فجأة ساد الصمت أرجاء مطعم البيتزا الشهير في ضاحية المهندسين في القاهرة، وتسمرت انظار الحاضرين بشاشات التلفزيون العملاقة وكأنما ضغط احدهم على مفتاح Pause. إنه العرض الأول لأغنية "روبي" الجديدة "ليه بيداري كده"، وما أن انتهت الاغنية حتى عاود الجميع التهام البيتزا والتقاط خيوط الاحاديث، ليعلنوا بذلك انتهاء نتيجة الشوط الاول من مباراة استعراض مواطن الجمال الطبيعية وتلك المغلّفة بالسليكون بين روبي ونانسي عجرم بالتعادل. تقول الاغنية "بقالي ليلي بنادي حبيبي بقالي/ لا ريحلي بالي ولا داري بللي جرالي/ وانا اعمل اي في اللي احبه يا ويلي ويا ناري/ طب ليه بداري كده... ولا نا داري كده...". وعلى رغم أن كلمات الاغنية ولحنها لم يعلقا في اذهان الغالبية، إلا ان تفاصيل الفيديو كليب الدقيقة حفرت في الذاكرة، ويبدو أن "روبي" حشدت طاقاتها الانثوية لمواجهة الغزو "العجرمي" للساحة الغنائية العربية، وهو السبب نفسه الذي دفع الكثير من الاهل الى فرض رقابة منزلية على قنوات الاغاني الفضائية تحسباً لإطلالة روبي بدرّاجتها وبدلتها الرياضية وفستانها الاحمر الذي وفر على الادمغة مهمة تخيل ما يخفيه. الطريف أن "ليه بيداري كده" فتحت باب الجدل على صفحات الجرائد والمجلات من جديد في قضية الموسم الفكرية التي تناقش دور الخلاعة والعري في الغناء العربي الحديث، وذلك انتظاراً لنتائج الاشواط المقبلة بين روبي وعجرم في دوري الفيديو كليب. لكن المشكلة تكمن في أن صراع روبي - عجرم فتح باب التنافس المصري اللبناني على جذب المستمتع المستمع سابقاً العربي وقد بدأ فعلاً ذوو الاقلام في كلا البلدين الدفاع كل عن فريقه الوطني في عالم الغناء والفيديو كليب. لكن الخوف كل الخوف من أن تحتدم المباراة أكثر من ذلك، وتضطر اللاعبتان الى "بذل المزيد من الجهد" للتفوق. وعلى "المستمتع" اياً كانت جنسيته العربية - أن يلتزم الروح الرياضية، ويشجع "اللعبة الحلوة".