تمثل الهجمات العسكرية التي تنفذها قوات عراقية واميركية مشتركة ضد العناصر المسلحة في محافظة بابل جنوببغداد بداية لعملية عسكرية واسعة تشمل معاقل "الجيش الاسلامي" في هذه المحافظة نزولاً باتجاه اللطيفية واليوسفية والحصوة. وقال صباح كاظم، الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية ل"الحياة" ان "قوات الحرس الوطني وقوات خاصة من وزارة الداخلية، وبدعم من القوات المتعددة الجنسية، تواصل ضرب اهداف محددة في شمال محافظة بابل للقضاء على مجموعات ارهابية"، مضيفاً ان "هذه العملية ستشمل مناطق اللطيفية والحصوة"، ومشيراً إلى "اعتقال ارهابيين ومصادرة كميات كبيرة من الاسلحة خلال العملية". وأفاد مكتب وزير شؤون المحافظات في الحكومة العراقية وائل عبداللطيف ان "عمليات الجيش الاسلامي في المنطقة أضحت تشكل تحدياً أمنياً خطيراً على حياة الاجانب والعراقيين على حد سواء". ويبدو ان قيام الجيش الاسلامي بخطف المزيد من الرهائن الاجانب واغتيال العديد من الاشخاص من بينهم عناصر شرطة وحرس وطني، حسم القرار الأمني داخل حكومة اياد علاوي لصالح شن عملية عسكرية كبيرة على رغم محاولات تدخل العشائر لتسوية المشكلة من دون الحاجة الى الحل العسكري. وقال أحد شيوخ عشائر الدليم في اللطيفية ل"الحياة" ان "معظم قيادات الجش الاسلامي، من ضباط الجيش العراقي السابق وأجهزة الامن المنحلة". وزاد: "تحاول هذه القيادات مد جسور لها مع هيئة علماء المسلمين وقوى اسلامية، اما للحصول على تمويل او لتشريع عمليات خطف الاجانب او لتعزيز وصف الجيش الاسلامي بأنه فصيل مقاوم". الى ذلك، علم ان لقاء الرئيس العراقي غازي عجيل الياور مع بعض وجهاء عشائر الفلوجة تضمن انتقادات لسياسة اياد علاوي المؤيدة لشن غارات جوية اميركية على المدينة. وقال مصدر شارك في هذا اللقاء ل"الحياة" ان ممثلي العشائر طلبوا من الياور اعداد مبادرة سلام لمنع اجتياح الفلوجة والرمادي والضلوعية وراوة والقائم من جانب القوات العراقية والاميركية. وعلى رغم ان المصدر لمح الى وجود خلافات في وجهات النظر بين الياور ورئيس الحكومة اياد علاوي بشأن طريقة اعتماد الحل العسكري الا ان مراقبين اعتبروا الوضع بمثابة "توزيع ادوار" بين رئاستي الجمهورية والحكومة بحيث يبقى باب الحوار مفتوحاً مع الياور ومغلقاً الى حد ما مع علاوي.