إذا تمعنا في المجتمع السوري نجد ان الحزب الحاكم قد فرض ثقافته وآراءه على الشارع السوري، وعلى الجميع الالتزام بأهداف ومبادئ وأفكار الحزب. وكل ما هو نقيض لهذه الأفكار والآراء فهو باطل، ويُقمع بشدة، ويكبت في مهده. وخير دليل هو كبت آراء مناضلي الرأي: مأمون الحمصي ورياض سيف وعارف دليلة وغيرهم مثل حسن صالح ومروان عثمان. هؤلاء جميعاً عبروا في شكل ديموقراطي سلمي وحضاري عن آرائهم في تحسين الوضع الداخلي، وإشاعة الديموقراطية، والمساواة لجميع أبناء الوطن. والدستور السوري نص على انه يكفل حرية المواطن، وان المواطن له حرية في التعبير عن آرائه ومعتقداته. والمجتمع الكردي، كجزء من المجتمع الأكبر، يسعى حثيثاً لأن تطفو آراؤه ومعتقداته ومبادئه على صفحة الماء، لا أن تظل في القاة الأسود فيعبّر عن مكنونات نفسه وعقله بأساليب شتى تأتي منسجمة مع الوضع الحضاري، ومع المبادئ الأخلاقية السامية، من أجل الإنصاف، وإحقاق الحق، غير متناسٍ ولاءه للأرض. فهناك فئة من الكتّاب الأكراد يعبرون عن آرائهم من خلال المجاهرة بكتابتهم في الصحف الكردية والعربية وصفحات"الانترنت"، متحملين نتيجة كتاباتهم. ويكتبون بجرأة وبوطنية خالصة، بعيداً من العنصرية والطائفية، اي يسخِّرون أقلامهم الجريئة لخدمة الوطن السوري بوجه عام، مع عدم نسيان خصوصية الواقع الكردي داخل سورية، وعدم التفريط بحقوق الأكراد. وفئة ثانية تتصف بالحفاظ على بعض المصالح الشخصية، فتكتب وتعبر تحت اسماء مستعارة وهمية، وتصعّد المواقف بصورة خاطئة. فهي لا تتحمل مسؤولية ما تكتب، وما تعبر عنه من أفكار لأنها تعمل في السر. وينعكس ذلك سلباً على النخب الكردية، وعلى الشعب الكردي في سورية، ويشوه الحقيقة الكردية المشروعة والديموقراطية. جهاد صالح [email protected]