كانت حلبة لوسيل الدولية في قطر التي شهدت الجولة الثالثة عشرة من بطولة العالم للدراجات النارية الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، فأل خير على الاسباني سيتي جيبرنو هوندا الذي حقق فوزه الرابع هذا الموسم فئة جي بي، وقلّص الفارق الذي يفصله عن حامل اللقب العالمي متصدّر الترتيب العام الايطالي فالنتينو روسي ياماها الذي توقف بعد ست لفات من الانطلاق بسبب تزحلقه وخروجه عن المسار "ناجياً بنفسه" من اصطدام خطر. حلّ جيبرنو في المركز الأول مجتازاً مسافة 36،118 كلم بزمن مقداره 741،01،44 دقيقة، وبفارق 315،1 ثانية عن الثاني الأميركي كولن ادواردز هوندا، و84،23 ثانية عن الاسباني روبن كسوس دوكاتي الذي اعتلى للمرة الأولى منصة التتويج هذا الموسم. وبات رصيد جيبرنو 215 نقطة في مقابل 229 نقطة لروسي، واستمر الايطالي ماكس بياجي هوندا الذي حلّ سادساً في قطر في المركز الثالث 168 نقطة... وعند الفرق تحتل هوندا المركز الاول 295ن وياماها الثاني 253 ودوكاتي الثالث 127. ويأتي انتصار جيبرنو قبل اسبوع من موعد سباق ماليزيا. وأكد أمس ل"الحياة" ان جولة قطر بطقسها الحار ومنافستها المحتدمة على الصدارة "اعداد جيد قبل التنافس على حلبة سيبانغ الماليزية... وعلى رغم خروج روسي البطل الكبير، لم أفكّر برهة في مجريات الامور بقدر ما تابعت تركيزي لحصد 25 نقطة اي الحلول أولاً، مؤكداً نتائجي الجيدة في التجارب... الضغط كبير، والجولات الثلاث المقبلة ستشهد تبدلات عدة من دون شك".. وفي فئة 250 سنتم مكعب، أحرز الأرجنتيني سباستيان بورتو ابريليا المركز الاول امام الاسباني دانيال بدروزا هوندا والياباني اوييها هوندا، غير ان الارجنتيني قفز الى المركز الثاني في الترتيب العام 211ن خلف بدروزا 254. وخاض الاسباني خورخي لورنزو دويبي سباقاً مثالياً في فئة 125 سنتم مكعب، ضمن له التتويج الاول في لوسيل، امام الايطالي أندريا دوفيزيوزو هوندا متصدر الترتيب العالمي 228ن، والاسباني ألفارو بوتيستا ابريليا. ويعوّل الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية كثيراً على الحضور الكبير للاعلام العربي والمواكبة القريبة لهذا الحدث، ليقترن ذلك مع ما عكسته الصحافة الأجنبية في الأيام الاخيرة، التي أبدت إعجابها بما تحقق في زمن قياسي لم يتخط السنة، علماً ان التصميم وورشة الاعمار كانا في الوقت عينه، وهذا من أصعب أمور المقاولات، غير ان تضافر جهود القطاعات كافة أفرز ذلك. وكشف رئيس الاتحاد الشيخ ناصر بن خليفة العطية ل"الحياة" ان "الدليل على ذلك شهادة الفئة الأولى المميزة من نوعها في العالم التي تنالها حلبة، وحصلنا عليها حديثاً من الاتحاد الدولي وشركة دورنا المنظمة لجولات البطولة، كون حلبة لوسيل خالية من اي عوائق أو نقاط ضعف إنشائية من ناحية ضمان السلامة، فضلاً عن التجهيزات المتقدمة على هذا الصعيد ومنها المستشفى المتخصص والمركز الاعلامي الذي يستوعب 800 شخص". وأضاف العطية: "إننا فخورون بهذه الحلبة وهذا اول عناوين النجاح الذي تحقق...". وعن تخوّف البعض من الغبار والأتربة الرملية المتطايرة على الحلبة ما يسهم في تزحلق الدراجات، أوضح مدير الحلبة الإسباني تومي ألفونسو ل"الحياة" ان "حلبة لوسيل مزروعة في الصحراء... ونحن اتخذنا الاحتياطات، ولن يشكل ذلك اي إعاقة أساسية، كما ان الحرارة المرتفعة والرطوبة أقل هنا في الوقت الحاضر من تلك على حلبة ماليزيا التي ستشهد الجولة الرابعة عشرة من البطولة الاحد المقبل". وأشار ألفونسو الى ان التقلبات والتبدلات الكثيرة في الأوقات المسجلة وأداء الدراجين ناجمة عن ان "الحلبة جديدة، والفرق كلها تقوم اداء دراجيها عليها لوضع قاعدة المعلومات والبيانات التي تؤسس مرتكزات تحضيراتها للمستقبل، هذا ليس غريباً ان اختلفت المعطيات بين يوم وآخر حتى في السباق أمس". وعلى صعيد الاقبال والمواعيد المقررة على الحلبة التي بلغت تكاليف انشائها 58 مليون دولار، لفت العطية الى ان الحدث مثمر من الناحيتين الاقتصادية والسياحية "فالفنادق محجوزة كلها، غير ان إقبال الجمهور المحلي لن يبنى على نتائجه الا في السنوات المقبلة. نحن نعمل بخطى وئيدة لكن ثابتة، والدلائل كلها ايجابية وتبشّر بالخير، العام المقبل سنستضيف جولة قطر من الجائزة الكبرى في الاول من تشرين الاول اكتوبر، اضافة الى مباشرتنا في برمجة احداث عدة لاستثمار الحلبة، وهناك عروض كثيرة من شركات ستستخدمها لاطلاق منتجاتها واختبار جديدها".