بعد أحدث هجوم جوي أميركي على الفلوجة، احتضن السكان أطفالاً جرحى وتحدوا رئيس الوزراء العراقي ان يزور البلدة ليرى كيف ان القنابل تصيب المدنيين وليس "الارهابيين". وصرخ رجل وهو يضع ضمادة على رأس صبي صغير بين ذراعيه: "هل هذا ارهابي. هل هذا ارهابي. اياد علاوي تعال الى هنا وأرنا الارهابيين". وضربت طائرة حربية أميركية الفلوجة في ساعة متأخرة مساء الجمعة في أحدث عملية في حملة قصف بدأت منذ اسبوع يقول الجيش الأميركي انها تستهدف مخابئ يستخدمها أنصار الأردني أبو مصعب الزرقاوي. وأصبحت الفلوجة، التي تبعد 50 كيلومتراً غرب بغداد، في ايدي المقاتلين منذ ان انسحبت القوات الأميركية بعد هجوم فاشل على المدينة في نيسان ابريل الماضي. ومنذ تسليم السلطة الى حكومة عراقية في حزيران يونيو يفترض ان تحصل القوات الأميركية على ضوء أخضر قبل شن أي هجوم جوي، لكن الكثير من العراقيين يعتقدون بأن واشنطن تتصرف غالباً من تلقاء نفسها. وأعلن الجيش الأميركي مراراً أنه يشن الهجمات الجوية على الفلوجة فقط عندما يتلقى معلومات محددة، ويقول انه يوجه "ضربات دقيقة" الى تلك الاهداف. وبعد هجوم الجمعة قال مسؤولون في مستشفى ان سبعة مدنيين على الاقل قتلوا وان 13 جرحوا. وعرض تلفزيون "رويترز" صور عراقيين يحفرون وسط أكوام من الانقاض على أمل العثور على احياء. وفي مرحلة ما تم اخراج طفل لا يزيد عمره على عشر سنوات حياً من تحت كومة من الطوب والتراب. وقال مسؤولون عسكريون اميركيون ان المقاتلين ضغطوا على الاطباء للمبالغة في عدد القتلى والجرحى، وأبدوا شكاً بلقطات التلفزيون، وأشاروا الى ان المشاهد التي يتم تصويرها بعد الضربات ربما كانت ملفقة. وأظهرت لقطات لتلفزيون "رويترز" عن الدمار الذي وقع بعد الغارة الجوية التي شنت الجمعة رجالاً مذعورين يستخدمون أيديهم في البحث عن الجثث. وكان رجل يرقد ووجهه الى أسفل بينما توجد كتلة اسمنتية ثقيلة فوق ظهره وقدميه. ومثل هذه المشاهد مألوف لسكان الفلوجة الذين يقولون إنهم لم يشاهدوا أي أدلة تدعم المزاعم الأميركية بأن مسلحين ومقاتلين اجانب يعملون من منازل دمرتها الطائرات وسوتها بالأرض. ووسط صرخات وتأوهات أطفال تخاط جروحهم في مستشفى الفلوجة جثة فتاة صغيرة تم اخراجها من تحت الانقاض ووضعت على حصيرة رقيقة على الأرض. وتكافح حكومة علاوي المدعومة من الولاياتالمتحدة لاستعادة السيطرة على عدد من المدن التي يسيطر عليها مقاتلون قبل الانتخابات المقرر ان تجري في كانون الثاني يناير المقبل ووضع نهاية للتفجيرات الانتحارية التي قتل فيها مئات من الشرطة والمدنيين.