اجتهدت في الأيام الأخيرة ورددت على كثير من القراء ردوداً مباشرة، واخترت للنشر ما يعكس الجوّ العام لتفكير القرّاء من عرب وأجانب. المحامي نبيل جاد بعث إليّ برسالة بالبريد يفترح فيها ان يتحرّك اتحاد المحامين العرب مع الادارة القانونية في جامعة الدول العربية، نحو توكيل عدد من المحامين الدوليين ومكاتب المحاماة في مختلف عواصم العالم لتقديم دعاوى تطلب تعويضات عن الأضرار التي لحقت بالأفراد الفلسطينيين الموكلين، وبالتالي حجز أموال اسرائيلية حول العالم. وهو يقترح ان يتم توثيق الوكالات بحسب الأصول القانونية من المتضررين بأسماء المحامين في قضايا عدة، ويتم انشاء صندوق لدى اتحاد المحامين العرب لسداد أتعاب المحامين ونفقات الدعاوى، وتجرى تغذية الصندوق من التبرعات،"وأولها تبرعات الفلسطينيين في الشتات وأنا منهم". ما على الرسول الذي هو أنا سوى البلاغ، وقد فعلت. أما الأخ علي الصميلي، من البحرين، وهو قارئ مواظب لسبب مجهول، فهو يقول في رسالة بالفاكس: ثلاث سنوات مرّت على أحداث 11/9/1002 وفي كل يوم يردّد الرئيس بوش الكلمات نفسها والعبارات والأفكار نفسها، من دون ان يكلّ أو يتعب. ولو راجعنا خطاباته لما وجدنا أكثر من 02 كلمة يتداولها من يوم الى يوم، ومن خطاب الى خطاب. كل يوم منذ أكثر من ألف يوم والمهزلة مستمرّة، وكل يوم يهدّد بوش القتلة والمجرمين والارهابيين. هل هي حرب عالمية على الفلوجة؟ أو انها حرب عالمية على الزرقاوي؟ أو انها حرب إرهابية على الارهاب؟ اختلطت الأمور وانقلبت المقاييس في زمن بوش، وسيأتي يوم يحرر فيه الرئيس الأميركي عرب هذا الزمان بقتلهم واحداً بعد الآخر. سينتصر بوش على الفلوجة، ولكن الدولة العظمى الوحيدة في العالم التي نزلت الى درك الحرب في الأزقة والزواريب خسرت الحرب، وخسرت نفسها. أنت يا أخ علي قلت هذا، ولم أقله أنا، وغير المنشور من الرسالة أكثر حدّة. أما القارئ هوارد برودسكي، فهو أرسل اليّ رسالة بالبريد الالكتروني، وبالانكليزية، يقول فيها انني لا أتمالك نفسي أمام إغراء خوض معارك كلامية، ويقترح ان أدّخر جهدي للحديث عن مستقبل السلطة الفلسطينية وكيف ستؤول الأوضاع بعد عرفات. وهو يقترح ان أستغلّ ما عندي من معلومات داخلية واتصالات لطرح أفكار جديدة، ولدعوة جميع الفرقاء الى التضحية والسير الى الأمام، بدل الاستمرار في الشكوى والانتقاد. وأعتقد بأنني كتبت مرّتين، آخرهما أمس، عن الأوضاع الفلسطينية بعد عرفات. باختصار، أريد هدوء الأوضاع بما يكفي لاجراء انتخابات رئاسية، الا انني أعرف ان آرييل شارون ضد التهدئة، ولكن أخشى كذلك ان يتذرّع القادة الفلسطينيون بموقف شارون المعروف ليغطوا على ترددهم في مطلب التهدئة أو فشلهم في حزم أمرهم ضد العنف. القارئ مات د. س. في رسالة أخرى بالبريد الالكتروني وبالانكليزية يقول انني أتّهم شارون باستمرار بأنه جزّار، ثم أنفي تهمة القتل عن ياسر عرفات، مع ان كتائب شهداء الأقصى تابعة له، وقد قتلت نساء وأطفالاً في عمليات انتحارية وغيرها. وهو يسجّل عليّ قولي ان ياسر عرفات كان صديقي، ويقول انني أحاول تبييض سجلّه بدافع الصداقة. الصداقة لا تمنعني من نشر رأي قارئ أميركي في ياسر عرفات، وتعليقي الوحيد اليوم ان شارون كان البادئ بالعنف المتبادل، وان شارون عطّل السير نحو السلام مستغلاً تردد عرفات الذي ضيّع الفرصة خلال ادارة بيل كلينتون. وتبادلت والقارئ دوغ هاغنز عدداً من الرسائل الالكترونية، بعد ان اتهمني واتهمته بالتطرّف، واتفقنا في النهاية على سحب التهم المتبادلة، وعلى ان يستمر في قراءة زاويتي هذه مترجمة الى الانكليزية. ولعلّ السلام الذي عقدناه يتّسع ليشمل الفلسطينيين والاسرائىليين. غير انني أريد ان أهتم اليوم بالردّ على القارئة منى عبداللطيف الفالح، أو الصالح، وهي عراقية تقيم في لندن، وعلى الأخ معتزّ هندي، وأرجّح انه فلسطيني لأنه يتحدث عن إقامته سابقاً في البيرة، وهي بلدة تجاور رام الله. القارئان كادا يكتبان رسالة واحدة، يقولان ما خلاصته انني بعد ان انتقدت السيدة سهى عرفات شعرت بالذنب القارئة منى أو تلقيت تهديداً القارئ معتز، ودافعت عن أرملة الرئيس عرفات مع انني"أعرف"عن سرقة أموال الفلسطينيين الموضوعة في حسابات سرّية في سويسرا وغيرها. لا شعوراً بالذنب ولا تهديداً، والقارئان لا يعرفان ما في عقلي ليقولا انني"أعرف"عن سرقة أموال الفلسطينيين، طبعاً كان هناك فساد كبير ولا يزال، الا ان حديثي كان محدداً، وهو عن زعم وسائل الاعلام الأجنبية ان هناك صفقة مالية بين القادة الفلسطينيين الذين خلفوا أبو عمار والسيدة سهى، فرأيي كان ولا يزال ان هذه تسريبات من مصادر اسرائىلية للإساءة الى أرملة الرئيس والى الفلسطينيين كلهم. لن أصدّق شيئاً حتى أرى بعينيّ. فحديث الملايين والبلايين قديم، وما أعرف هو انه لا يمكن إخفاء أرقام صغيرة، فكيف بالأرقام الكبيرة، خصوصاً ان أميركا واسرائيل مهتمتان جداً ويناسبهما كشف حسابات سرّية تدين أبو عمار وأرملته ورفاقه. عندي مثل ربما تفهمه القارئة العراقية، فعندما كان السيد برزان التكريتي في جنيف سمعنا على مدى سنوات انه يستثمر ملايين أو بلايين الدولارات للنظام. ثم توفيت زوجة برزان بعد إصابتها بالسرطان، وهو خشي على أبنائه، خصوصاً البنات، من العيش في الغرب فعاد الى العراق، وسجن مع بقية أركان النظام ولا يزال. أين الأموال التي كان يديرها؟ وهل يعقل ان الأميركيين لم يعثروا عليها بعد؟ أقول للقرّاء ان يلزموا الحذر، ويكفي اننا قرأنا ألف رقم، يختلف كل منها عن الآخر، ومصادرها جميعاً مشبوهة، وتصبّ في هدف اغتيال سمعة ياسر عرفات وأسرته ورفاقه.