استبقت اسرائيل انعقاد مجلس الأمن الدولي في ساعة متقدمة من مساء امس لبحث العدوان المتواصل على قطاع غزة بادارة ظهرها الى المجتمع الدولي معولة أولا على استخدام الولاياتالمتحدة الفيتو لنقض أي "قرار شديد اللهجة"، ثم الادعاء بأنها هي التي أرادت بداية "التوجه الى المجلس للانعقاد للبحث في قصف بلدة سديروت بقذائف "القسام" إذ لا يمكن لأي دولة ان تجلس مكتوفة الأيدي فيما مدنها تتعرض للقصف". ونقلت مصادر صحافية عن أوساط سياسية رفيعة المستوى بأنه ليس لاسرائيل ما تخشاه من مجلس الأمن متوقعة قراراً فاتراً لا يقدم أو يؤخر في شيء، وقالت ان "العالم سيقول كلمته لكن اسرائيل لن توقف عملياتها جراء ذلك. لقد مل العالم تبريرات الفلسطينيين وادعاءاتهم". وكرر رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون امس موقفه القائل ان اسرائيل لنتهاون في معركتها دفاعاً عن مواطنيها من الراجمات مقراً في الآن ذاته ان "المهمة ليست سهلة". من جهته، قال قائد قوات الاحتلال في شمال قطاع غزة ايال ايزنبرغ ان الهجوم سيتواصل من دون تحديد موعد لانهائه و"لن يتوقف قبل ان يتوقف اطلاق القسام على البلدات الاسرائيلية". وتابع في حديث للاذاعة العبرية ان على الفلسطينيين ان يدركوا انهم سيتكبدون ثمناً باهظاً في حال ظلت مدن اسرائيلية مهددة بالقصف ودعاهم الى مراجعة حساباتهم وابداء البراغماتية. وادعت أوساط عسكرية ان الحملة العسكرية المكثفة تؤتي ثمارها وان اسم اللعبة "الصبر وطول النفس". وفي اطار الحملة الاعلامية الواسعة التي تشنها اسرائيل في الحلبة الدولية لتبرير عدوانها استدعت أمس ممثلين عن الاتحاد الأوروبي الى بلدة "سديروت" للوقوف عن كثب عما يجري فيها بعد مقتل طفلين الاسبوع الماضي، جراء القصف. وقال رئيس بلدية "سديروت" لأعضاء الوفد ان أطفال بلدته يعيشون أجواء رعب تماماً كأطفال جباليا وبيت حانون. من جهتها كشفت صحيفة "معاريف" في صدر صفحتها الأولى أمس، ان اسرائيل تعمل حالياً على تطوير صاروخ مضاد لقذائف "القسام" وقادر على اعتراضها قبل بلوغ هدفها. وتابعت ان المشروع سيكلف عشرات ملايين الدولارات وانه تقرر الاسراع في تطويره بعد مقتل الطفلين الاسرائيليين وتحسباً لامكان نجاح "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في تطوير صواريخ "ياسين" ذات المدى الأبعد الذي قد يصل الى 17 كلم. كما يندرج هذا المشروع في اطار جهود الحكومة الاسرائيلية منع المئات من سكان "سديروت" من مغادرتها بعدما نشروا اعلانات في الصحف لبيع بيوتهم لكنها لم تجد أي تجاوب. وكشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان رئيس جهاز الأمن العام شاباك آفي ديختر زار مصر سراً الاسبوع الماضي، والتقى مدير الاستخبارات الاسرائيلية اللواء عمر سليمان، وبحث معه في سبل وقف تهريب الاسلحة من سيناء الى قطاع غزة ودور مصر في تنفيذ خطة الانفصال الاحادي عن قطاع غزة ومنطقة جنين ومسألة تدريب كوادر الاجهزة الأمنية الفلسطينية، ليتولوا المسؤولية الأمنية في القطاع بعد الانسحاب المزمع منه. ونقلت الاذاعة العبرية عن مسؤول اسرائيلي ان مصر اتخذت أخيراً بعض الخطوات لمنع تهريب الاسلحة الى القطاع "لكنها لا تنشط بشكل كاف". وأضاف ان بمقدور مصر ان تلعب دوراً بناء "إذا رغبت حقا" لكن يبدو ان لها أجندتها الخاصة، وهي ليست معنية بأي احتكاك مع الاجهزة الأمنية الفلسطينية. وقالت ان تل أبيب تريد ابلاغ مصر وجوب التنسيق بينهما قبل أن تتوصل مصر الى تفاهمات مع فصائل فلسطينية "غير مقبولة لاسرائيل". وختمت بأن اللقاءات الأمنية المصرية الاسرائيلية قد تستأنف قريبا وان وزير الخارجية قد يزورها "لكن ليس قبل تهدئة الأوضاع في القطاع".