سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش يتصل بالرئيس المصري ويطرح "تصحيح مسيرة السلام"... وباول يسعى الى التهدئة : مبادرة الإصلاح يجب ان يقبلها الجميع . مبارك : مشروع مصري - سعودي - سوري لإصلاح الجامعة ورؤية للمخاطر الخارجية
اتصل الرئيس الاميركي جورج بوش هاتفياً امس بالرئيس المصري حسني مبارك وبحث معه في "تصحيح مسيرة السلام" في الشرق الاوسط، حسب ما اعلنت "وكالة انباء الشرق الاوسط" المصرية، التي اكدت الوكالة ان الاتصال تناول ايضاً "جهود وقف تدهور الاوضاع بين اسرائيل والفلسطينيين الى جانب تحريك عملية السلام على المسارات كافة". واضافت ان الرئيس الاميركي اكد "أهمية" الزيارة المقبلة لمبارك الى واشنطن "لتبادل وجهات النظر حول القضايا الخاصة بالمنطقة والعلاقات بين البلدين". ويتوقع ان تتم الزيارة في منتصف نيسان ابريل المقبل. وجاء هذا الاتصال بعد تصريحات لمبارك انتقد فيها المشروع الاميركي للاصلاح الديموقراطي في الشرق الاوسط المعروف باسم "مبادرة الشرق الاوسط الكبير" من دون ان يسميه معتبراً انه يندرج ضمن "وصفات جاهزة" غير قابلة للتطبيق. وأعلن الرئيس مبارك أمس أن الدول العربية عازمة على "اصلاح الجامعة العربية وتطويرها ووضع الآليات اللازمة لتفعيل العمل العربي المشترك". وكشف أن مشروعاً مشتركاً مصرياً سعودياً سورياً سيقدم إلى القمة العربية المقررة في تونس الشهر المقبل، موضحاً أن وزير الخارجية أحمد ماهر سيطرح المشروع على مجلس وزراء الخارجية العرب لمناقشته تمهيداً لعرضه في قمة تونس. وأكد أن المشروع "يراعي تماماً مصالح الأمة العربية مجتمعة، واضعاً في الاعتبار ظروف كل دولة عربية ومصالحها كل على حدة". وفي الوقت نفسه، أكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان السعودية ومصر "اتفقتا على تقديم ورقة مشتركة بشأن اصلاح الوضع العربي" الى المجلس الوزاري العربي مطلع اذار مارس المقبل. واوضح ان ذلك تم خلال زيارة الرئيس المصري الثلثاء للسعودية ولم يعط تفاصيل. وتلقى وزير الخارجية السوري فاروق الشرع امس اتصالين هاتفيين من نظيريه المصري احمد ماهر والسعودي سعود الفيصل. وقالت وكالة الانباء السورية ان الاتصالين تناولا "الاوضاع في المنطقة والمواضيع المدرجة على جدول اعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية الذي سيعقد في القاهرة الاسبوع المقبل خصوصاً ما يتعلق بتطوير منظومة العمل العربي المشترك". من جهة اخرى، سعى وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى تبديد المخاوف التي عبرت عنها مصر والسعودية بشأن المشاريع الاميركية للاصلاحات في الشرق الاوسط، وذلك عبر تأكيده امس انها لن "تفرض من الخارج". وقال باول لقناة "الحرة" الاميركية الناطقة بالعربية: "إني متفق مع المصريين والسعوديين، هذا لا يمكن ان يفرض من الخارج. يجب ان يكون مقبولاً من الداخل". وأشار الى ان المبادرة التي تريد واشنطن اطلاقها اثناء قمة مجموعة الثماني في حزيران يونيو المقبل "يجب ان تكون شيئاً مقبولاً من جانب الاطراف في المنطقة". وأوضح مبارك، في تصريحات إلى رؤساء تحرير الصحف المصرية ووكالة "أنباء الشرق الأوسط" على الطائرة خلال عودته من الرياض ليل أول من أمس: "ركزنا في هذا المشروع على ضرورة أن يكون العمل العربي نابعاً من نظام مؤسسي وليس عاطفياً. وبالتالي لا يتأثر بأي أوضاع عابرة". وقال ان المشروع "يركز سياسياً على ضرورة أن تكون هناك رؤية مشتركة بالنسبة الى المخاطر الخارجية، وأن يكون هناك موقف عربي موحد لمواجهة محاولات الفرض من الخارج. واقتصادياً لاپبد أن تكون هناك روابط اقتصادية قوية بين الدول العربية تحقق المصالح المشتركة من خلال المشاريع المشتركة والاستثمارات المشتركة والتجارة البينية المتعاظمة خدمة للجميع، والسعي بقوة الى اقامة السوق العربية المشتركة. كذلك العمل لأن يكون للعرب برلمان عربي مشترك، ومحكمة عدل عربية، على أن تنفذ مثل هذه المشاريع بعد المزيد من البحث والدراسة بحسب ظروف كل دولة". واضاف في اشارة الى مشاريع غربية للاصلاح في الدول العربية: "من يتصور أنه يمكن فرض حلول أو إصلاحات من الخارج على أي مجتمع أو منطقة، فهو واهم. فالشعوب ترفض بطبيعتها كل من يحاول إخضاعها أو فرض أفكار عليها... نسمع هذا وكأن المنطقة ودولها ليس فيها شعوب أو مجتمعات، أو أن أراضيها فاقدة السيادة وليس لها صاحب"، داعياً الى "ضرورة أن تتصدى المجتمعات وأصحاب الرأي والفكر في دولنا لمثل هذه الافكار أو الأوهام وأن ترد عليها بشكل علمي ومعمق حتى لا نترك الفرصة لانطباعات خاطئة أو أوهام بأن الشعوب قابلة لها".