استقرت اسعار النفط امس في اول ايام التداول بعد الاجتماع الاستثنائي لمنظمة"اوبك"وسط عمليات بيع كبيرة للعقود الآجلة من قبل صناديق التحوط التي دفعت الاسعار الى الهبوط الى ادنى مستوى في خمسة شهور بعد ارتفاع بسيط على اغلاق الجمعة، الذي ترك الخام الاميركي متراجعاً نحو دولارين. وعلى رغم قرار"اوبك"سحب نحو مليون برميل يومياً من المعروض بالتزامها سقف الانتاج الرسمي، الا ان المضاربين انسحبوا من السوق بكثافة وسط توقعات بتراجع الطلب واستمرار الفائض من الخام وزيادة تكدس المخزونات. وعند الظهر ارتفع سعر خام القياس الاوروبي"برنت"في بورصة النفط الدولية في لندن 29 سنتاً الى 37.67 للبرميل تسليم كانون الثاني يناير المقبل، بعدما فقد اكثر من دولارين الجمعة. وارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف ثمانية سنتات الى 40.79 دولار للبرميل. وذكرت وكالة"اوبكنا"ان سعر"سلة اوبك"تراجع الجمعة الى 33.92 دولار للبرميل من 34.29 دولار الخميس. وكان اجتماع"اوبك"في القاهرة نهاية الاسبوع اتفق على خفض تجاوز حصص الانتاج المقررة ب27 مليون برميل يومياً، على ان تتحمل السعودية عبء خفض 500 الف برميل يومياً. وقالت مصاف في اليابان، ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، ان السعودية أبلغتها بان الامدادات ستخفض بنسبة 8 في المئة في كانون الثاني، مقارنة مع كانون الاول ديسمبر. وقالت مصاف من كوريا الجنوبية انها أيضاً تواجه خفضاً بنسبة 8 في المئة في الامدادات من السعودية. وقال متعامل في سنغافورة:"أعتقد أن خفضاً بنسبة 8 في المئة هو مجرد خفض رمزي، انه داخل اطار المستوى المحتمل رسمياً البالغ 10 في المئة لذلك لا أعتقد أن له مغزى". وقال نعمان بركات من شركة السمسرة"ريفكو":"المسألة ان الزبائن قدموا طلبات شراء اقل لانه لا يوجد طلب لتلبيته، ونحن نتجاهل الخام الثقيل من اوبك بشدة، لذا فان خفض 200 الف برميل يومياً من اي طرف ليس بالامر المهم". وذكرت بيانات لجنة تجارة عقود السلع الآجلة في الولاياتالمتحدة ان صناديق التحوط المضاربة في سوق النفط صفت اكثر من 17 الف مركز قصير الاجل في الاسبوع المنتهي في 3 كانون الاول، مقابل اكثر من خمسة الاف مركز طويل الاجل الاسبوع السابق، في اكبر عملية تصفية مراكز في سوق عقود النفط الاميركية في اكثر من 14 شهراً. وقالت كبيرة الاقتصاديين في"اس جي كوموديتيز"ديبورا وايت:"السوق متشبعة الآن بالفعل، وهي في انتظار هبوط اكبر لسعر البرميل، ولا تملك اوبك ما تفعله، ازاء ذلك نحن نتوقع زيادة المخزونات الاسبوع الجاري ايضاً، ان لم يكن في الخام ففي المشتقات". وكان بعض وزراء"اوبك"تحدثوا عن احتمال لجوء المنظمة لخفض سقف انتاجها في اجتماع طارئ نهاية الشهر المقبل اذا استمرت الاسعار في الانخفاض.