أقرت الجمعية الوطنية الفرنسية البرلمان ب"شبه اجماع" أعضائها على اختلاف انتماءاتهم السياسية، مشروع قانون حظر الحجاب والعلامات الدينية الظاهرة في المدارس العامة. وفي وقت، بدت واضحة محدودية تأثير الاحتجاجات التي نظمها الناشطون المسلمون على السياسة العامة في فرنسا، وضع القانون السيخ في مأزق اذ بات يتعين على آلاف منهم يقيمون في فرنسا، الهجرة الى دول مجاورة، اذ تحظر عليهم تقاليدهم التخلي عن العمامة. وحظي القانون الذي ينص على "حظر كل العلامات الظاهرة التي تدل الى انتماء ديني" في المدارس العامة، بتأييد غالبية نواب حزب "الاتحاد من أجل الحركة الشعبية" اليميني الحاكم، اضافة الى تأييد غالبية نواب الحزب الاشتراكي المعارض. وكان رئيس كتلة النواب الاشتراكيين جان ماك إييدو استبق التصويت بإعلانه أن غالبية نواب كتلته، قرروا تأييد مشروع القانون، من منطلق "تمسكهم بقيم العلمانية والحرية والمساواة". لكنه أضاف ان هذا التصويت مرفق بيقظة بالغة، وذلك في اشارة الى التسوية التي انتزعها نواب حزبه من حزب الاتحاد، بعد موافقة الأخيرة على تقويم القانون بعد عام على دخوله حيز التطبيق، للوقوف على ما إذا كانت عبارة حظر "العلامات الظاهرة" تكفي أم انها تتسبب بتعقيدات تستدعي ابدالها بعبارة العلامات المدنية. وعكس هذا التوافق غير المعهود بين الحكم والمعارضة على تأييد القانون رغبة في الوقوف، وقفة واحدة دفاعاً عن قيم الجمهورية، وقطع الطريق على أي مزايدات تتعلق بهوية الطرف الأكثر اصراراً عليها ودفاعاً عنها. محدودية تأثير المسلمين ويضع اقرار البرلمان للقانون الذي يحال الى مجلس الشيوخ في 2 آذار مارس المقبل، المنظات المسلمة التي عارضته أمام الحائط، كونه أظهر حدود فعاليتها وحدود قدرتها على التأثير. لكنها على رغم ذلك، دعت الى تظاهرة احتجاج في باريس السبت المقبل. وفي كوالالمبور أ ف ب، استبق نحو ثلاثين من الاصوليين الماليزيين قرار البرلمان الفرنسي، وتظاهروا امام السفارة الفرنسية امس، احتجاجاً على القانون. ورفع المتظاهرون وهم اعضاء في الحزب الاسلامي اصولي يافطات كتب عليها: "اوقفوا القمع" و"ارتداء الحجاب واجب ديني". وقال صلاح الدين ايوب المسؤول عن الشباب في الحزب: "نحن قلقون لأن هذا القانون يشكل نكسة لاقلية فرنسية هي المسلمون". وأوضحت لولو محمد غزالي المسؤولة عن النساء في الحزب الاصولي: "نريد ان نؤكد ان الحجاب ليس مجرد رمز بل واجب ديني". سافرات مصريات يتحجبن تحدياً وفي الاسكندرية رويترز، قررت مئات من الطالبات السافرات في الجامعة هناك، التضامن "على طريقتهن" مع مسلمات فرنسا المحجبات، اذ ارتدين الحجاب لمدة نصف ساعة ضمن نشاطات تضامن استمرت يوماً كاملاً. ووضع الداعون الى يوم التضامن يافطات على جدران المباني الجامعية واستخدموا مكبرات الصوت لدعوة زملائهم وزميلاتهم الى الاشتراك، فيما فرضت اجراءات أمن مشددة في الجامعة، بحسب مصادر طالبية. السيخ في مأزق وفي غضون ذلك، ذكرت صحيفة "تايمز اوف انديا" ان نيودلهي ستناقش مع باريس القانون المتعلق بحظر الرموز الدينية في المدارس الفرنسية، في محاولة لتوضيح ان العمامة الخاصة بالسيخ "ليست كغيرها من الرموز الدينية الاخرى مثل الحجاب او الصلبان المسيحية الكبيرة"، مؤكدة ان المسألة يجب ان تعالج "بحساسية كبيرة". وقام السيخ الذين يقدر عددهم بالآلاف في فرنسا، بتعبئة كبيرة في الاسابيع الاخيرة ضد مشروع القانون. وألمح الناطق باسم الخارجية الهندية نافتشيف سارنا الى ان هذا الموضوع سيطرح للنقاش خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان لينودلهي نهاية الاسبوع الحالي. وكان اكبر احزاب السيخ الهندية طلب من باريس الشهر الماضي التخلي عن المشروع. وتحظر تعاليم ديانة السيخ التي اسست في القرن الخامس عشر على اتباعها قص شعرهم، وتفرض على الرجال ارتداء عمامة.