سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البشير يدعو الى مؤتمر لحل مشكلة الغرب قبل نهاية آذار ولجنة الإعداد تطالب باطلاق المعتقلين . الترابي : الحكومة تعتقل 200 ناشط وأحزاب المعارضة ستقاطع مؤتمر دارفور
كشف زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض الدكتور حسن الترابي اعتقال السلطات نحو 200 من القيادات والكوادر السياسية في الخرطوم والولايات. وأعلن ان أحزاب المعارضة الرئيسية قررت مقاطعة مؤتمر تعتزم الحكومة عقده لمعالجة أزمة دارفور، غرب البلاد، ووصفه بأنه "مصطنع ومطبوخ ولن يحل المشكلة". في غضون ذلك استمرت مفاوضات السلام بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" في كينيا من دون احراز تقدم ملموس. ودافع الترابي في مؤتمر صحافي عقده في مقر حزبه أمس عن قضية دارفور، وقال ان "مطالب أبناء دارفور عادلة"، واتهم الحكومة ب"تهميشهم وظلمهم سياسياً وتنموياً ما اضطرهم الى حمل السلاح كما فعل الجنوبيون"، لكنه رفض استخدام السلاح لمعالجة القضايا. وحمل الترابي بشدة على الحكومة وحملها مسؤولية ما يحدث في دارفور ونفى اتهام حزبه بدعم متمردي دارفور بالمال. وانتقد المؤتمر الذي شرعت الحكومة في عقده لمناقشة المشكلة ووصفه بأنه "مصطنع ومطبوخ"، موضحاً ان احزاب المعارضة قررت ليل أول من أمس مقاطعته لأنه لن يعالج الأزمة. واتهم السلطات باعتقال نحو 200 ناشط سياسي بينهم عدد من قادة حزبه. وأوضح ان بين المعتقلين 40 ناشطاً في نيالا ونحو 60 في الفاشر ومثلهم في الجنينة وكلها مدن في دارفور، وآخرين يجري حصرهم في غرب كردفان وجنوبها، مشيراً الى أن بعض المعتقلين ينتمون الى أحزاب معارضة ومنهم مستقلون وبعض منسوبي الحزب الحاكم ومن بينهم من لا صلة له بدارفور. وذكر الترابي ان محادثات السلام الجارية بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" في كينيا تشهد حالاً من الجمود "بعد أن ورطت في مسألة أبيي". ورأى ان ادارة الرئيس جورج بوش التي كانت تستعجل السلام لاستخدامه في الحملة الانتخابية الرئاسية بدأت تيأس من اتفاق خلال وقت وجيز. وحذر من اتفاق ثنائي لا يشمل دارفور وأجزاء البلاد الأخرى. وتحدث عن الافطار السنوي الذي نظمه بوش أخيراً وحضره مسؤولون في الحكومة و"الحركة الشعبية". وقال ان مسؤولاً في الحركة نقل عن اعضاء في الكونغرس ان اتفاق السلام يجب أن يشمل جميع القوى السياسية، وحدد اسم "الترابي" لضمان استدامة السلام واستقرار البلاد، مشيراً الى أن حزبه سيحدد رأيه في مسألة ضمانات السلام. وتجنب الرد على ارسال قوات حفظ سلام الى حين صدور موقف من حزبه. وعن انضمام حزبه الى التجمع المعارض، قال الترابي ان "المطلوب ليس العمل تحت التجمع، وانما تنسيق المواقف بين القوى السياسية وهو ما يحدث حالياً، اذ تعمل الأحزاب عبر لجنة مشتركة للاتفاق على قضايا الانتقال والحكم والسلام". وفي رد على سؤال عن رأيه في مطالبة عضوين من الكونغرس بوش بالتحقيق مع 12 مسؤولاً سودانياً بتهم دعم الارهاب وصلتهم بحادث محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا في العام 1995، أكد الترابي ان "بعض من وردت اسماؤهم لا صلة لهم بالحادث"، لكن بعض المسؤولين الاميركيين يعتقدون ان لهم علاقة بالأجهزة الأمنية، موضحاً ان "الاثيوبيين والمصريين يعرفون المتهمين الحقيقيين". واتهم دوائر أميركية ب"الجهل وعدم ادراك حقائق الأوضاع في المنطقة". وأضاف الترابي ان هيئة شورى حزبه ستعقد غداً اجتماعاً يشارك فيه 400 عضو لمراجعة النظام الأساس للحزب وأماناته التنفيذية ومناقشة قضايا الحكم والسلام ودارفور. ورأى ان الدولة في السودان "غير اسلامية على رغم انتماء قادتها الى الاسلام". على صعيد آخر، أقرت لجنة كلفها الرئيس عمر البشير عقد مؤتمر لانهاء الحرب في دارفور واصدار نداء لوقف النار واطلاق المعتقلين والاتصال بالمتمردين لاعتماد الحوار والحل السلمي والمشاركة في المؤتمر. وأكد البشير لدى لقائه أعضاء اللجنة التي تضم 90 شخصاً حرص حكومته على التوصل الى معالجة "كاملة وشاملة" تضع حداً نهائياً لمشاكل دارفور ومعالجة قضايا الأمن والتنمية. عبر رؤية قومية. ودعا اللجنة الى تقبل أي اقتراحات من أبناء دارفور في الداخل والخارج وحاملي السلاح وتعهد بدعمها حتى تكمل مهمتها ووجه بعقد المؤتمر الجامع لدارفور قبل نهاية آذار مارس المقبل، وتوقع ان يفضي الى تحقيق الأمن والاستقرار والسلام والتنمية في الاقليم.