اذا كانت المراحل الفنية تُكْتَب عبر الاعمال الكبيرة المتميزة في حياة كل فنان، واذا كان نجوم الغناء او التمثيل في العالم العربي يمتلئون فرحاً ازاء اي فرصة محلية كبيرة فكيف بفرصة عالمية، فإن المطرب عمرو دياب يدخل حالياً مرحلة جديدة قد تكون الأهم على الاطلاق في تجربته، بتوقيعه عقداً لبطولة فيلم سينمائي من اخراج مصطفى العقاد، الى جانب الممثلة اللبنانية العالمية الحضور سلمى حايك، في حال كان الخبر الذي تداولته وسائل الاعلام قبل ايام، صحيحاً. عمرو دياب وقف سابقاً امام كاميرا أكثر من فيلم عربي. وفي حين كان كثيرون غيره من نجوم الغناء العربي يتحاشون التمثيل السينمائي إما لنقصٍ في جودة النصوص المعروضة عليهم، أو لخشية من الفشل السينمائي ما يؤثر في نجوميتهم الغنائية، كان عمرو دياب يقتحم ابواب الافلام، على قلة عددها وينجح. ومع انه لم يؤثر في فن التمثيل في العالم العربي كتأثيره في فن الغناء، فإنه سجّل لنفسه حضوراً جيداً قياساً بتلكؤ زملائه في غالبيتهم عن السينما. وهذا ما يُعتبر في مصلحته الفنية وتفوقاً عليهم يضاف الى التفوق الذي سجله في ميزان النجومية الجماهيرية، وفي"معركة"مبيع كاسيتاته التي ما زالت الاكثر انتشاراً واتساعاً بلا منازع، والدليل الاكبر على ذلك ان"سعر"عمرو دياب الذي رضي لأجله الدخول في جنة"روتانا"الانتاجية لم يصل اليه"سعر"اي نجم عربي آخر منتسب الى هذه الشركة التي تحضن حالياً اكثر من مئة مطرب ومطربة فضلاً عن عشرات العقود مع ملحنين بارزين في بلدان عربية عدة. عمرو دياب قد يصبح بعد أيام بين يدي المخرج مصطفى العقاد، وسيجولان قريباً في عدد من المدن الاسبانية من اجل اختيار اماكن التصوير التي سيُراعى فيها بالطبع الجانبان الدرامي والرومانسي في آن. ويُنتظر ان تبرز في هذا الفيلم مواصفات استعراضية قد تشكل تحدياً ليس لعمرو دياب كمغنٍ فقط، وإنما ايضاً للعقاد الذي صحيح انه يدخل هذا المجال مستنداً الى تاريخ مضيء من التعامل مع المجاميع البشرية في افلامه السابقة، لكن الصحيح ايضاً ان الاستعراض هو مساحة جديدة امامه تتطلب تقنيات خاصة وقواعد لا بد من تحسبه لها، فضلاً عن التحدي من نوع آخر بالنسبة الى دياب وهو الغناء بغير اللهجة المصرية واللغة العربية وامكان انتشار اغانيه عالمياً بعد ذلك.