامية في الحفاظ على أرواح الحجاج". واضاف البيان ان المجلس "قرر بعد النظر والدراسة ضرورة تطوير منطقة الجمرات بما يضمن سلامة الحجاج ويدفع عنهم الضرر وانه يجب على الدولة بذل الجهود اللازمة لذلك". واعتبر مفتي عام السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ان قرار الهيئة "سيساعد في معالجة مشكلة الازدحام التي تحدث في كل عام". وقال في تصريح الى "الحياة" عقب ترؤسه اجتماع الهيئة امس في مكةالمكرمة انه "سيكون للقرار اثر كبير في تسهيل اداء الحجاج هذا المنسك، ونأمل في تنفيذ المشروع قبل موسم حج العام المقبل، والامر متروك للحكومة التي تحرص على تيسير اداء مناسك الحج". وحول سؤال ل"الحياة" عن اتهامات وجهت الى الهيئة بتأخير تنفيذ هذا المشروع المقترح منذ سنوات، اكتفى المفتى العام بالقول: "المهم ان القرار صدر بضرورة تنفيذ هذا المشروع الذي نرجو من الله ان ينفعنا به". من جهته افاد الشيخ عبدالمحسن العبيكان المفتش القضائي بوزارة العدل السعودية وأحد متابعي المشروع في تصريح الى "الحياة"، ان تأخر قرار هيئة كبار العلماء بشأن التوسعة كان سببه عدم اقتناع الهيئة بجدواه في السنوات الماضية، معتبراً ان الكارثة التي وقعت في منى هذا العام هي التي دفعت الهيئة الى تغيير رأيها والافتاء بضرورة تنفيذ المشروع "من الناحية الشرعية"، بالاضافة الى برقية الملك فهد التي طالب فيها بضرورة النظر في مسألة التوسعة. واضاف العبيكان ان المشروع الذي سيجري تنفيذه عبارة عن جسرين من خمسة أدوار يمكن زيادتها مستقبلاً ويعد حلاً سريعاً لمعضلة تدافع الحجيج، واكد ان الآراء المتضاربة حول جواز هذا المشروع أدت الى تأخيره. وعن رأي الفقه في هذه المسألة قال العبيكان ان: "المقصود من رمي الجمار أمران: الاول حقيقة الرمي اي حذف الحصى باليد فلا يصح وضعها من غير رمي، وأما الآخر فوقوعها في الحوض". مضيفاً "لهذا لو حلقت به طائرة ورمي منها لصح رميه". وعلمت "الحياة" ان ولي العهد السعودي كان حض اعضاء هيئة كبار العلماء بعد حادث الجمرات على ضرورة اتخاذ قرار عاجل وناجع من شأنه حل مشكلة منطقة الجمرات التي تشهد سنة بعد اخرى ازدحاماً وحالات تدافع ودهس بين الحجاج وان بقاءها من دون تطوير سيفاقم المشكلة بعد تزايد اعداد حجاج بيت الله الحرام في السنوات المقبلة. وكانت الهيئة درست موضوع تطوير الجمرات في السابق لكنها لم تخرج بحلول نهائية. واستعرضت الهيئة أمس بحوثا ودراسات وتقارير عدة حول النتائج المترتبة على الازدحام والتدافع عند رمي الجمرات والآليات الكفيلة لانهاء المشكلة من خلال مناقشة بعض الاراء الفقهية والمحاذير الدينية فاستقرت على ان تطوير المنطقة بات ملحا لتوفير الأمن للحجاج والحفاظ على ارواحهم. وكان عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لابحاث الحج الدكتور اسامة البار أكد ل"الحياة" أول من أمس ان دراسة جاهزة لتطوير جسر الجمرات في مشعر منى بالكامل. وأوضح انها تشتمل على محاور عدة منها فصل حركة المشاة عن السيارات والحافلات وتخصيص مسارات خاصة للطوارئ وزيادة استيعاب الجسر من 160 الف رام إلى نصف مليون رام في الساعة، ورفع عدد المداخل إلى 11 مدخلاً بدلاً من مدخل واحد.