خاضت القوات الأميركية والعراقية معارك عنيفة في الموصل لاستعادة المدينة من أيدي المسلحين الذين سيطروا علىها، وعاد جنود"المارينز"الى جسر كانوا أخلوه منذ أيام. واستعادوا مركزين للشرطة وسيروا دوريات في بعض الشوارع. لكن المسلحين استولوا على مركز جديد لقوات الأمن. في غضون ذلك، شنت القوات الأميركية غارة بالطيران على مدينة بيجي اسفرت عن مقتل خمسة عراقيين وإصابة 11 آخرين، كما قتل خمسة عراقيين بانفجار عبوة ثلاثة منهم من عائلة واحدة في تكريت. واغتال مسلحون مسؤولاً في الحزب الشيوعي وهو عضو في المجلس الوطني في السليمانية. وفي الحلة قتل ثلاثة من الحرس الوطني وشرطي. وبدأ الحرس الوطني العراقي بمساندة الأميركيين استعادة السيطرة على الموصل 370 كلم شمال بغداد بعدما سيطرت عليها مجموعات من المسلحين منذ الخميس. وانتشرت وحدات تابعة للحرس الوطني في عدد من الاحياء على الضفتين الشرقية والغربية من المدينة واستعادت مركزين للشرطة على الاقل في وسط المدينة وشمالها. واتسمت الاشتباكات بالعنف بعد ظهر امس قرب مركز الشرطة في حي الزنجيلي في حين اندلعت مواجهات متقطعة في الاحياء الشمالية والجنوبية. وكانت دوريات للحرس الوطني حمل عناصرها اسلحة خفيفة وقاذفات صواريخ تجوب عدداً من احياء المدينة. كما بدأ رتل من 12 آلية اميركية تسيير دوريات وسط الموصل وشمالها للمرة الاولى منذ اندلاع المواجهات، وعادت القوات الاميركية لتتمركز على احد الجسور الخمسة فوق دجلة. في غضون ذلك، اختفى مئات المسلحين من الشوارع بعدما انتشروا حول المباني الحكومية وباتوا يتنقلون مجموعات من ثلاث او اربع سيارات. وتأتي هذه التطورات غداة اعلان رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي السبت من الناصرية 375 كلم جنوب، كبرى مدن محافظة ذي قار،"سننتقل في اليوم التالي او يوم قريب الى الموصل لإعادة النظام". واكد ان"وحدات من الشرطة والقوات الخاصة وصلت الى الموصل وستصل وحدات اخرى ونتلقى اتصالات من مساجد المدينة تطالب الشرطة والجيش بالتدخل لإعادة النظام والامن وتخليصهم من الارهابيين". ومن جهته، اكد ناطق عسكري اميركي ان كتيبته التي شاركت في فرض طوق حول الفلوجة عادت الى الموصل لفرض النظام. وافاد بيان للقوة المتعددة الجنسية ان"العمليات مستمرة للقضاء على بعض الجيوب المتمردة في المدينة وطوقت عددا من الاحياء في الوسط وشنت حملات دهم اعتقلت خلالها مسلحون مشتبها بشنهم هجمات ضد القوة". واضاف البيان ان"ثلاثة مسلحين قتلوا بعد مهاجمتهم جنودا متمركزين على احد الجسور في حين اصيب جندي اميركي بجروح طفيفة". ونفى البيان ان تكون المدينة"سقطت في اي وقت من الاوقات بأيدي المسلحين"مؤكدا"وجود عدد قليل"منهم في المدينة. وختم قائلا ان"العمليات الامنية المشتركة بين الاميركيين والعراقيين ستتواصل كلما كان ذلك ضروريا لفرض الامن والنظام في المدينة". من جهة اخرى، قتل عراقيان في تلعفر 70 كلم غرب الموصل وجرح 20 اخرون خلال اشتباكات بين مسلحين والجيش الاميركي. في بغداد، اعلنت مصادر طبية والشرطة العراقية ان خمسة اشخاص قتلوا واصيب 11 اخرون في هجمات اميركية في بيجي، شمال العاصمة. وقال ناطق باسم الجيش الاميركي ان مروحيات ودبابات قصفت مواقع مسلحين داخل المدينة ما أدى الى مقتل عدد منهم. واضاف المتحدث ان"المسلحين اطلقوا في بادئ الامر النار على الجنود من اسلحة خفيفة وقذائف مضادة للدروع". واوضح الكابتن بيل كوبرنول في بيان ان الوحدات وردا على ذلك"حاصرتهم في مبنى اطلقت عليه قذائف دبابات وصواريخ هلفاير". وقال:"قتلنا عددا منهم". ومن جهته، اوضح ضابط شرطة في المدينة ان القصف استهدف مبنى قريب من مقر القائمقامية حيث تحصن عدد من المسلحين. وقال المقدم محمود محمد ان المروحيات قصفت منطقة الصينية 5 كلم شرق ما اوقع خمسة قتلى. وبدوره، اعلن مستشفى بيجي استلام ثلاثة من القتلى وسبعة من الجرحى. الى ذلك، قتل خمسة عراقيين، ثلاثة منهم من عائلة واحدة وجرح مواطن آخر بانفجار عبوة في مدينة الدور احدى مدن محافظة صلاح الدين. وقال النقيب عبد غزال من شرطة المدينة ان العبوة كانت تستهدف دورية عسكرية اميركية ولكن مضايقة الدورية لسيارتين مدنيتين دفعهما للاصطدام بالعبوة فانفجرت. واضاف ان سيارات عدة تعرضت للأضرار جراء الانفجار فيما نقل الضحايا الى مستشفى المدينة. وانفجرت سيارة مفخخة في محطة قطار بلد لدى مرور رتل عسكري اميركي ما ألحق أضراراً كبيرة باحدى المركبات الاميركية ولم يتسن معرفة حجم الخسائر في صفوف الرتل بسبب اغلاق المنطقة. في السليمانية، قال مسؤول في الحزب الشيوعي ان مسلحين نصبوا مكمناً لمسؤول كبير في الحزب وقتلوه شمال العراق. وقال علي زنجة المسؤول في الحزب الشيوعي في كردستان ان أربع سيارات تتبعت وضاح حسن عبدالأمير عضو المجلس الوطني العراقي الموقت واثنين من مساعديه من مدينة الخالص وهاجموهم مساء السبت على الطريق الى اربيل. واضاف ان عدداً آخر اصيب خلال حادث تصادم سببه الهجوم. ونفذ المقاتلون حملة لاغتيال مسؤولين يعتبرونهم متواطئين مع الاميركيين في البلاد. وأعلن الجيش الاميركي في بيان امس ان جندياً قتل وجرح ثلاثة آخرون مساء السبت في اطلاق نار استهدف قاعدتهم العسكرية خارج بغداد. وجاء في البيان ان"متمردين قصفوا قاعدة عسكرية فأصيبت برصاص غير مباشر ما أدى الى مقتل جندي من القوة المتعددة الجنسية وجرح ثلاثة آخرين". في الحلة، ذكر ناطق باسم شرطة المدينة ان شخصاً فجر سيارة في حاجز عسكري تابع للشرطة والحرس الوطني اسفر عن مقتل ثلاثة من"الحرس"وشرطي واصابة ثمانية آخرين واحتراق ثلاث سيارات مدنية. وعلى صعيد آخر أعلن قائد النجف اللواء غالب الجزائري فرض حظر التجول في مدينتي النجف والكوفة.