مع تحوّل شرم الشيخ مقصداً للبنانيين للاستجمام وقضاء عطلات الشتاء والربيع، وجدت شركة"طيران الشرق الاوسط"ميدل ايست جدوى واعدة بافتتاح خط الى هذا المنتجع لنقل اللبنانيين اليه مع توفير عروض كاملة تشمل تذكرة السفر على طائراتها ال"آرباص"الحديثة والاقامة بالتعاون والتنسيق مع وكلاء السفر والسياحة في لبنان، وبتعاقدها مع سلسلة فنادق وشركات سياحية في شرم الشيخ متخصصة في تنظيم البرامج للسياح، لتأمين أفضل خدمة جواً وأروع برنامج ترفيه واستجمام على ارض المنتجع. باتت شرم الشيخ الواقعة جنوب شرقي شبه جزيرة سيناء والمسماة"ريفييرا البحر الاحمر"، وكذلك المدن الاخرى، بحسب قيمين على قطاع السياحة، تشهد اقبالاً من السياح العرب الذين لا يشكلون مع اللبنانيين الآن سوى نسبة 20 في المئة فقط من مجموع السياح الذين يقصدونها سنوياً، وهم يشكلون تقريباً 2.2 مليون من اجمالي عدد السياح الى مصر البالغ 5.5 مليون سنوياً. وتوقعوا ازدياد عددهم في المواسم المقبلة بعدما تعززت الخدمات والمنتجات التي ترضي اذواقهم. وفي مناسبة افتتاح هذا الخط نظّمت"ميدل ايست"رحلة خاصة لممثلي وسائل الاعلام وممثلي وكالات السفر والسياحة اللبنانية مع برنامج زيارات لأهم المواقع في المنطقة، ورافقهم من بيروت وفد من الشركة، وانضم اليهم من القاهرة مديرها الاقليمي محمد الشرقاوي الذي كشف ل"الحياة"ان التقديرات التي أظهرتها دراسة الجدوى من افتتاح هذا الخط تشير الى ان"المعدل الوسط لنسبة امتلاء الطائرة يصل الى 50 في المئة"، مشيراً الى"تسيير رحلتين في الاسبوع يومي الاثنين والخميس". وأعلن ان"الشركة ستزيد عدد الرحلات خلال موسم الاعياد المقبلة نظراً الى كثافة الحجوزات بحيث ستصل نسبة امتلاء الطائرة الى مئة في المئة". ويندرج تسيير هذا الخط الجديد، بعد افتتاح الخط الى الدوحة، في اطار استراتيجية الشركة لتوسيع شبكة خطوطها وزيادة رحلاتها الى المقاصد التي تشهد طلباً، وتتركز في مناطق الشرق الاوسط والخليج واوروبا وافريقيا. ويشار الى ان الشركة تعتمد استراتيجية تسيير خطوط ذات جدوى، ما ساهم في تحقيق الارباح المتوقع ان تبلغ 35 مليون دولار هذه السنة في مقابل 22 مليون دولار في 2003. ولفت الشرقاوي الى ان الشركة من خلال افتتاح هذا الخط الذي يستمر من تشرين الثاني/ نوفمبر الى نهاية ايار/ مايو وهو موسم الذروة في شرم الشيخ، وتوفير العروض"لا تهدف الى منافسة شركات السياحة والسفر بل ستكون مساعدة لها، والدليل مرافقة عدد من ممثليها في هذه الرحلة للتعرف الى المنطقة وإلى ما تقدمه من برامج وخدمات سياحية وترفيهية، كما أوفدت الشركة الى بيروت ممثلين لشركات سياحية مصرية لتعريف مثيلاتها في لبنان بمنتجع شرم الشيخ". الافتقاد الى السائح العربي ويُلاحظ الافتقاد الى السائح العربي واللبناني من خلال التجول في شوارع وممرات المشاة وعلى الشاطئ في"نعمة باي"خليج نعمة، وهو القلب التجاري والترفيهي للمنتجع، حيث لا تلمح الا اوروبيين في مقدمهم الايطاليون والروس والسويسريون ومن بقية دول القارة القديمة، فتخال نفسك في اوروبا وليس في ارض مصرية. ويخالك العاملون المصريون في المقاهي واصحاب المحال المنتشرة في هذا الخليج ايطالياً مثلاً، لتشابه لون البشرة ربما، فيحيّونك بالايطالية ويدعونك باللغة نفسها الى جلسة في المقهى او لشراء التذكارات المجسدة للحضارة الفرعونية، وعندما ترد عليهم بالعربية تطول عبارات الترحيب وتتشعب الاحاديث والسؤال عن"بيروت الفريدة من نوعها وجبال لبنان". واللافت ان هؤلاء يتقنون لغات السياح الغريبة عن العربية، في شكل يدعو الى الدهشة لأن التخاطب لا يقتصر على التحية بل يدخل في التفاصيل الصغيرة للوصول الى اقناع السائح بشراء سلعة أو تذكار أو أي شيء يتصل بمصر. وما يُدهش اكثر ان اللهجة اللبنانية استعصت عليهم في بعض مفاصلها في وقت لم تستعصِ عليهم الروسية، مثلاً، فكانوا يستفسرون عن هذه الكلمة او تلك لفهم ما نقصد. سيناء"ريفييرا البحر الأحمر" تشكل السياحة الصناعة الرئيسية في شبه جزيرة سيناء، وساهم في وضعها المتميز على الخريطة السياحية العالمية ما تضمّه من معالم طبيعية وتاريخية، فهي تجمع الحج الديني الى جبل سيناء المعروف باسم"جبل موسى"يرتفع 2285 متراً عن سطح البحر، فضلاً عن دير سيدة كاترين الواقع على اعلى جبل في مصر يرتفع 2641 متراً، وهو الاقدم وتُحفظ فيه مجموعة من الايقونات ويضم مكتبة مخطوطات دينية تعتبر الثانية في العالم بعد مكتبة الفاتيكان. كما تزخر بشواطئ خلابة أعطتها عن جدارة لقب"ريفييرا البحر الاحمر"، إضافة الى صحرائها التي تستقطب كثيراً من محبي رياضة السفاري. وتتميز شرم الشيخ التي تتناثر على ضفاف شاطئها على البحر الاحمر المنشآت الفندقية والمنتجعات العالمية، بمياهها الصافية ورصيف الشعب المرجانية والاسماك من كل نوع وبكل الوان الطبيعة، بحيث تستمتع بالسباحة تحت الماء لملامسة هذه الروائع. ولا يمكن تفويت الابحار الى منطقة رأس محمد محمية الحياة البحرية وكذلك البرية حيث تحلو هواية الغطس والتمتع بالجمال الحي في عمق المياه حيث آلاف من انواع الاسماك المكتسية بكل الوان الطبيعة و150 نوعاً من الشعب المرجانية. ولا تقتصر الرياضات على الغطس بل تتوافر نشاطات اخرى مثل الارتفاع في المظلة فوق البحر والابحار في"الغلاس بوت"حيث يمكن لغير محترفي الغطس التمتع بمشهد الشعب المرجانية والاسماك. "نعمة باي" ويشكل"نعمة باي"او"خليج نعمة"الموقع الاكثر اكتظاظاً بالسياح ليلاً ونهاراً حيث تصطف فيه المحال التجارية والمقاهي بأنواعها وتلتصق خلفها أزقة تزدحم فيها محلات بيع التذكارات والالبسة التقليدية والعطور والامتعة البحرية. واللافت في تصميم هذه المنطقة انها تضم ممرات للمشاة تتصل بالمنتجعات فتقرّب المسافة بين السائح والأماكن التي يرغب في ارتيادها.