من تابع مجريات النهاية غير المريحة "المحتدمة" لمسابقة الدوري اللبناني لكرة القدم في الموسم الماضي، لم يتصور أن تكون الاستعدادات للنسخة الجديدة التي تنطلق غداً الأحد بهذه الحماوة والمنافسة المثيرة، على قدرالإمكانات طبعاً، لتعزيز الصفوف وتحصين التشكيلة لا سيما عند الفرق الطامحة إلى لعب دور رئيس متقدم وعدم الاكتفاء بالمراوحة "مكانك" في وسط الترتيب حيث منطقة الأمان، بعيداً من أجواء الهبوط ورياحه المزعجة وكوابيسه التي ستقض مضاجع البعض، باعتبار أن المقررات الرسمية للاتحاد، وفي ضوء الجمعية العمومية ما قبل الأخيرة، أكدت أن مؤشر عدد فرق دوري الأضواء سيقتصر على عشرة فقط. في حين، تطالب الأندية المعنية بالعودة إلى اعتماد "الدزينة" أي 12 نادياً لأسباب تتخطى الحاجة الرياضية والظروف الفنية إلى متطلبات وأوضاع مناطقية وحتى "طائفية"... علماً أن الفرق المدعوة للتباري هذا الموسم هي 11 فريقاً. وفي برنامج المرحلة الأولى غداً، يلتقي المبرة خامس الترتيب الماضي مع شباب الساحل ثامنه، والأخاء الأهلي عاليه العائد إلى "الأضواء" مع أولمبيك بيروت الثالث، والتضامن صور التاسع مع الصفاء الرابع، والأنصار السادس مع الحكمة السابع. ويستضيف الريان "القادم" من الدرجة الثانية أيضاً العهد الوصيف الأربعاء المقبل، في حين يرتاح النجمة حامل اللقب، وهو الذي يلتقي العهد اليوم في "موقعة" كأس السوبر التقليدية التمهيدية لبطولة الدوري العام. واللافت أن الدوري الجديد يقرع الأبواب وسط أزمة اقتصادية متفاقمة، لكن غالبية "الفرق الناشطة" وعلى رغم معاناتها وشكواها من ضيق ذات اليد وصعوبة الأوضاع، لهثت خلف عدد من اللاعبين الملائمين لأحوالها وتشكيلاتها بغية المنافسة المنشودة. وإذا كان النجمة صاحب الموازنة الأكبر أخفق في سعيه خلف لقب كأس الاتحاد الآسيوي، الذي كان في متناوله، وتوقف قطاره في دوره ربع النهائي أمام محطة الوحدة السوري. وفشل منذ الدور الأول في مسابقة دوري الأبطال العرب أمام الصفاقسي التونسي حامل اللقب. وسال حبر كثير حول سوء اختياره لأجانبه وقرارات مدربه الجديد "الجنرال" الألماني أوتو بفيستر. فإن التعويض ضروري في المسابقة المحلية لإرواء غليل مناصريه. ويتوقع أن يعود الأنصار حامل اللقب 11 مرة، وهو رقم قياسي أدخله كتاب غينيس، للعب دور القطب الثاني في المسابقة، وبعدما استعاد أنفاسه من خلال ترتيبات إدارية وفنية وضخ أموال في خزانته، ما يؤكد أن "غيابه القسري" عن المقدمة كان استثنائياً. ويرى خبراء ومتابعون ميدانيون أن هذه التوقعات ستقترن ميدانياً بنتائج لافتة تعيد رونقه وبريقه. لكن العهد الذي يسجل تقدماً مضطرداً موسماً بعد آخر، وتمكن أخيراً وللمرة الأولى من حصد لقبي كأس الاتحاد وكأس لبنان، لن يخلي ب"هدوئه" المعتاد الساحة للقطبين، إذ يريد فرض وجوده وتثبيت معادلة "ثلاثية الأضلاع" ما يؤكد أن طموحه المشروع للقب واقعي جداً. ويدخل أولمبيك، بطل الموسم ما قبل الماضي، مستنداً إلى ذخيرته الباقية من "النجوم" وهم على وقع المثل القائل "القرش الأبيض في اليوم الأسود" بعدما تبدلت أيامه من حال إلى حال، أين منها حين كان "القاشوش" الذي "حصد الأخضر واليابس" ثم باع البعض بالقطارة، ويفاخر حالياً بوجوهه الشابة والناشئة التي ستدعم فريقه الأول وهي مكسب له من دون شك. ووسط الحال العامة، لن يبتعد كثيراً عن الصدارة مثله مثل الصفاء المطالب بالانسجام فقط ليقول كلمته. ويبقى عزاء الحكمة بإصراره على المتابعة وتجاوز الكبوات والصمود بالموجود. في حين لا ينشد الساحل والتضامن صور اللذان تأخرا في الإعداد لأسباب مادية في الدرجة الأولى أكثر من المنطقة الدافئة، وهما الحلقة الأضعف، لا سيما إذا تمكن المبرة المميز بأدائه الجماعي من حل معضلة الثبات على مستوى واحد، وحافظ الأخاء الأهلي والريان على إيقاع الاندفاع الذي ضمن لهما صدارة الدرجة الثانية في الموسم الأخير.