وقعت الصينوايران"اتفاق طاقة"ضخماً يصل حجمه الى 70 بليون دولار ويمتد على 25 سنة تزود بموجبه ايرانالصين بالغاز المسال والنفط. وستتولى مجموعة"سينوبك"الصينية، التي حصلت على حق تطوير حقول غاز في السعودية وتسعى للحصول على جزء من حقوق تطوير حقول الشمال الكويتية، تطوير حقل يداوران الايراني. وتعني الصفقات اعتماداً اساسياً للصين على واردات النفط والغاز من منطقة الخليج في الربع الاول من القرن الجاري. ويتوقع ان ان يصل الطلب الصيني الى مستويات تقارب 11 مليون برميل يومياً سنة 2025 من مستوى 5 ملايين برميل يومياً السنة الجارية مقابل نمو الطلب في الولاياتالمتحدة اكبر مستهلك للنفط في العالم الى 29 مليون برميل يومياً سنة 2025 من مستواه الحالي البالغ 20 مليون برميل يومياً. ويُقدر ان ينمو الطلب الاوروبي الى 16 مليون برميل يومياً سنة 2025 من مستواه الجاري الذي لا يتجاوز 15 مليون برميل يومياً وفق توقعات ادارة معلومات الطاقة الاميركية. لندن، بكين -"الحياة"، رويترز - قال مسؤول ايراني كبير ان مجموعة"سينوبك"الصينية للغاز وقعت اتفاقاً بقيمة 70 بليون دولار لتطوير حقل نفط وشراء الغاز الطبيعي المسال مع ايران. وقد تظهر الفوائد السياسية لهذا الاتفاق المبدئي اسرع من ظهور فوائده التجارية مع محاولة ايران ارضاء الصين، التي تملك حق النقض"الفيتو"في مجلس الامن، ضد أي اجراء قد يُتخذ في شأن البرنامج النووي الايراني. وبمقتضى مذكرة التفاهم التي وقعت الخميس تشتري"سينوبك"، ثاني اكبر شركة صينية في صناعة النفط، 250 مليون طن من الغاز المسال على مدى 30 سنة من ايران وتطور حقل يداوران العملاق للنفط. وقال مهدي حسيني نائب المدير العام لشركة"النفط الوطنية الايرانية"لرويترز:"التزمنا ان نبيع لسينوبك... بعد تدشين الحقل 150 الف برميل يومياً من النفط لمدة 25 سنة وفق اسعار السوق". لكن امدادات الغاز الطبيعي المسال لن تبدأ قبل خمس سنوات في حين تجاهد ايران للحاق بركب رواد هذا المجال مثل قطر والجزائر ويحتاج تطوير حقل يداوران، الذي تُقدر احتياطاته بنحو ثلاثة بلايين برميل والواقع في جنوب غرب البلاد، الى اربع سنوات على الاقل. ولم يتحدد اطار زمني لاتفاق نهائي. وزار وزير النفط الايراني بيجان زنقانة بكين اول من امس"لتعزيز العلاقات مع الصين، التي تسهم ايران بنحو 14 في المئة من وارداتها من النفط، لتكون أكبر مورد نفط الى الصين". وكانت الشركات الصينية مستثمراً رئيسياً في قطاع النفط الايراني وبنت"سينوبيك"ميناء نفطيا ضخماً على بحر قزوين وابرمت صفقات لتحديث عدد من المصافي. لكن بكين كانت قلقة من اثارة غضب الولاياتالمتحدة بانتهاك قانون عقوبات اميركي ضد ايران وليبيا يهدد بفرض عقوبات على الشركات التي تضخ استثمارات كبيرة في الجمهورية الاسلامية. وتنفي ايران اتهامات اميركية بأن برنامجها لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية"ستار لاخفاء تطوير اسلحة نووية، لكن ملفها النووي يوشك على الاحالة الى مجلس الامن لفرض عقوبات محتملة على طهران". وتخطت الصيناليابان السنة الجارية لتصبح ثاني اكبر مستهلك للطاقة في العالم ونما الطلب على النفط بمعدل بلغ نحو 15 في المئة وتحرص الشركات على تأمين الوصول بشكل مباشر الى حقول النفط لتلبية الطلب المتزايد. ويحرص ايضاً كبار مصدري النفط خصوصاً في الشرق الاوسط على تعزيز العلاقات مع الصين أكبر دول العالم سكانا والتي تمثل سوقا لمشاريع مستقبلية. من جهة ثانية قال الوزير زنقانة ان منظمة"اوبك"لا يمكنها ان تفعل شيئاً آخر لتهدئة أسعار النفط التي بلغت مستويات قياسية و"لا يحركها نقص معروض النفط". وابلغ زنقانة"رويترز"ان"أوبك فعلت كل ما في وسعها لتهدئة السوق ولا اعتقد انه يوجد نقص في جانب العرض... لقد زدنا المعروض بالفعل مليوني برميل يومياً". وانخفضت أسعار النفط في اليومين الماضيين أكثر من 8 في المئة من مستوياتها القياسية بسبب ارتفاع مخزونات الخام الاميركية واتخاذ الصين اجراءات للحد من النمو لكن سعر الخام الاميركي لا يزال يتجاوز 50 دولاراً للبرميل. وكان الارتفاع الكبير في الطلب على النفط السنة الجارية الذي بلغ 2.7 مليون برميل يومياً، أكثر من ثلثه من الصين وحدها، فاجأ"أوبك"وعدداً من المحللين وشكل ضغوطاً كبيرة على الانتاج الدولي من النفط. وتضخ"اوبك"الانتاج بكامل طاقتها تقريباً بمعدل يزيد على 30 مليون برميل يومياً وهو اسرع معدل لها منذ 25 سنة. وبلغ انتاج اعضاء"أوبك"العشرة الخاضعين لنظام الحصص باستثناء العراق نحو 27.9 مليون برميل يومياً في ايلول سبتمبر وهو ما يزيد كثيراً على سقف الانتاج لذلك الشهر وقدره 26 مليون برميل يومياً. وفي بداية الاسبوع اتخذ رئيس"أوبك"بورنومو يوسجيانتورو خطوة غير معتادة بمطالبته الولاياتالمتحدة استخدام مخزونها الاستراتيجي لتهدئة أسعار النفط لكن واشنطن ردت بانها"لن تتخذه الا في حالة تعطل حاد في الامدادات". وفي الظروف العادية تعتبر"أوبك"ان مخزونات الحكومات تشكل تهديداً لنفوذها في السوق لكن عدداً من أعضاء المنظمة يخشون الآن من أن يبدأ ارتفاع الاسعار فوق مستوى 50 دولاراً للبرميل في خفض معدل النمو الاقتصادي الدولي وتشجيع استخدام مصادر الطاقة البديلة.