برزت في أميركا اللاتينية مؤشرات الى ان المنطقة تتجه إلى مزيد من التنسيق مع ادارة الرئيس جورج بوش في ما يتعلق باجتثاث معاقل الإرهاب وتجارة المخدرات. وصرح بوش في زيارة لكولومبيا بعد مشاركته في اجتماع قمة"ايبيك"في تشيلي الأسبوع الماضي، بأن"الولاياتالمتحدة تريد توسيع دعمها لمناهضة الاتجار بالمخدرات ليشمل محاربة الإرهاب". وفي تطور مثير للاهتمام، تلت زيارة بوش لكولومبيا، عملية تسليم أكثر من 400 عضو من ميليشيا وحدة الدفاع الذاتي الكولومبية AUC أسلحتهم الى السلطات المحلية في إطار مفاوضات السلام التي دخلت عامها الثاني، وسط مخاوف من ترحيل القادة الرئيسيين للميليشيا الى الولاياتالمتحدة للمثول أمام المحاكم الاميركية التي تطالب بهم. ووصلت الحكومة وميليشيا وحدة الدفاع الذاتي الكولومبي في مفاوضاتهما إلى حل هذه المنظمة المسلحة قبل حلول عام 2006. وعلى رغم القانون الجديد الذي يسمح بدمج أعضاء هذه الميليشيا داخل الجيش الوطني، أصدرت المحكمة العليا في كولومبيا مذكرة جلب في حق قائدين أساسيين للميليشيا تمهيداً لدرس تسليمهما الى القضاء الأميركي. وكان من ابرز المطلوبين لدى المحاكم الاميركية، القائد السياسي للميليشيا كارلوس كاستاو الذي توفي بذبحة قلبية في السادس من نيسان إبريل الماضي، وذلك بتهمة الاتجار بالمخدرات. ولا يزال مدير الجهاز العسكري للميليشيا سالفاتور مانكوسو يواجه التهمة نفسها. ويبدو أن إدارة بوش تريد أن تمرر تشريعاً جديداً يسمح للولايات المتحدة بتمديد دعمها المالي إلى كولومبيا ليشمل الحرب على الإرهاب. ولقي الاقتراح دعماً من الجمهوريين والديموقراطيين في الكونغرس على حد سواء. ويعرب معلقون عن مخاوفهم من أن تجد المساعدات الأميركية العسكرية في إطار"خطة كولومبيا"طريقها إلى المنظمات المسلحة الكولومبية اليمينية التي استمر تعاونها مع القوات العسكرية الحكومية وفقاً لتقارير الأممالمتحدة ووزارة الخارجية الأميركية ومنظمات حقوق الإنسان المستقلة. وتعتبر"خطة كولومبيا"حزمة مساعدات أميركية أوجدها الرئيس السابق بيل كلينتون لمساعدة تلك البلاد على محاربة المخدرات والعنف. وتوسعت الخطة التي أصبح اسمها مبادرة الأنديز الإقليمية، مع الرئيس بوش لتشمل محاربة الإرهاب. ويقول البعض أن توسيع صلاحيات الخطة قد يضع عديد الجيش الأميركي وعتاده في خطر. وحصلت كولومبيا على بليونين وخمسة ملايين دولار في السنوات الأربع الماضية لمساعداتها على اجتثاث الاتجار بالمخدرات. وحصلت هذا العام وحده على سبعمئة مليون دولار إضافية من الخزانة الأميركية. ويبدو أن سياسة الولاياتالمتحدة تجاه أميركا اللاتينية تتجه إلى دعم حكومات موالية لسياساتها في هذه المنطقة. كما يبدو أن الحرب الأميركية على العراق أثرت في هذا الاتجاه. وبرز في الولاياتالمتحدة قلق دفعها الى التنبه الى أهمية حماية منافذ النفط في دول أميركا اللاتينية، فعمدت إلى تدريب الجنود الكولومبيين في مقاطعة أراوكا لحماية أنبوب نفط كانوليمون من أي تخريب من جانب الميليشيات. وتحصل الولاياتالمتحدة على نسبة مهمة من صادرات النفط من كولومبياوفنزويلا والأكوادور. وفي حين تدعم انتخاب حكومات موالية لها في أميركا الجنوبية، دخلت في صراع مع رئيس فنزويلا هوغو تشافيز اثر اعادة انتخابه في عملية وصفت بالديموقراطية، ما أثار حفيظة واشنطن.