يُتوقع أن يصل حجم الاستثمارات العقارية فى السنوات السبع المقبلة في دولة الامارات الى 230 بليون درهم 63 بليون دولار ما يفوق حجم الاستثمارات العقارية فى العقدين الماضيين وفقاً لحجم المشاريع المعلن عنها رسميا فى مختلف امارات الدولة. وقالت مصادر اقتصادية ان امارة أبو ظبي ستحظى بنصيب كبير من المشاريع السياحية التي سيجري تنفيذها في دولة الامارات و"إن الامارة، التي شهدت ولادة حكومة محلية جديدة في الثامن من الشهر الجاري، تخطط لاجتذاب اكثر من مليون زائر وسائح من مختلف انحاء العالم سنوياً بعد انتهائها من تنفيذ سلسلة من المشاريع السياحية والترفيهية والعقارية الكبيرة من أبرزها بناء برج بارتفاع 110 أمتار على كورنيش أبوظبي يتسع لحوالى 360 زائراً ويمكن من خلاله مشاهدة مدينة أبوظبى بأركانها المختلفة ويوجد فى البرج مقهى ومطعم يوفران جواً من المتعة والترفيه". وأكدت المصادر أن القطاع العقاري والسياحي في ابوظبي يشهد طفرة كبيرة خصوصاً بعد الاعلان عن مشاريع سكنية وترفيهية وتجارية عملاقة. وقالت"إن الطفرة غير المسبوقة ستترك انعكاسات ايجابية على مجمل الاوضاع الاقتصادية وعلى نمو عدد من القطاعات الاقتصادية غير النفطية في الامارة". وتحدث مسؤولون اقتصاديون وسياحيون في أبوظبي عن توسعات كبيرة في بناء المدن السكنية الجديدة والمنتجعات السياحية والمراكز التجارية الراقية"لكي تواكب الطفرة الكبيرة التى يمر بها قطاع الانشاءات والعقارات في الامارات". وتستعد ابوظبى لافتتاح منشآت سياحية عملاقة ابرزها فندق"قصر الامارات"على كورنيش ابوظبي الذي تصل كلفته الى 1.2 بليون درهم في حين يوشك العمل في كورنيش ابوظبي الجديد على الانتهاء ليكون معلماً سياحياً بارزاً في المدينة في وقت تتواصل ايضاً اعمال التطوير في واحد من اضخم المشاريع السياحية في ابوظبي وهو مشروع المنتج السياحي التابع ل"المارينا مول"الذي يضم فيلات سياحية راقية على ضفاف الخليج العربي ومنتزهات بالاضافة الى مشروع جزيرة اللؤلؤ في عمق البحر المقابل لمدينة ابوظبى المنتظر ان يصبح قبلة للسياح من داخل الامارات وخارجها. ووقعت حكومة أبوظبي في 26 كانون الاول ديسمبر الجارى اتفاقاً مع ائتلاف يضم ثلاث شركات دولية لتطوير جزيرة أبو الشعوم شمال شرقي أبوظبي وبناء مدينة سياحية سكنية متميزة على مساحة خمسة ملايين متر مربع تسمى"لؤلؤة الامارات"بكلفة اجمالية تصل الى 35 بليون درهم. ويضم الائتلاف شركات"ي. بي. ام."الدولية ومقرها ماليزيا وشركة"الريان للاستثمار"ومقرها العين و"الشركة الوطنية للاستثمار العقاري"ومقرها أبوظبي على أن يبدأ العمل في تطوير الجزيرة وبناء اللؤلؤة الجديدة مطلع سنة 2005. وسيتضمن المشروع بناء جسر يربط مدينة أبوظبى بالجزيرة الجديدة التى ستضم عدداً من الفنادق والمستشفيات والمدارس والجامعات ووسائل ترفيه عائلية ضمن مدينة حضارية تدار بأحدث ما توصل اليه العلم من تقنيات يستخدم بعضها للمرة الاولى في العالم. ويتوقع القائمون على تنفيذ المشروع ان يحقق قفزة نوعية في مجال المشاريع السكنية المتطورة ومراكز الاعمال والمنتجعات السياحية وعالم الترفيه العائلي على المستويين الاقليمي والدولي كما أنه سيضفي بعداً جديداً لنوعية المشاريع في المنطقة بما يحمله من ابتكارات معمارية ورؤية متميزة ومفهوم جديد لمدن القرن الواحد والعشرين. ويُتوقع ان تشهد سنتا 2005 و2006 بناء عدد كبير من المراكز التجارية الراقية في امارة أبوظبي لتلبية احتياجات النمو السكاني المتسارع في الامارة ويبدأ العمل قريباً في مشروع تطوير السوق المركزية القديمة في ابوظبي الذي حصلت شركة"الدار العقارية"على امتياز تطويره وإدارته لنحو 50 سنة. وتصل كلفة مشروع تطوير السوق الى نحو 350 مليون درهم ويتم إنجازه خلال 18 شهراً ويمزج بين عناصر العمارة الاسلامية الحديثة والحداثة في التصميم المعماري. وتُبنى السوق الجديدة على مساحة 60 الف متر مربع وتضم 241 متجراً وموقفاً للمركبات وقبواً أسفل الارض يتسع لنحو 1200 سيارة ومواقف خارجية مكشوفة تتسع لنحو 200 سيارة على أن يتم ربط السوقين المركزيتين بين شارعي خليفة وحمدان بنفق أرضي تتراصى على جانبيه محلات صغيرة مساحة كل منها بنحو 20 متراً مربعاً. كما يضم المشروع مساحات عامة للمتسوقين ومساجد وملاعب أطفال وكافتيريات ومطاعم متنوعة تعكس عناصر التراث المحلي للامارات. ويجري العمل حالياً في بناء مركزين تجاريين عملاقين في ابوظبي هما"الخالدية مول"و"الوحدة مول"ليشكلا الى جانب"ابوظبي مول ومارينا مول"اضافة مهمة الى مراكز التسوق التي تستقطب اهتمام غالبية سكان العاصمة ابوظبى. وتخطط"مجموعة الفلاح"مالكة"الخالدية مول"لافتتاح مركزين تجاريين جديدين في السنتين المقبلتين في ظل التوسع في حركة التسوق والسياحة. ويعتبر مركز"الخالدية"الاكبر من حيث المساحة كونه يقع على مساحة مليون قدم مربعة وتم تصميمه لتوفير التسوق السهل والممتع ويضم نحو 160 محلاً تجارياً بالاضافة الى هايبر ماركت. ويرى الخبراء من مسؤولي المراكز التجارية"أن التوسع في بناء مراكز تجارية في أبوظبي، تراعى فيه هذه التغيرات، من شأنه أن يساهم في الترويج السياحي للامارة ويجعلها وجهة للتسوق والترفيه في المنطقة".