في الوقت الذي أعربت اسرائيل الرسمية عن اسفها لاستقالة وزير الخارجية الاميركي كولن باول"الصديق الكبير لنا والاكبر لعملية السلام"على ما قال وزير الخارجية سلفان شالوم نقلت وسائل اعلامها عن محافل سياسية ارتياحها لانصراف باول"الذي دُفع الى الخارج"وذكرت بالخلافات بينه وبين خصومه الصقور في الادارة الاميركية في كل ما يتعلق بالسياسة الخارجية لواشنطن وتعاطيها مع الدولة العبرية وقالت ان ما يعزز الشعور بالارتياح الكبير هو حقيقة ان المرشحين هم"من اعز اصدقاء اسرائيل". وقال شالوم للاذاعة العبرية ان استقالة باول هي"خسارة لاسرائيل ولعملية السلام"واصفاً الخلافات في الرأي بينهما"هامشية"متوقعاً الا يحصل اي تغيير على السياسة الاميركية الخارجية تجاه اسرائيل وقال:"لا يهم من سيكون خلفه بل لا يهم حتى من يكون رئيس الولاياتالمتحدة جميعهم اصدقاء اسرائيل وقد اثبت الرئيس جورج بوش صداقة عميقة وهو الذي يحدد سياسة بلاده الخارجية لينفذها وزير الخارجية بغض النظر عن هويته". لكن شالوم لم يخف ترحيبه الحار بتعيين مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس على رأس الخارجية الاميركية"وقد اجتازت صداقتها الحميمة لاسرائيل الامتحان"وزاد ان هذه الصداقة عميقة جداً كونها نابعة من مشاعر دينية وايمان عميق فضلاً عن كونها مقرّبة جداً من الرئيس الاميركي. وكتبت كبرى الصحف العبرية"يديعوت احرونوت"في صدر صفحتها الاولى امس"باول ينصرف الى بيته لكن اسرائيل ليست قلقة من استقالته لان المرشحين لخلافته رايس والسفير جون دانفورث من اعز اصدقائها". واضافت، نقلاً عن محافل سياسية ان باول تحفظ عن موقف بوش الداعم بشكل مطلق لاسرائيل فاصطدم جراء ذلك ب"المحافظين الجدد"وقالت ان وزير الخارجية المستقيل كان يتمنى ان تلعب واشنطن دور"الوسيط النزيه"في النزاع العربي الاسرائيلي ورأى ان انحياز بوش التام للدولة العبرية تسبب في ضرر بالغ لمكانة واشنطن في العالم العربي. ولفتت الصحف العبرية الى العلاقة الحميمة التي تربط رايس بالمستشار الخاص لرئيس الحكومة الاسرائيلية دوف فايسغلاس والى الدور الذي لعبته في صوغ رسالة الضمانات الاميركية لاسرائيل في نيسان ابريل الماضي التي اعتبرتها اسرائيل افضل انجاز تحققه منذ انشائها خصوصاً الى جهة اعتراف واشنطن بضم الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية الى تخوم اسرائيل في اي تسوية مستقبلية ودعمها رفض عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم. ويرى مراقبون ان اكثر ما ستطلبه رايس من تل ابيب ان تفي التزامها وقف النشاط الاستيطاني وتفكيك البؤر الاستيطانية العشوائية. ورأى المعلّق عوفر شيلح"يديعوت احرونوت"ان استقالة باول لا تعني انصرافه وحده الى البيت انما ايضاً العقيدة التي آمن بها التي قضت بأن قوة اميركا في العالم تعني ايضاً المسؤولية وليس ممارسة القوة فحسب. وتابع ان لحظة مغادرة باول وعقيدته تتعدى ما تراه اسرائيل اذ انها تبشّر بأربع سنوات ستسيطر فيها زمرة من الغلاة المتعصبين على واشنطن التي حاول باول من دون نجاح او نجاعة ردعها. من جهة اخرى، قال مسؤول اميركي إن باول سيزور الضفة الغربية هذا الشهر في اطار استئناف المسعى الاميركي للسلام في اعقاب وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وفي مطلع الاسبوع قال باول انه يأمل بالاجتماع مع خلفاء عرفات المعتدلين في"المستقبل القريب جداً". وقال مسؤول فلسطيني إن من المتوقع ان تحدث الزيارة الاسبوع المقبل. وقال المسؤول الاميركي ان باول، الذي سيجتمع ايضا مع مسؤولين اسرائيليين في القدس، سيسافر الى مدينة رام الله في الضفة الغربية التي يوجد فيها مقر السلطة الفلسطينية بعد ان قرر امس اضافة المحطتين الى رحلته المزمعة الى مصر في الثاني والعشرين والثالث والعشرين من الشهر الجاري للمشاركة في المؤتمر الدولي حول العراق.