في الوقت الذي يتحدث رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عن خطة للانسحاب من غالبية المستوطنات في قطاع غزة، في اطار "خطة الفصل"، كشفت مصادر صحافية عن مخطط استيطاني جديد لتكثيف الاستيطان في المستوطنات المذكورة واقامة ثلاث جديدة، فضلاً عن توسيع البناء في بؤر استيطانية عشوائية في الضفة الغربية زعمت الحكومة الاسرائيلية انها تنوي اخلاءها. في غضون ذلك، قالت مصادر سياسية اسرائيلية ان الطريق لإعلان الادارة الاميركية موافقتها على خطة شارون ما زالت طويلة وان ثمة عراقيل قد ترجئ تلقي شارون ضوءاً أحمر اميركياً لتنفيذ خطته. الى ذلك، لم يتحدد موعد للقاء مديري مكتبي رئيسي الحكومتين الفلسطينية والاسرائيلية الذي أرجئ أمس بسبب تساقط الثلوج في القدس والذي تسبب في شل حركة السير. كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أمس ان ما يعرف ب"المجلس الاقليمي لمستوطنات قطاع غوش قطيف" وضع مخططاً لإقامة ثلاث مستوطنات جديدة تبتلع مزيداً من الأراضي الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة، وتضمن تواصلاً جغرافياً بين المستوطنات القائمة المرشحة طبقاً لخطة رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون للاخلاء. واكد النبأ رئيس المجلس أفنير شمعوني الذي أدعى ان مجلسه لن يشرع في البناء من دون الحصول على اذن خاص من سلطات الاحتلال. واضاف انه في موازاة هذا المخطط أعد المجلس العدة لاستيعاب 500 عائلة يهودية جديدة في المستوطنات القائمة وان نحو 200 منها ستستوطن في منازل خالية في الصيف المقبل ما يؤكد عزم المستوطنين على رفض الاخلاء. "خطة المستوطنين" وكان نحو مئة مستوطن بدأوا امس مسيرة احتجاجية على نية اخلائهم وانطلقوا من مستوطنات جنوب قطاع غزة باتجاه القدس للتظاهر أمام مكتب رئيس الحكومة تحت شعار "نحن نسير الى أمام". وتستغرق المسيرة أربعة أيام وتمر غداً بمحاذاة مزرعة شارون في النقب. ويواصل المستوطنون نشاطهم لتدعيم المستوطنات في الضفة الغربية وتوسيع البناء في البؤر الاستيطانية "العشوائية" غير القانونية طبقاً للقاموس الاسرائيلي والأميركي، والتي أعلن شارون ووزير دفاعه شاؤول موفاز انهما سيخليان عدداً منها. وكشفت حركة "سلام الآن" الاسرائيلية اليسارية ان المستوطنين شرعوا في اقامة مبان ثابتة في 15 بؤرة فضلاً عن اقامة بنى تحتية بينما تشهد 34 بؤرة أخرى "تكثيفاً جدياً" تحت سمع سلطات الاحتلال وبصرها. وكانت أنباء سابقة أكدت ان وزارات مختلفة توظف الموارد المالية لتطوير عدد من هذه البؤر التي تفوق المئة، فيما تزعم وزارة الدفاع ان عددها أقل بكثير بعد ان عملت على اضفاء "الشرعية" على غالبيتها من خلال ربطها بمستوطنات قائمة منذ عشرات السنين. الى ذلك، كثف قادة مجلس المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة ضغوطهم على رؤساء حزبي "الاتحاد القومي" والمتدينين القوميين مفدال للانسحاب من الائتلاف الحكومي في حال قرر شارون السفر الى واشنطن لغرض تلقي مباركة اميركية على خطته اخلاء 17 مستوطنة في قطاع غزة "لأن زيارة كهذه ستكون خطوة لا عودة عنها"، ما يحتم تبليغ شارون رسالة واضحة بأن ائتلافه سيتعرض الى هزة جدية تتمثل في انسحاب الحزبين اليمينيين منه. ووفقاً لمصادر صحافية فإن "الاتحاد القومي" بزعامة الوزير افيغدور ليبرمان يميل الى تبني "توصية" قادة المستوطنين بمغادرة الحكومة، فيما ينتاب التردد قادة "مفدال" الذين لا يرون داعياً للتسرع طالما لم تقر الحكومة الاسرائيلية خطة رئيسها. لا موقف اميركياً نهائياً من الخطة وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان واشنطن، وعلى رغم التلميحات القوية الى قبولها المشروط بخطة شارون اخلاء مستوطنات، لم تبلور بعد موقفها النهائي وان الموفدين الاميركيين الثلاثة الى المنطقة المتوقع وصولهم في غضون يومين، وليام بيرنز وستيف هيدلي واليوت ابرامز سيطلعون عن كثب على تفاصيل الخطة وانعكاساتها ليبلوروا موقفاً واضحاً يقدمونه للرئيس جورج بوش قبيل لقائه المتوقع بشارون الشهر المقبل. وتنقل الصحيفة عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاسرائيلية تقديراته ان الادارة الاميركية تخشى جداً ان تعلن دعمها خطة شارون لاعتقادها ان فشل تطبيقها سيمس بشكل كبير في الحملة الانتخابية للرئيس بوش، هذا بالإضافة الى ان تبنيها الخطة سيكون بمثابة اقرار اميركي بفشل "خريطة الطريق" التي اطلقتها الرباعية الدولية، والتي تعتمد مبدأ الخطوات المتبادلة وليس اجراءات أحادية الجانب. وترى الصحيفة طلب اسرائيل لدعم مالي كبير من واشنطن يقدر بمئات ملايين الدولارات لتمويل المستوطنين الذين سيتم اجلاؤهم عقبة اخرى في الطريق الى ضوء أخضر اميركي لشارون. إرجاء لقاء أبو لبدة فايسغلاس وفيما عزا مدير مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني حسن أبو لبدة إرجاء الاجتماع بنظيره الاسرائيلي دوف فايسغلاس الذي كان متوقعاً أمس الى رداءة الأحوال الجوية وتساقط الثلوج في القدسالمحتلة واغلاق طرقاتها، ادعت أوساط سياسية اسرائيلية ان وراء الإرجاء عدم رغبة الفلسطينيين في عقد اللقاء بين رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء والاسرائيلي ارييل شارون والذي كان متوقعاً تحديد موعده في اجتماع أمس بين أبو لبدة وفايسغلاس، قبل بحث المحكمة الدولية في لاهاي في قانونية "الجدار الفاصل" الذي تقيمه اسرائيل في أعماق أراضي الضفة الغربية. ويستبعد أن يعقد لقاء قريع شارون الاسبوع الجاري اذ ان رئيس الوزراء الفلسطيني يواصل جولته الأوروبية التي ستشمل المانيا وبلجيكا واسبانيا ولقاءات مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي للحصول على موقف داعم للفلسطينيين في معركتهم الاعلامية ضد بناء جدار الضم والتوسع الاسرائيلي، على ما قال أبو لبدة. الى ذلك، أفادت صحيفة "هآرتس" ان الفريق الاسرائيلي الذي كلفه شارون التحضير "لاستفتاء عام استشاري" في شأن خطة إخلاء مستوطنات ينوي التوصية بأن يتم الاستفتاء، غير الملزم في نظر شارون، عبر صناديق اقتراع توضع في الأماكن العامة وليس عبر البريد لخشيته من أن يؤدي التصويت عبر البريد الى رجحان كفة المعارضين للخطة الذين سيشاركون في عملية التصويت بكثافة بينما تخيم اللامبالاة على المؤيدين. ويرى شارون في نتائج "ايجابية" للاستفتاء، اذ ترجح استطلاعات الرأي ان تحظى الخطة بتأييد غالبية الاسرائيليين، دعماً معنوياً وجماهيرياً لخطته يمهد لإقرارها في الكنيست والحكومة.