لم يصدّق يوماً الصحافي الإيطالي تيزيانو ترزاني كل ما يقال وينشر عن قراءة الغيب واكتشاف المستقبل، لا بل كان دوماً يهزأ ممن يتناقلون هذه الأخبار. وفيما كان في رحلة مهنية في هونغ كونغ العام 1976 لكتابة تحقيق لصحيفة "دير شبيغل" الالمانية، اراد صديقه أن يحضّر له مقلباً مضحكاً. فأخذه إلى قارئ غيب ياباني، تنبأ له بأمور مستقبلية عدة، أبرزها أنه قد يموت إن سافر جواً العام 1993، أي بعد 17 عاماً من تاريخه، وإن لم يفعل فسيجد الثروة. وعلى رغم أن ترزاني لم يكن متشائماً، إلا أنه قرر أن يمضي تلك السنة "المشؤومة" متنقلاً أرضاً عبر آسيا، تارة على متن الفيلة وطوراً القطار أو السيارة أو مشياً على الأقدام، واضعاً كل أرباح كتاباته في سبيل اكتشاف "قارئ الغيب" الصادق الذي يستطيع حقاً أن يتنبأ له بمستقبله ويكتشف حقيقة ماضيه. تنقل بين بورما والصين وتايلندا وكامبوديا وفيتنام ومنغوليا ف... روسيا من دون أن يجد مبتغاه فيما سقطت حقاً طائرة في آسيا تلك السنة، لكن لم يقتل أي من ركابها. واكتفى الصحافي بنشر كتاب عن مغامراته... جلب له حقاً الثروة المالية.